علامات الإصابة بالتهاب فقرات العمود الفقري
التهاب فقرات العمود الفقري يُعرف أيضًا بالتهاب المفاصل الموجودة بين الفقرات، والتي تُسمى بالمفاصل الوجيهيّة أو المفاصل العجزيّة الحرقفيّة. يعتبر هذا الالتهاب نوعًا من أمراض التهاب المفاصل التنكسي، المعروفة أيضًا بالفصال العظمي. تتميز هذه الأمراض بتزايد أعراضها بشكل تدريجي مع مرور الوقت، حيث قد تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، وقد لا يعاني بعض الأفراد من أي أعراض واضحة رغم وجود التهاب. وفيما يلي، نوضح الأعراض المحتملة لهذا الالتهاب:
آلام الظهر أو الرقبة
تتأثر آلام الظهر أو الرقبة الناتجة عن التهاب فقرات العمود الفقري بعوامل عديدة، منها: مدى تآكل المفصل ومكان الالتهاب داخل العمود الفقري. غالبًا ما تكون الآلام خفيفة ومزعجة، مع إمكانية حدوث نوبات ألم حادة. تتزايد حدة الألم عند ممارسة بعض الأنشطة، مثل: الانحناء أو حمل الأثقال، بينما قد يساعد الاستلقاء في تخفيف الأعراض. وفيما يلي تفاصيل الآلام حسب مناطق الالتهاب:
- التهاب الفقرات القطنية: يسبب هذا الالتهاب آلامًا في أسفل الظهر تمتد أحيانًا إلى الأرداف والفخذين، وفي بعض الحالات يمكن أن يمتد الألم إلى جوانب الساقين والقدمين.
- التهاب الفقرات العنقية: غالبًا ما يرتبط بألم في الرقبة والكتفين والجزء العلوي والوسطى من الظهر، وقد يمتد الألم إلى الذراعين واليدين والأصابع.
تصلب الظهر أو الرقبة
يمكن أن يحدث تصلب الظهر أو الرقبة نتيجة احتكاك العظام وتورم المفاصل الوجيهيّة. مما يؤدي إلى تقليل مرونة العمود الفقري. غالبًا ما تزداد شدة التصلب بعد فترات من الخمول، مثل الجلوس أو النوم لفترة طويلة. قد يسبب التصلب صعوبة في الحفاظ على وضعية الجسم السليمة، ويكون في أقصى درجاته عند الاستيقاظ في الصباح. عادةً ما يستمر التصلب نحو نصف ساعة بعد الاستيقاظ، وهذا يعود لترسب السوائل في المفاصل أثناء الليل، مما يؤدي إلى تورمها. ممارسة الأنشطة البدنية بعد الاستيقاظ يمكن أن يساعد في تخفيف التصلب خلال اليوم، على الرغم من أنه قد يزداد في المساء.
صوت طقطقة واحتكاك في الظهر
تشير طقطقة الظهر والرقبة، أو ما يعرف طبيًا بالصوت المفرقع، إلى الأصوات الناجمة عن حركة معينة، مثل: الانحناء أو التقوس. تدل هذه الأصوات غالبًا على الاحتكاك في المفاصل الوجيهيّة نتيجة تآكل الغضروف. يمكن ملاحظة هذه الأعراض بشكل بارز عند المعاناة من التهاب في فقرات الرقبة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر حدوث هذه الأصوات أمرًا طبيعيًا في الفئات العمرية الأصغر ولا يعني دائمًا وجود ضرر في المفاصل.
الانحناء أو الترهل في المظهر
يُعتبر الحُداب أو انحناء الظهر غير الطبيعي من العلامات المرتبطة بالفصال العظمي. تلعب الوضعية غير الصحيحة للجسم دورًا في ظهور هذه الحالة. قد يؤدي اتخاذ وضعية غير صحيحة إلى زيادة الضغط على المفاصل الوجيهيّة، مما يزيد من خطر تطوير التهاب المفاصل التنكسي. بدورها، قد تؤدي الإصابة بالتهاب المفاصل إلى تفاقم مشكلة الانحناء عبر تحفيز تغييرات جسدية تبرز انحناءات العمود الفقري. وبالتالي، تساعد الوضعية السليمة في تقليل آلام الظهر وتقلل من خطر الإصابة، وقد تسهم في إبطاء تقدم المرض في حالة الإصابة.
أعراض إضافية
قد ترافق التهاب فقرات الظهر مجموعة من الأعراض الأخرى، منها:
- انتفاخ في مفصل واحد أو أكثر، مع شعور بالدفء عند اللمس، وخاصة مع التغيرات المناخية مثل برودة الطقس وتغير الضغط الجوي.
- الشعور بالليونة أو الطراوة في المنطقة المصابة عند الضغط عليها.
- ألم متقطع أو مستمر في المفصل المصاب بالالتهاب، وقد يزداد مع الحركة.
- تنميل أو خدران بسبب تهيج الأعصاب الناتج عن تكوّن نتوءات عظمية على حواف المفصل المتضرر.
- صعوبة في حني الرقبة أو تسوية الظهر نتيجة تصلب العمود الفقري وفقدان مرونته.
- وجود ألم وتصلب وانتفاخ في مناطق متفرقة من الجسم، بالإضافة إلى الإعياء العام.
- صداع أو ألم في الكتفين والذراعين في بعض حالات التهاب المفاصل في الرقبة.
أهمية مراجعة الطبيب
ينبغي التواصل مع الطبيب عند ملاحظة أعراض التهاب فقرات العمود الفقري المشار إليها سابقًا، مثل الألم المستمر في أسفل الظهر لفترات طويلة. يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات التشخيصية لتحديد سبب الألم، بدءًا بأخذ التاريخ المرضي للمريض لفهم الأعراض المحفزة. ثم يتم إجراء فحص سريري، بالإضافة إلى تصوير بالأشعة السينية لتأكيد التشخيص في حال وجود شك بالإصابة. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات متقدمة مثل التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي لتأكيد التشخيص.