شهر رمضان هو شهر مبارك يمتاز بالخيرات والنعم من جميع الجوانب. ومن أبرز الأمور التي تُستَجَد في نهايته هي زكاة الفطر، حيث يتساءل الكثير من الناس عن مقدار زكاة الفطر في المملكة العربية السعودية للعام الجاري وما إذا كان يمكن إخراجها نقدًا. هذا التساؤل يتكرر سنويًا، ومن خلال موقعنا سنستعرض مقدار زكاة الفطر في السعودية ونتناول مدى جواز إخراجها مالًا.
مقدار زكاة الفطر في المملكة العربية السعودية
سنوضح مقدار زكاة الفطر في السعودية من خلال النقاط التالية:
- روى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” متفق عليه.
- جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: “كنَّا نُخرِجُ زكاةَ الفِطرِ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من شَعيرٍ، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا من زَبيبٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، فلم نزلْ نُخرِجُه حتى قدِم معاويةُ المدينة، فتكلَّم، فكان فيما كلَّمَ به النَّاسَ: إني لأرى مُدَّينِ مِن سَمراء الشَّام تعدِل صاعًا مِن تَمرٍ، قال: فأخذ النَّاسُ بذلك. قال أبو سعيد: فلا أزالُ أُخرِجُه كما كنتُ أخرِجُه” متفق عليه.
- من الحديثين السابقين نستنتج أن زكاة الفطر فرضها الله ورسوله على جميع المسلمين بمقدار صاع من الأطعمة المتداولة في البلاد.
- الصاع يعادل أربعة أمداد، والمد هو مقدار كفي الرجل متوسطة الحجم.
- يختلف وزن الصاع تبعًا لنوع السلعة، والعبرة بالكمية المقررة، وليس بالجرامات.
الأصناف التي تُخرج منها زكاة الفطر في رمضان
لنستعرض الأصناف التي يمكن أن تُخرج منها زكاة الفطر خلال شهر رمضان في النقاط الآتية:
- هناك أصناف محددة وردت في الأحاديث الصحيحة عن الصحابة مثل التمر والشعير والزبيب والأقط وغيرها.
- ذهب عدد من العلماء إلى جواز إخراج زكاة الفطر من قوت أهل البلد عامًا وليس مقتصرًا على الأصناف المذكورة فقط، وهو ما اتبعه المذهب المالكي، وفضَّله شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكذلك العلامة ابن باز، مفتي المملكة العربية السعودية سابقًا، والشيخ محمد بن صالح العثيمين.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا أم فقط حبوبًا؟
سنناقش مسألة جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا أم حبوبًا فقط من خلال النقاط التالية:
- الأصل في زكاة الفطر أنها تُخرج طعامًا، كما ورد في النصوص الشرعية، ومن بينها قول الرسول: “فرض زكاة الفطر صاعًا من تمر”، وقد ذُكرت الأصناف. وكذلك جاء عن الصحابي ابن عباس رضي الله عنه قوله: “فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ” (أخرجه أبو داود وحسنه الألباني).
- كان عمل الصحابة والتابعين على إخراج زكاة الفطر حبوبًا وليس نقودًا.
- صرح عدد من العلماء كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي بوجوب إخراجها حبوبًا فقط.
- أما أبو حنيفة فقد رأى جواز إخراجها نقدًا، إلا أن الرأي الأصح هو اتباع النصوص الشرعية بوجوب إخراجها حبوبًا، ويجب على المسلم الالتزام بالدليل الشرعي، مع العلم أن اتخاذ الحيطة والحذر أمر مطلوب وفقًا للعديد من الأحكام الشرعية.
في الختام، تناولنا في مقالنا قيمة زكاة الفطر في المملكة العربية السعودية لهذا العام، وموقف الشرع من إخراجها نقودًا. نأمل أن نكون قد أوضحنا بعض النقاط المهمة التي ينبغي على المسلمين الاطلاع عليها، ونسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.