علامات وأعراض حساسية الجيوب الأنفية

فهم الجيوب الأنفية

الجيوب الأنفية، أو ما يُعرف بالجيوب المجاورة للأنف (بالإنجليزية: Paranasal sinuses)، هي فراغات موجودة داخل عظام الجمجمة، وتمتلئ أساسًا بالهواء. تتوزع هذه الجيوب في أماكن مختلفة من الرأس، حيث تشمل الجيوب الغربالية (بالإنجليزية: Sphenoid sinuses) في وسط الرأس، والجيوب الأنفية الفكية (بالإنجليزية: Maxillary Sinuses) في عظام الخد، والجيوب الجبهية (بالإنجليزية: Frontal Sinuses) فوق العينين، والجيوب الأنفية العقدية (بالإنجليزية: Ethmoidal Sinuses) على جانبي الأنف. تنتج بطانة الجيوب الأنفية مخاطًا باستمرار، الذي يمر عبر ممرات ضيقة للتصريف في الجزء الخلفي من الأنف والحنجرة. بسبب ضيق الفتحات، فإن أي زيادة في إنتاج المخاط، والتي قد تحدث نتيجة التهاب الجيوب، يمكن أن تؤدي إلى انسداد وضغط في الجيوب الأنفية. ومن المهم ملاحظة أن التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، منها التعرض لمسببات الحساسية، مما يعرف بحساسية الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Allergic sinusitis)، أو التعرض للعدوى مثل الفيروسات والبكتيريا، وهو ما يُعرف بالتهاب الجيوب الناتج عن العدوى (بالإنجليزية: Infective sinusitis).

أعراض حساسية الجيوب الأنفية

يعتبر التهاب الجيوب الأنفية التحسسي استجابة تحسسية تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية. يحدث هذا نتيجة استنشاق مواد مهيجة لأشخاص يعانون من حساسية تجاه بعض المواد مثل حبوب اللقاح، والدخان، والغبار، وغيرها. قد تحدث هذه الحساسية في أي وقت من السنة، حيث تكون موسمية في بعض الأحيان مثل موسم الربيع أو الخريف، وقد تمتد الأعراض على مدار السنة بأكملها. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الأعراض سريعة وعابرة أو تستمر لفترات طويلة. لا شك أن حساسية الجيوب الأنفية تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمصابين، حيث تبدأ الأعراض بالظهور بعد فترة قصيرة من التعرض للمواد المثيرة للحساسية، وقد تستمر طالما كان المصاب محاطًا بهذه المحفزات. ومن الملاحظ أن الأعراض بين التهاب الجيوب التحسسي والتهاب الجيوب الناتج عن العدوى تختلف، حيث لا تشمل غالبًا أعراض الحكة في العينين أو الأنف في حالة التهاب الجيوب الناتج عن العدوى. إليك أبرز أعراض حساسية الجيوب الأنفية:

احتقان وسيلان الأنف.
العُطاس.
الإصابة بالصداع.
الشعور بالألم والانتفاخ بين العينين، وحول الجبين أو الخدين أو الأنف.
الشعور بحكة في الأنف أو العينين.
عدم القدرة على التركيز.
الشعور بالتعب والإجهاد.
معاناة من مشاكل في النوم.
انخفاض حساسية الشم والتذوق.

أنواع حساسية الجيوب الأنفية

يُمكن تصنيف التهاب الجيوب الأنفية إلى عدة أنواع حسب مدة الإصابة واستمرار الأعراض، ومنها:

التهاب الجيوب الأنفية الحاد: (بالإنجليزية: Acute Sinusitis) وهو نوع يتميز باستمرار الأعراض لفترة لا تتجاوز أربعة أسابيع.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن: (بالإنجليزية: Chronic Sinusitis) يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية مزمنًا حال استمرار الأعراض لأكثر من ثمانية أسابيع.

تشخيص حساسية الجيوب الأنفية

يُنتظر تشخيص حساسية الجيوب الأنفية بناءً على التاريخ الطبي والفحص البدني، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الدم والجلد لاكتشاف مسببات الحساسية. وقد يلجأ الطبيب لإجراء تنظير للأنف، أو تصوير مقطعي (بالإنجليزية: CT scan) للجيوب الأنفية، مما يُساعد في الوصول إلى تشخيص دقيق، وبالتالي تقديم المشورة بشأن التدابير العلاجية المناسبة ووصف الأدوية التي تُخفف الأعراض.

علاج حساسية الجيوب الأنفية

في العديد من الحالات، يمكن أن تُحقق العلاجات المنزلية تحسينًا ملحوظًا للأعراض الالتهابية. إليك بعض الطرق المنزلية التي تُعد فعالة في تخفيف الأعراض:

تعريض الوجه للبخار: هذه الطريقة تُعتبر واحدة من العلاجات الأكثر فعالية، حيث تُرطب ممرات الجيوب الأنفية وتساعد على تهدئتها. يمكن إضافة قطرة من الزيوت العطرية مثل زيت الأوكاليبتوس (بالإنجليزية: Eucalyptus oil) للمساهمة في فتح الأنف. كما يمكن وضع منشفة دافئة على الأنف والخدود أثناء الاستلقاء.
استخدام محلول ملحي: يُمكن استخدام محلول ملحي لري الممرات الأنفية وإزالة الميكروبات والمخاط.
ممارسة تمارين اليوغا: تُعتقد اليوغا بأنها فعالة في تخفيف الأعراض، وخاصة من خلال بعض الوضعيات التي ترفع الرأس بطريقة مناسبة، مما enhances الراحة دون الضغط على الجيوب الأنفية.
شرب الكثير من السوائل: يساعد تناول السوائل بجانب الماء في ترطيب الجيوب الأنفية وتخفيف الاحتقان، كما يُفضّل الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول لأنها قد تسبب الجفاف.
استخدام العلاجات الدوائية: تشمل مزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) التي تُصرف بدون وصفة طبية، وبخاخات الأنف التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroid nasal sprays) لتخفيف الالتهاب، بالإضافة إلى مسكنات الألم التي تُساعد في تخفيف آلام الالتهاب.