لماذا نشعر أن الناس يكرهوننا؟ إن مشاعر الكره والحب هي أمور نسبية تماماً، حيث لا يوجد توافق عام حول حبك أو كرهك. يختلف الأشخاص في آرائهم حول التعبير عن هذه المشاعر، حتى في مواقف بسيطة كطريقة لبسك أو حديثك. ومن خلال موقعنا، سنتعرف على كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يبدون مشاعر الكراهية تجاهك بذكاء، ونجيب على سؤال: ماذا أفعل عندما أشعر أن الجميع يكرهني؟
لماذا نشعر أن الناس يكرهوننا؟
الشعور بالكره غالباً ما ينبع من شعور الفرد بعدم الثقة وعدم المعرفة الكافية بالأشخاص من حوله. إذا كنت تعرف من يحيط بك بشكل عميق، ستتمكن من فهم كيفية تعبيرهم عن الحب والكره. هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى هذا الشعور، منها:
- طلب الحب من الآخرين بطرق محددة.
- وجود توقعات أعلى مما هو متوفر في معرفتنا للشخص.
- عدم إدراكنا لذواتنا وما نريد تحقيقه في العلاقات.
- الشعور بالانفصال عن الآخرين، مما يزيد من مشاعر الكراهية.
- انتظار الحب والتقدير من الآخرين.
- الإحساس بالوحدة والعجز، مما يؤدي للشعور بعدم التقدير تجاه من حولك وبالتالي كراهيتهم.
- قلة المودة الجسدية مثل العناق والتقبيل داخل الأسرة، وهو أمر له تأثير كبير.
ماذا أفعل عندما أشعر أن الجميع يكرهني؟
الكثير منا تعرض لأفكار سلبية تتعلق بكراهية المحيطين به له. على سبيل المثال، عند بدء مشروع جديد، قد تشعر أن الآخرين يكرهونك، والعكس صحيح، فقد يشعر المحيطون بك بنفس الطريقة. هذه المشاعر غالباً ما تكون نتيجة عدم فهم كل طرف لطبيعة الآخر.
تتطلب العلاقات الإنسانية وقتاً ورعاية، ومن غير العدل أن نحكم على شخص ما بأنه يكرهنا بناءً على رد فعل سطحي. ولتجنب هذا الشعور السلبي، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات:
- فهم المشاعر بعمق والتعامل معها.
- تقييم العلاقات ومعرفة ما إذا كانت مشاعر الكراهية تتناسب مع طبيعتنا وعلاقتنا بالشخص.
- المصالحة مع النفس والإقرار بهذه المشاعر.
- التقرب من الأشخاص ومعرفة أسباب مشاعرهم تجاهنا.
- إظهار الصفات الإيجابية لدينا، حتى في حالة وجود مشاعر كراهية حقيقية من الآخرين.
- تجاهل الأفعال السلبية المتعمدة لإظهار الكراهية.
الكراهية والحسد
هل من الممكن أن يكرهني الآخرون بسبب وجود نعمة معينة لدي؟ النعم التي منحنا الله إياها قد تكون موجودة أيضاً لدى أشخاص آخرين. لكن الله هو الوهاب، وهو الوحيد القادر على منحها لمن يشاء. للأسف، بعض النفوس الضعيفة أو المعاناة تضغط على الكثيرين، وتجعلهم incapable من التمييز بين تمني النعمة للآخرين وبين الرغبة في نزعها منهم.
تعتبر قصة هابيل وقابيل مثالاً على الكراهية الناتجة عن الحسد. فقد قدم الاثنان القربان، ولكن الله تقبل قربان هابيل لصدق نواياه، بينما لم يتقبل قربان قابيل. وعندما شعر قابيل بالحسد، قال لأخيه هابيل: {لأقتلنك} بسبب قبول قربانه. وقد أجابه هابيل برغم ذلك: {إنما يتقبل الله من المتقين}، حيث قدم نصيحة توضح الوسيلة التي قد تجعل قربانه مقبولاً عند الله.
بهذا، تكون قد استخلصت أفكاراً حول كيفية التعامل بذكاء مع الأشخاص الذين يكرهونك، وما يجب أن تفعله عندما تشعر أن الجميع يكرهك. يجب أن نتذكر أن الكره والحب هما مشاعر نسبية، ولا ينبغي أن تعتمد على هذين العنصرين في تقييم مشاعرنا تجاه الآخرين، بل يجب علينا تعزيز محبتنا لأنفسنا لنتمكن من التمييز بين من يحبنا ومن يكرهنا.