عبد الرحمن الكواكبي
وُلِد عبد الرحمن الكواكبي في مدينة حلب عام 1848 ميلادي، الموافق 1265 هجري. يُعتَبَر من أبرز روّاد النهضة العربية وأحد الأوائل الذين وضعوا أسس الفكر القومي العربي. نشأ يتيمًا بعد وفاة والدته حين كان في العاشرة من عمره، حيث تولّت خالته صفية بنت مسعود رعايته في مدينة أنطاكيا.
بعد فترة من الإقامة معها، عاد إلى حلب ليلتحق بالمدرسة، حيث تعلّم اللغة التركية والفارسية ومبادئ الرياضيات على يد معلمين اختارهم والده، بالإضافة إلى العلوم الدينية والأدبية تحت إشرافه، إذ كان والده معلمًا في الجامع الأموي في تلك الفترة.
بعد عودته إلى حلب، قرّر والده إرساله إلى مدرسة الشيخ طاهر الكلزي لدراسة العلوم العربية. كان يتمتع بذكاء ملحوظ ورغبة كبيرة في التعلم، مما أهله ليصبح محررًا غير رسمي في جريدة الفرات، وهي الجريدة الرسمية التي صدرت بالعربية والتركية، قبل أن يتحول إلى محرر رسمي. في عام 1878، أسس جريدة خاصة باسم “الشهباء”، والتي تُعدّ أول جريدة عربية تصدر في حلب. انشغل عبد الرحمن بمسألتين رئيسيتين:
- أولًا: دراسة أسباب التأخر الذي يعاني منه العالم الإسلامي بشكل عام، حيث عرض استنتاجاته في كتابه المعروف “جمعية أم القرى”.
- ثانيًا: تحليل عوامل الاستبداد في الحكم، وخصوصًا في الدولة العثمانية، والذي تناوله في كتابه الشهير “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد”.
مصطفى صادق الرافعي
هو أبو السامي مصطفى صادق بن الشيخ عبد الرزاق الرافعي الفاروقي العمري الطرابلسي. وُلِد في مدينة بهتيم في القليوبية بمصر في الأول من رجب عام 1298 هجريًا، الموافق منتصف يناير 1881 ميلادي. والدة مصطفى، السيدة أسماء، أصرت على أن تُجرى عملية ولادته في منزل والدها الشيخ أحمد الطوخي، وقد أطلق والده عليه اسم صادق تأكيدًا على أهمية الصدق والأمانة.
برز الرافعي في الأدب والثقافة منذ صغره، حيث ألّف العديد من المقالات والكتب الأدبية التي نالت صيتًا واسعًا في العالم العربي، ومنها:
- ديوان الرافعي، الذي نال إشادة كبيرة من الأدباء والمثقفين بعد إصدار الجزء الأول، مما دفعه لأن يُكمل الجزء الثاني المليء بالمقالات الأدبية.
- كتاب حديث القمر، الذي عبّر فيه عن مشاعر الشباب وعواطفهم بأسلوب يجمع بين النثر والشعر.
- كتاب السحاب الأحمر، الذي تناول فيه فلسفة الحب والكراهية.
- كتاب أوراق الورد، الذي عكس حنين العاشق المهجور.
- كتاب تحت راية القرآن، الذي جمع فيه كل ما كتب عن المعارك على مر العصور، ويُعتبر من بين أفضل أعمال النقد العربي.
طه حسين
وُلِد طه حسين في 14 نوفمبر 1889 في قرية “عزبة الكيلو” بالقرب من مدينة مغاغة في محافظة المنيا، لعائلة فقيرة. تعرّض طه لمشكلة في نظره منذ طفولته بسبب طريقة العلاج الخاطئة، مما أدى إلى فقدان بصره. على الرغم من ذلك، كانت لديه ميول أدبية منذ صغره، حيث استمع إلى الأحاديث والقصص بعد صلاة العشاء.
عند بلوغه تسع سنوات، أتمَّ حفظ القرآن ودرس العديد من العلوم العربية. انتقل إلى القاهرة على أمل مواصلة تعليمه، إلّا أنه أصيب بخيبة أمل من طريقة التدريس في الأزهر. حاز على شهادة الدكتوراه في عام 1914 وبدأ نشاطه الأدبي في عام 1920 من خلال كتابة المقالات في عدة صحف. من أبرز مؤلفاته كتاب “في الشعر الجاهلي”، الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية المصرية.
محمد حسين هيكل
يُعَدّ محمد حسين هيكل من أبرز الكتّاب المصريين في القرن العشرين، حيث شرع في مسيرته الصحفية في منتصف هذا القرن، وبرز كأحد أصغر رؤساء التحرير العرب لمجلة مرموقة. كان أول مراسل عربي بمعناه الحديث، وقد غطى أحداثًا هامة مثل الحرب الكورية وانقلاب مصدق في إيران، كما نشر كتابه الأول “إيران فوق بركان”.
تميز هيكل بقدراته التحليلية في الشأن السياسي، وكان يمتلك دراية واسعة بعلاقات السياسة الدولية وتاريخ الغرب. اكتسب شهرة واسعة بسبب رئاسته لجريدة الأهرام بعد ثورة يوليو في مصر، حيث كانت مقالاته الأسبوعية تُعتبر من الأكثر قراءة وتأثيرًا في الوطن العربي.
عباس محمود العقاد
وُلِد عباس محمود العقاد في محافظة أسوان في 28 يونيو 1889. التحق بمختلف المدارس لتعلم القراءة والكتابة، وكان يعكف على العلم والمعرفة، ثم انتقل للعمل في وظائف حكومية، لكنه قرر الاستقالة وبدأ مسيرته الأدبية في الصحف.
كتب العقاد في عدة صحف تُعتبر من أبرز المنابر الأدبية في عصره، وبرز كأحد الكتاب الذين انتقدوا أعداء الأمة، خاصة خلال حكومة مصطفى النحاس عندما تعرض للسجن.
محمد البشير الإبراهيمي
وُلِد محمد البشير الإبراهيمي في 14 شوال 1306 هجريًا، الموافق 13 يونيو 1889، في قرية رأس الوادي بالجزائر. نشأ في عائلة رائدة في العلم والأدب، وكان مولعًا بحفظ الشعر والقراءة منذ صغره. عندما بلغ الرابعة عشرة، درّس اللغة بنفسه بسبب كفاءته العالية.
نتيجة للاحتلال الفرنسي، قرر الهجرة إلى المدينة المنورة لطلب العلم، حيث درس على يدي العلماء الكبار. في عام 1916، ترك المدينة بسبب الضغوط المفروضة عليه، وعاد إلى الجزائر حيث انشغل بالتدريس والنشاط السياسي.
أحمد حسن الزيات
وُلِد أحمد حسن الزيات في 2 أبريل 1885 في كفر دميرة بالدقهلية. بدأ تعليم القرآن في سن مبكرة، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة الأدب والعلوم العربية في الأزهر. حصل على شهادة الليسانس من الجامعة المصرية.
عمل كأستاذ في الجامعة الأمريكية ورأس قسم اللغة العربية بها. أسس مجلة الرسالة وترأس تحريرها مدة عشرين عامًا، حيث ترك أثرًا كبيرًا في المجال الأدبي.
أحمد أمين
وُلِد أحمد أمين في 1 أكتوبر 1886 في حي بولاق في القاهرة. تأثر والداه بمساعيهما لرفع مستواه العلمي فدفعا به إلى الأزهر. درس العديد من العلوم الإسلامية وحديثة، وأسس مجموعة فكرية تهدف لدراسة المجتمع المصري.
نال أحمد أمين شهادة الدكتوراه الفخرية في عام 1948 بفضل إسهاماته الأدبية، بشكل خاص كتابه “ظهر الإسلام” الذي لاقى انتشارًا واسعًا.
المنفلوطي
وُلِد مصطفى لطفي المنفلوطي في 10 ذي الحجة 1293 هجريًا، في مدينة منفلوط. تلقى تعليمه في الأزهر حيث حفظ القرآن ودرس العلوم المختلفة. بدأ الكتابة في عام 1897، وتخصص في المقالات الاجتماعية والأدبية.
ترك المنفلوطي العديد من الأعمال الأدبية، منها كتاب “النظرات” الذي ضم مقالاته الشخصية والإسلامية والأدبية، وقد اعتُبر من أهم الكتب في مجاله.
علي الطنطاوي
نشأ علي الطنطاوي في عائلة علمية، فوالده كان شيخًا معروفًا. درس في الشام ثم انتقلت عائلته إلى مصر حيث تابع تعليمه. عاد فأصبح ناشطًا سياسيًا وصحفيًا، كاتبًا العديد من المقالات في الصحف والمجلات.
الخلاصة
يمتد التقليد الأدبي العربي، وخصوصًا في فن المقالة، عبر تاريخ طويل. كانت المقالة وسيلة فعّالة للتعبير عن الأفكار وتجديد الفكر الإنساني، وغالبًا ما استخدمت لمحاربة المحتلين وإلهام المجتمعات. لقد أثمرت هذه الجهود في العديد من المجتمعات العربية، وتركّت أثرًا كبيرًا في نفس القارئ العربي.