تعد مصر وجهة سياحية غنية بالتاريخ، حيث تحتوي على العديد من المعالم الأثرية الرائعة التي تعود إلى آلاف السنين، وأحد أبرز هذه المعالم هو وادي الملوك. في هذا المقال، سنستعرض موقع وادي الملوك، وأهميته، مع تقديم مجموعة من المعلومات الإضافية حوله.
موقع وادي الملوك
- يقع وادي الملوك في الجهة الجنوبية من مصر ويُعتبر واحداً من أهم المزارات السياحية، حيث يستقطب آلاف الزوار من كافة أنحاء العالم سنوياً.
- يتزايد إقبال السياح على وادي الملوك والملكات بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء، للاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة في ظل المناخ الدافئ لمصر.
- هذا الوادي هو موقع لمدافن ملوك وملكات مصر في العصور الفرعونية القديمة.
- كان الفراعنة يؤمنون بأنهم سيعودون للحياة بعد الموت، ولذلك حرصوا على دفن أنفسهم في هذا الوادي، مزينين قبورهم بالكنوز.
- عند اكتشاف المقابر الأثرية، غالباً ما تُكتشف بقايا من الذهب والآثار التي تخص هؤلاء الملوك والملكات.
تعريف وادي الملوك
- يعتبر وادي الملوك وادياً ضيقاً يقع على الضفة الغربية لنهر النيل، ويطل عليه صخور جبل طيبة بمدينة الأقصر.
- يتميز الوادي بموقعه الجغرافي الواقع بين أراضٍ عميقة تحيط بالمرتفعات، وهو يتميز بشكله الفريد شبيه الحفرة.
- يوجد على الجانب الشرقي للوادي معبد الكرنك، الذي يبعد عنه حوالي 3 كيلومترات، ويمكن للزوار الوصول إلى وادي الملوك انطلاقاً من مدينة الأقصر.
- يتم الوصول إليه عبر عبور نهر النيل إلى البر الغربي، مع المرور من خلال معبد سيتي الأول في قرية القرنة.
- تتمتع الطريق المؤدية إلى وادي الملوك بتعرجاتها وتضاريسها المتنوعة، وتبلغ مسافتها حوالى خمسة كيلومترات.
أهمية وادي الملوك
- استهدف الفراعنة تجهيز الوادي ليكون مقبرة لهم، مليئة بالكنوز، اعتقاداً منهم أنهم سيعيشون إلى الأبد.
- تعود قصة اختيار وادي الملوك كمكان للدفن إلى الملك تحتمس الأول، ثالث ملوك الأسرة الـ18، الذي حكم بين عامي 1501 و1540 قبل الميلاد.
- فضل الملك دفن جسده في مكان منعزل خلف صخور طيبة لحماية قبره من اللصوص.
- طلب من المهندس أنيني البحث عن موقع منخفض وآمن بين المرتفعات والتلال، وفقًا لما يتناسب مع متطلباته.
- قاد المهندس المشروع حتى تم إنشاء القبر الذي لا تزال قصته مسجلة على جدرانه، حيث دوّن: “أسدت لنفسي الإشراف على اختيار مقبرة صخرية للملك تحتمس الأول دون أن يلاحظني أحد.”
كيفية دفن المصريين القدماء
- كان المصريون القدماء يؤمنون بأنهم سيعودون للحياة الخالدة، لذا كانوا يجهزون مدافنهم بعناية، بما يشتمل على مقتنيات لنقلهم إلى الحياة الثانية.
- اهتموا بتحنيط موتاهم لتفادي التعفن، واستثمروا الوقت في اختيار مواقع دفنهم بعناية، مستخدمين توابيت كبيرة لحماية أجسادهم.
- قبل عصور الأسرات، كانت هناك عادة لبناء المقابر على أطراف المناطق الصحراوية بعيدًا عن المياه الجارفة في مواسم الفيضان.
- كما كانت المواقع المختارة تتواجد عادة على سفوح التلال، لتفادي العوامل الطبيعية المؤثرة مثل الرطوبة.
أساليب الدفن في زمن الفراعنة
- تاريخ دفن الموتى مُعرف منذ فجر الزمن، كما ورد في قصة قابيل وهابيل. حيث يقول الله تعالى: “فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليُريه كيف يُواري سوءة أخيه” (سورة المائدة).
- كانت طريقة الدفن التقليدية تتمثل في دفن الموتى على عمق 3 إلى 4 أمتار تحت الأرض.
- انتهج المصريون القدماء طرقًا أخرى، كتصميم مقبرة بمساحة 7 أمتار طولاً و5 أمتار عرضاً، بعمق 3 أمتار.
- كان الفراعنة يهتمون بتعزيز جدران مقابرهم باستخدام بطانة من الطين، وتغطية الجوانب بألواح خشبية لعدم تعرضها للإنهيار.
- تميزت مقابر الملوك بحجمها وزخارفها والتي تفوقت على مقابر الأفراد العاديين، حيث كانت تحتوي على مصممة خاصة من الطوب اللبن.
- كما كانت هناك درج يوصل إلى عمق المقبرة، إلى جانب غرف مخصصة لضمان تخزين المؤن والأدوات الخاصة بالملوك.
مراسم دفن الملوك والملكات
بعد وفاة الملك أو الملكة، يتم تحنيط الجسد استعداداً للإحتفال الجنائزي، كما ورد في النقوش الموجودة بالمقابر، والتي توضح تفاصيل الجنازة كالتالي:
- يبدأ موكب جنازة الملك بأسرته، حيث تكون زوجاته وأبناؤه والخدم حاملي الزهور والزيوت.
- يتبع ذلك كبار الكهنة الذين يحملون المياه المقدسة، ويقومون بوضع التابوت المحاط بالكهنة.
- يتكون الموكب من أقارب الملك المتوفي الذين يضعون الطيب ويصبغون وجوههم بالألوان، مما يعكس الحزن والاحترام.
- يشمل ذلك تمزيق الثياب وكلمات التأبين خلال الجنازة.
- بعد انتهاء مراسم الجنازة، يُحمل التابوت إلى المقبرة بحذر شديد حيث يُعتبر المدخل قد تم رشه بماء مقدس ورمال ناعمة.
- توضع الوثائق الذهبية والأثاث الدائم مع الأسلحة في الغرفة الخاصة به.
- تبقى زوجته في المقبرة حتى النهاية، تدعوه بالزهور قبل أن تغادر، فيقوم العمال بإغلاق المقبرة نهائياً.
- كوسيلة للإشارة إلى موقع المقبرة، يتم كسر الأواني الفخارية قرب المدخل.