النباتات المذكورة في القرآن الكريم
يتضمن القرآن الكريم العديد من الإشارات إلى النباتات، وفيما يلي عرض تفصيلي لبعض منها:
- الأثل: ورد ذكره في قوله -تعالى-: (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ). الأثل هو نبات ذو جذور قوية، ويُشار إليه بأنه “متأثل”، أي راسخ وثابت. وقد ورد في معجم الكشاف أن الأثل يقارب شجرة الطرفاء، ولكنه أكبر منها وأجمل. بينما الطرفاء هو شجر طويل يُعرف بشكله، وأوراقه رقيقة وثماره حمراء على هيئة حبوب غير صالحة للأكل.
- البقل والفوم: ذُكرا في قوله -تعالى-: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا). البقل يُشير إلى أي نبات يلون الأرض بالأخضر، بينما الفوم يُعتقد أنه يُشير إلى حبوب معينة، وتحديداً الحنطة وفقًا لآراء بعض المفسرين مثل ابن عباس.
- البصل: ذكر في قوله -تعالى-: (وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا).
- الزنجبيل: ورد في قوله -تعالى-: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا).
- الحبوب: ذُكرت بصيغة المفرد للدلالة على أنها تشمل جميع أنواع الحبوب مثل القمح والشعير وغيرها.
- الريحان: قيل إنه نبات ذو رائحة عطرة وفقًا لما قاله الحسن، بينما رأى آخرون مثل ابن عباس أن الريحان يُشير إلى الرزق والطعام، كما في قوله -تعالى-: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ).
- التين والزيتون: وردا في قوله -تعالى-: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ). التين معروف والناس يأكلونه، بينما الزيتون هو الثمرة التي يتم عصرها لإنتاج الزيت، وقد أقسم الله -تعالى- بهما لبركتهما وفوائدهما العديدة.
- الطلح: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ)، وهو نوع من أشجار الموز التي كان العرب يقدرون جمالها، وقد خصها الله -تعالى- بالذكر في القرآن بسبب ما أثارته من أعجاب عند قريش.
- اليقطين: جاء في قوله -تعالى-: (وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ). يُعتبر اليقطين شجرة تحمل ثماراً ظليلة، ويشير البعض إلى أنه يطلق على جميع النباتات التي تلامس الأرض دون سيقان.
- العدس: ذُكر أيضًا في السياق السابق (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا). العدس هو المجموع، بينما المفرد هو “عدسة”.
- القثاء: ذُكر في قوله -تعالى-: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا)، وهو نبات يشبه الخيار لكنه أطول.
- الخردل: ذُكر في قوله -تعالى-: (وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ). هو نبات يمتاز بحبوبه الصغيرة، وقد استُخدم للدلالة على علم الله وقدرته على إدراك أصغر الأمور.
- النخيل: ورد في قوله -تعالى-: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ)، والنخيل ينمو في البيئات الحارة ويُزرع لثمار النخيل المعروفة.
- الأعناب: ذُكرت في قوله -تعالى-: (جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ). كل حبة عنب تُطلق عليها اسم عنبة.
- الأب: جاء في قوله -تعالى-: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)، وتعني ما ينمو على الأرض لتأكله الأنعام.
- الرطب: ذُكرت في قوله -تعالى-: (وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا)، حيث تعتبر الرطب الجني فاكهة لذيذة.
- شجرة الزقوم: ذُكرت في قوله -تعالى-: (شَجَرَتَ الزَّقُّومِ)، وهي تتميز بمرارة طعم ثمارها.
- النجم: ذُكر في قوله -تعالى-: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)، حيث يُشير النجم هنا إلى كل ما ينبت من الأرض بدون ساق.
- الخمط: ذُكر في قوله -تعالى-: (أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ)، ويشير إلى النباتات ذات الطعم المر.
- السدر: ذُكر في قوله -تعالى-: (وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)، وهو نبات يُستخدم في عدد من الأمور مثل الطهارة.
الغرض من ذكر النباتات في القرآن
يتناول القرآن الكريم العديد من النعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده، حيث ينتقل بين هذه النعم ويعرض أنواعًا متعددة ليبرز قدرة الله وعجائب خلقه. يُظهر الله من خلال هذه الآيات أن الحياة ليست محصورة في الإنسان فقط، بل تشمل أيضًا النباتات، التي تعتبر نعمة قد تفاجئ الكثيرين. وقد أخبر الله -تعالى- أن بيده خلق النبات وأخرج الحبّ، كما ورد في قوله: (إِنَّ اللَّـهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذلِكُمُ اللَّـهُ فَأَنّى تُؤفَكونَ).
ارتبطت إشارات النباتات في القرآن دائمًا بالأرض، حيث يرد لفظ “النبات” أو “الزرع” أو “الثمر” مصاحبًا لكلمة “الأرض”، لأنها المصدر الذي تُستخرج منه هذه النعم. بينما ذُكرت كلمة “تراب” في سياق الحديث عن خلق الإنسان وأصوله، ما يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين كلا الكائنات. كما جاء في قوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ). أضف إلى ذلك، فإنّ حياة الإنسان الاقتصادية لا يمكن أن تستقر إلّا باتزان حياة النبات.
النبات في القرآن الكريم
تشير كلمة “نبات” في معناها الأصلي إلى كل ما ينمو من الأرض، بينما “منبت الشيء” يُعبر عن أصله. وقد صنّف المفسرون الآيات المتعلقة بالنبات في القرآن إلى أربعة معاني. المعنى الأول هو النبات بصفته الذاتية كما في قوله -تعالى-: (فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا). المعنى الثاني يأتي كتعبير عن الإخراج، كما في قوله -تعالى-: (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ). في حين يرمز المعنى الثالث إلى الخلق، مثل قوله -تعالى-: (وَاللَّـهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا). أمّا المعنى الرابع فيشير إلى التربية، كما يتضح في قوله -تعالى-: (وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا).