الأعراض والعلامات المرتبطة بالبهاق
تختلف أعراض مرض البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) بشكل ملحوظ من فرد لآخر. فبعض الأشخاص قد لا تظهر عليهم أي علامات تشير إلى وجود المرض، رغم إصابتهم به. كما يمكن أن تختلف المناطق المتأثرة بانتشار المرض، فضلاً عن استقرار أو انتشار الأعراض. من الجدير بالذكر أنه لا يمكن التنبؤ بدقة بمدى احتمال ظهور البقع، أو مدى انتشارها، أو الفترة الزمنية التي قد تستغرقها، حيث يمكن أن تنتشر البقع في غضون أسابيع، بينما قد تبقى ثابتة لعدة أشهر أو سنوات.
تتأثر عدة مناطق من الجسم بالبهاق، حيث يعتبر التأثير على الوجه، والعنق، واليدين، والمعصمين، وفروة الرأس من الأمور الشائعة. كما قد يمتد تأثير المرض ليشمل حلمات الثدي، والأعضاء التناسلية، والأماكن ذات الطيات الجلدية مثل الإبط ومنطقة الفخذ (بالإنجليزية: Groin). ومن المهم ملاحظة أن المناطق الجلدية التي تعرضت سابقًا لإصابات أو مشاكل جلدية قد تكون أكثر عرضة لتأثير البهاق، بما في ذلك المناطق التي تعرضت للجروح أو الحروق. ومن المحتمل أن يتأثر الشعر أيضًا، حيث قد يظهر الشعر في مناطق فروة الرأس المصابة بالبهاق بلون رمادي أو أبيض. كما أن تأثير البهاق يمكن أن يمتد ليشمل الحواجب والرموش. تجدر الإشارة إلى أن المناطق المتأثرة بالبهاق تكون أكثر حساسية للضوء وأشعة الشمس مقارنةً بالمناطق السليمة الأخرى.
يفقد معظم المصابين بالبهاق لون بشرتهم، حيث يصبح الجلد أكثر بياضًا أو يتغير لونه إلى لون فاتح. وعادةً ما تكون البقع الناتجة عن البهاق ثابتة في معظم الحالات، حيث يكون مركز البقعة أبيض اللون مع جلد محيط شاحب. أحيانًا، قد تظهر البقع بلون وردي في حال استهدفت المناطق الجلدية التي تحتوي على أوعية دموية بالقرب من السطح. وقد تكون حواف البقع ناعمة وغير منتظمة الشكل، وفي بعض الأحيان، قد تكون البقع حمراء أو بنية وقد تظهر عليها علامات الالتهاب. من المهم أيضًا أن نلاحظ أن البقع الفاتحة تكون أكثر وضوحًا في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. أحيانًا، قد تسبب بُقع البهاق الحكة، إلا أن الشعور بعدم الارتياح الجلدي أو الجفاف نتيجة الإصابة بالبهاق ليس شائعًا. وبالنسبة للأعراض النفسية، يعاني العديد من مرضى البهاق من تدني تقدير الذات والاكتئاب، بغض النظر عن شدة الأعراض أو نوع البهاق. بشكل عام، يمكن تصنيف البهاق إلى مجموعتين رئيسيتين؛ وهما البهاق القطعي (بالإنجليزية: Segmental) وغير القطعي (بالإنجليزية: Non Segmental)، حيث يمتلك كل منهما أعراض خاصة سيتم توضيحها أدناه.
البهاق غير القطعي
يعتبر البهاق غير القطعي، المعروف أيضًا بالبهاق الشائع (بالإنجليزية: Vulgaris Vitiligo)، الأكثر شيوعًا مقارنةً بالنوع القطعي. وغالبًا ما تظهر البقع في هذا النوع بشكل متساوٍ ومتماثل إلى حد ما على الجهتين من الجسم. عادةً ما تظهر أعراض البهاق القطعي على المناطق المعرضة لأشعة الشمس، مثل الوجه، والعنق، واليدين، وتكون سرعة تطور هذه البقع أبطأ إذا كانت محدودة في منطقة واحدة فقط. يشمل البهاق غير القطعي جميع أنواع البهاق التي لا يمكن تصنيفها تحت مسمى البهاق القطعي. ومن أمثلة البهاق غير القطعي:
- البهاق البؤري (بالإنجليزية: Focal): يتميز بظهور بقعة واحدة أو أكثر في منطقة محدودة دون اتباع توزيع معين، وغالبًا ما تكون البقع غير واضحة ومسطحة، وعادةً ما يكون قطرها أقل من 10 مليمترات.
- البهاق المعمم (بالإنجليزية: Generalized): يتميز بانتشاره الأوسع مقارنةً بالبهاق البؤري، ويتضمن عدة أنواع فرعية مثل: بُهاق الأطراف والوجه (بالإنجليزية: Acrofacial)، والبهاق الشائع (بالإنجليزية: Vulgaris)، والبهاق الشامل (بالإنجليزية: Universal) الذي يؤثر على البشرة بشكل كامل أو شبه كامل.
البهاق القطعي
يعتبر البهاق القطعي أقل شيوعًا مقارنةً بالبهاق غير القطعي، ولكنه أكثر انتشارًا بين الأطفال. وعادةً ما يبدأ هذا النوع من البهاق في سن مبكرة. يؤثر البهاق القطعي عادةً على منطقة واحدة من جهة واحدة من الجسم، مثل جانب من الرقبة أو الفم. يبدأ في البداية بالتطور بسرعة، ثم يتباطأ ويظل مستقرًا لمدة عام تقريبا. قد تظهر بقع من الشعر الأبيض لدى بعض الأشخاص المصابين بالبهاق القطعي.
أعراض تستدعي استشارة الطبيب
بصفة عامة، فإن فقدان اللون في مناطق من الجلد أو الشعر أو العيون يستدعي مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص ووضع خطة علاج ملائمة. ومن المهم أن نعلم أنه لا يمكن تحقيق الشفاء التام من البهاق، ولكن تهدف العلاجات المتبعة إلى وقف أو إبطاء عملية فقدان اللون، واستعادة لون الجلد سواء بشكل كامل أو جزئي.
العوامل المحفزة للإصابة بالبهاق
توجد مجموعة من العوامل المحفزة التي تزيد من احتمالية تعرض الجهاز المناعي للخلايا الصبغية في الجسم. ومن بين هذه العوامل:
- التعرض لأنواع معينة من المواد الكيميائية.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والتي تشمل أشعة الشمس أو مصابيح بخار الزئبق أو مصابيح التعقيم.
- تكرار الأذى للجلد، الناتج عن الخدش أو الاحتكاك المتكرر.
- التعرض للضغوط النفسية أو البدنية.