تعد جبال طوروس إحدى السلاسل الجبلية البارزة في الجهة الجنوبية الشرقية من منطقة الأناضول التركية. في هذا المقال، سنتناول موقع هذه السلسلة الجبلية وأهم تفاصيلها.
نبذة عن جبال طوروس
- تُعد جبال طوروس من السلاسل الجبلية المشهورة عالميًا، حيث يمر عبرها نهر الفرات.
- يتجه نهر الفرات من هنا نحو سوريا، ويواصل رحلته ليصل إلى العراق.
- تعتبر جبال طوروس أيضًا جزءًا من حزام البيد الذي يوجد في روسيا.
أصل تسمية جبال طوروس
- تعود تسمية جبال طوروس إلى كلمة “طوروس” التي أصلها من اللغة اللاتينية وتعني الثور.
- ترمز هذه الكلمة إلى إله العواصف في الشرق الأدنى خلال العصور القديمة.
- كانت هذه السلسلة الجبلية موطنًا للعديد من معابد إله العواصف.
- ساهمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على تلك المعابد بشكل مستمر في تدعيم هذه الفكرة.
- اعتقدت الشعوب في تلك الفترة أن هذه الأمطار تأتي نتيجة لرغبة إله العواصف أداد في جعل أراضيهم خصبة.
موقع سلسلة جبال طوروس
- يقع الموقع الجغرافي لجبال طوروس في الجزء الجنوبي من تركيا، في منتصف هضبة الأناضول.
- تمتد هذه السلسلة على طول بحيرة اقيردير في الجهة الغربية.
- وتمتد حتى وصول الروافد العليا لنهر دجلة والفرات في الجهة الشرقية.
- تتواجد إحداثيات هذه السلسلة بين 37 درجة شمالًا و33 درجة شرقًا، وتنقسم إلى ثلاث سلاسل رئيسية.
- السلسلة الأولى تُعرف بالمجموعة الغربية، وتحتوي على الجبال البيضاء، وتشمل جبال بك والغزلان.
- أما السلسلة الثانية، فهي المجموعة الوسطى والشرقية، وتتكون من جبال مادن وملاطيه وجنك وبتليس.
- يصل ارتفاع هذه السلاسل إلى 3756 مترًا فوق سطح البحر، وهو أعلى ارتفاع بين هذه الجبال.
- ما يميز سلسلة جبال طوروس هو تماثل مظهرها العام.
تاريخ جبال طوروس
- خلال الفترة ما قبل التاريخ، والتي تُعرف بالعصر الروماني المبكر، كانت هذه الجبال تحمل رموزًا تصويرية لإله العواصف الشرقية.
- يعود السبب في ذلك لتواجد العديد من المعابد القديمة هناك، كما وُجد موقع أثري يعكس العصر البرونزي في هذه الجبال.
- هناك دلائل تشير إلى وجود تعدين القصدير في تلك الفترة، مما يدل على أهمية المنطقة للسكان المحليين.
- أثناء الحرب العالمية الأولى، أصبحت جبال طوروس هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا للحلفاء بسبب أنظمة السكك الحديدية الألمانية والتركية.
تركيبة سلسلة جبال طوروس
- تتكون سلسلة جبال طوروس من ثلاثة أجزاء رئيسية، ويبدأ الجزء الأول منها في الجنوب الشرقي.
- يمثل هذا الجزء الحدود الشمالية لمنطقة الأناضول بالقرب من بلاد ما بين النهرين.
- يُعتبر نهر دجلة والفرات من أهم مصادر المياه في المنطقة، بالإضافة إلى قلعة ملاطيه وسد كاراكايا.
- يوجد إلى جانب هذا السد حوالي عشرين سداً آخر تم إنشاؤها في عام 1987 على ضفاف نهر الفرات.
- تولد هذه السدود طاقة تقارب 300 ميغا واط من خلال ست وحدات، مما أتاح إقامة حوالي 300 ألف نسمة في المنطقة بعد تأسيسه.
أقسام جبال طوروس
جبال طوروس الغربية
- تتواجد جبال طوروس الغربية حول خليج أنطاليا على شكل قوس، وتحتوي على عدد كبير من النطاقات الجبلية.
- تتميز بقمة تصل ارتفاعها إلى 3.09 كيلومتر فوق سطح البحر.
جبال طوروس الوسطى
- تتكون مجموعة جبال طوروس الوسطى من جبال بولكار وجبال تاهتالي وجبال أكشالي، فضلاً عن جبال ألاداغلار.
- تسبب عمليات تعرية الصخور الجيرية في جبال بولكار وآلادغلار في ظهور أنهار تحت الأرض.
- كما تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الكهوف والشلالات، حيث تعتبر الكهوف المكتشفة من أكبر كهوف قارة آسيا.
- تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 40,000 كهف في تركيا.
جبال طوروس الجنوبية
- تحدد جبال طوروس الجنوبية الحدود الشمالية لشمال بلاد ما بين النهرين وجنوب شرق الأناضول.
- تعتبر هذه المنطقة المصدر الرئيس لمياه نهر دجلة والفرات.
- تتكون من مجموعة كبيرة من الجبال، حيث يحتل ارتفاعها الرئيسي حوالي 3.35 كيلومتر.
أهمية جبال طوروس
- تعتبر جبال طوروس منطقة سياحية من الدرجة الأولى على مستوى تركيا والعالم.
- يعود السبب في ذلك إلى المناخ المميز الذي يتمثل في الأمطار الغزيرة.
- كما تتراكم الثلوج على القمم خلال فصل الشتاء، مما يجعل درجة الحرارة خلال الصيف معتدلة.
- ومع ذلك، تبقى الثلوج متراكمة على القمم الجبلية لجبل طوروس.
- تمثل الجبال المنبع الأساسي للعديد من الأنهار في تركيا، بما في ذلك نهري دجلة والفرات.
- تلك الأنهار تستمر في عبور العراق وسوريا، ما جعلها عناصر حيوية في بناء حضارة بلاد الرافدين.
- عند ذوبان الثلوج المتراكمة في فصل الربيع، تُستفاد منها في إنشاء العديد من المدن مثل أضنة ومرسين وألانيا وأنطاكية وإسبرطة.
- اللعب دورًا مؤثرًا في تعزيز الاقتصاد الزراعي التركي.
- ترتبط أهمية جبال طوروس أيضًا بفترة الحرب العالمية الأولى، حيث تم توقيع اتفاق بين الحكومة التركية وألمانيا لإنشاء خط سكة حديد.
- هذا الخط سيساعد في تقدم الجهود الحربية خلال تلك المرحلة.
- تتواجد شواطئ البحر الأبيض المتوسط بالقرب من هذه الجبال، مما يساهم في تعزيز التجارة العالمية.
- وهذا ما يعزز من تبادل ثقافات الشعوب فيما بينها.