قصيدة قلب شاعر
يتناول الشاعر فاروق جويدة في قصيدته العزيز “قلب شاعر” مشاعر الحزن والحنين:
تأخذنا السنين إلى الأحزان يوماً،
وفي أيام أخرى تأخذنا إلى الحنين..
أي رب، كيف خلقتنا؟
فالحب هو درب البائسين،
وربما نجد الراحة من العذاب،
أو ندفن الحزن في لحن يردده الهوى،
أو نظرة تنساب في ذكرى.. عتاب،
أو دمعة نبكّي بها أحلام الشباب.
يا رب،
لم يعد طيف الحب يوجهنا
إلى همس المشاعر،
فقد أصبح الحب سلعة،
كخبز أو فستان أو حتى سجائر!
أما أنا،
كنت أحمل في أعماق روحي ذات يوم
قلب شاعر.
لدي كان الحب أجمل ما يُقال،
أما الشعر في حياتي فقد تلاشى.. كالأطياف.
أصبحت مثل الآخرين، أتحمل كل شيء.. الحب، الصداقة، والوفاء،
كالخبز، كالفستان، كالأضياف في ليالي المساء.
وانتسيت أنني كنت يوماً
أحمل خفقات في قلب كبير،
وأن حبي كان عميقاً كبحر طفل صغير.
وبدأت أجد نفسي أختم قريباً..
وغدت حياتي كالسحاب،
أسير فيها كالغريب،
وانتسيت أنني كنت شاعرًا يوماً،
وأن حبي كان بحراً ثائرًا في الأعماق.
وأصبحت قلوبنا متعبة،
لا أملك شيئًا الآن،
سوى ذكريات، أو قصص قديمة،
أو همسات مرت مع الأيام،
أو شكاوى ليس لها نهاية،
أو دمعة تتراقص في عيني،
يخفيها نداء الكبرياء.
أو بسمة كانت تحلق
في حياتي.. كالنور.
ماذا أقول، وأنت يا قلبي، تموت؟
عد للحياة،
يكفيك في الدنيا صفاء الروح أو همس المشاعر،
لا تنس يا قلبي، أنك كنت يومًا.. شاعرًا.
قصيدة يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى
يقول الشاعر الشريف الرضي في قصيدته “يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى”:
يا قلب، ليتك لم تدع الهوى،
لتعلق من يهواك مثل هواك.
لو كان حر الوجد يعقب بعده
برد الوصال، غفرت ذاك لذاك.
لكن، لقد أذبت بمَن يبيتُ مُسلّمًا،
خالي الضلوع ولا يشعر شجاك.
إن أصبحوا صاخين من خمر الهوى،
فقد سقاك من الغرام درًاك.
يا ليت شغلك بالأسى أعداهم،
أو ليت فراغهم أعداكا.
أهوى وذلًا في الهوى وطماعة،
أبدًا، تعالى الله، ما أشقاكا.
يا قلب، كيف علقت في أشراكهم،
وأنت من كنت تفلت الإشراكا؟
لقد أذبت حتى أصابك سهامهم،
كنت بعيداً عن أمثالها، إنهاكا.
إن ذبت من كمَدٍ، فقد جاءت الهَوَى،
هذا السقام عليّ من مجرّكا.
لا تشكُ إليّ وجداً بعدها،
هذا هو ما جرت إليك يداكا.
لأعاقبنك بالغليل، فإنني،
لولاك لم أكن لأذوق الهوى لولاكا.
يا عاذل المشتاق، اتركه فإنه،
يحلق على الزفرات غير حشاك.
لو كان قلبك قلبه، لما لمته،
حاشا من ما عنده، حاشاك.
قصيدة ويح قلب المحب ماذا يقاسي
يقول الشاعر ابن النبيه في قصيدته “ويح قلب المحب ماذا يقاسي”:
ويح قلب المحب، ماذا يقاسي،
كل قلب عليه كالصخر قاس.
يا جفوني، أين الدموع؟ فقد أحرقت،
قلبي توقد الأنفاس.
وجد وجد بحب لاه وأودى،
بفؤادي تذكاره وهو ناس.
من بني الترك، لين العطف قاسي،
القلب سهل الخداع، صعب المراس.
ضيق العين، وهو من صفة البخل،
فإن جاد كان ضد القياس.
جذب القوس، فاكتسب وجنتاه،
ثوب ورد طرازه من آس.
ورمى عن قوسين سهمين هذا،
في فؤادي وذاك في القرطاس.
فهو تحت السلاح، ليث عرين،
وهذا فوق الفراش، ظبي كناس.
يا نديمي، بالله عن بذكراه،
وموه عن ريقه بالكأس.
واغتنم لذة الزمان، فما جلست،
إلا باللهو والإيناس.
حبذا النيربان من نهر ثورا،
واخضرار المروج من باناس.
والنسيم الذي يمر على الغوطة،
ريان عاطر الأنفاس.
بلدة حلها الوزير فمرعاها،
خصيبة، والناس في أعراس.
قل لرائيه، قل، أعوذ برب الناس،
هذا الوزير، رب الناس.
هيبة تملأ القلوب، وشخص،
تملأ منه أعين الجلاس.
وذكاء يستفيض الأبحر السبع،
وحلم له تخر الرواسي.
قصيدة أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى؟
يقول الشاعر محمود سامي البارودي في قصيدته “أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى؟”:
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى؟
ألم يكفِ أنني ذُبتُ عشقًا؟
لم تدع مني الصبابة إلاّ
شبحًا شفه السقام فدقا.
ودموعًا أسالها الوجد حتى،
غلبت أدمع الغمامة سبقا.
فتصدق بنظرة منك تشفي،
داء قلب من الغرام ملقى.
كان أبقى منه الغرام قليلاً،
فأذاب الصدود ما قد تبقى.
لا تسألني عن بعض ما أنا فيه،
من غرام، فلست أملك نطقاً.
سل إذا شئت أنجم الليل عني،
فهي أدرى بكل ما بتّ ألقى.
نفس لا تبين ضعفًا، وجسم،
سار فيه الضنى، فأصبح ملقى.
فترفّق بمُهجتي، شفاها الوجد،
فذابت، وأدمعي ليست ترقى.
إن يكن دأبُكَ الصدود، فقلبِي،
عنك راضٍ، وإن غدا بك يشقى.
فعليك السلام مني؛ فإني،
مُتُّ شوقاً، والله خير وأبقى.
قصيدة سترت حبك في قلب إليك صبا
يقول الشاعر إبراهيم اليازجي في قصيدته “ستر حبك في قلب إليك صبا”:
سترت حبك في قلبي، إليك صبا،
شوقاً، وخير الهوى ما كان مستورًا.
فلا تظُّن أن قلبي عنك منصرفًا،
وإن كان قد بات بالأشجان مكسورًا.
لكن رب الهوى، والحب متهم،
ما زال محتذرا طورًا، ومحذورًا.
فميلت للهجر لا عن رغبة ورضا،
لكن أعد لدى التحقيق مهجورًا.
وذو إشارة موصولة بحبكم،
ضمنت أكثرها حذفًا وتقديرًا.
قصيدة كل قلب حمل الخسف وما
يقول الشاعر أبو القاسم الشابي في قصيدته “كل قلب حمل الخسف وما”:
كل قلبٍ حمل الخسف، وما،
ملّ من ذل حياة الأرذل.
كل شعبٍ قد طغت فيه الدماء،
دون أن يثأر للحق الجلي.
خلّه للموت يطويه!.. فما،
حظّه غير الفناء الأنكل.