تعد القراءة غذاءً أساسياً للعقل، تماماً كما يُعتبر الطعام ضرورياً لجسم الإنسان، إذ يشعر الفرد بالضعف عندما يتغيب عن تناول الغذاء. بالمثل، يعاني العقل من التدهور دون قراءة مستمرة. تتنوع فوائد القراءة في حياة الأفراد، حيث تسهم في تعزيز المعرفة. من خلال هذا المقال، سنستعرض أهمية القراءة ودورها الحيوي في حياتنا.
أهمية القراءة في حياتنا
تساعد القراءة على تعزيز المعرفة الفردية وتساهم في تركيز العمل، كما تعزز الثقة بالنفس وقدرتنا على التواصل مع الآخرين دون مشاعر الخوف أو القلق.
تسهم القراءة في الوقاية من بعض الأمراض العقلية مثل مرض الزهايمر. وقد أثبت العلماء من خلال أبحاثهم أن المفكرين الذين واصلوا القراءة قد أظهروا علامات أبطأ لتدهور الذاكرة مقارنة بغيرهم.
تعمل القراءة على تحويل القارئ إلى فردٍ مبدع، وذلك بفضل الاطلاع على ثقافات متنوعة. فضلاً عن ذلك، تساهم في الاسترخاء الذهني والجسدي، حيث يُحسن هدوء العقل الناتج عن القراءة من جودة النوم.
أنواع القراءة
توجد ثلاثة أنواع من القراءة، وكل نوع يحمل ميزاته الخاصة التي تتناسب مع ميول الأفراد. سنستعرض لكم هذه الأنواع بالتفصيل:
القراءة الجهرية
تعتمد هذه النوعية من القراءة على النطق بصوتٍ عالٍ. وعادةً ما يمتاز أولئك الذين يمارسون هذا النوع بجودة عالية في نطق الحروف، ويجب أن تخلو قراءتهم من الأخطاء اللغوية، حتى وإن كانت غير مقصودة.
القراءة الصامتة
تعتمد القراءة الصامتة على القراءة عبر العينين، ولها مجموعة من المهارات التي يُمكن تطويرها، مثل:
- زيادة التركيز والتعمق في المعاني.
- تطوير الأحاسيس الجميلة والتخيل.
- تحسين القدرة على الحفظ.
- توسيع المعرفة بالمفردات والمعاني.
وتُعتبر تلك من المهارات الرئيسية للقراء الصامتين. ومن أبرز مزايا القراءة الصامتة:
- اكتساب المعرفة والاستمتاع بما يقرأه.
- تعتبر الطريقة المثلى للحصول على المعلومات.
- توفر للقراء شعوراً كبيراً من الهدوء والراحة النفسية.
- تسهل على القارئ التجنب من تعقيدات القراءة الجهرية مثل النطق الثقيل وقواعد التشكيل.
القراءة في حياة العرب
تشكل القراءة جزءاً أساسياً من حياة العرب؛ حيث تحدث العديد من العلماء عن القراءة في كتاباتهم. قال الخليفة المأمون: “لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال، أي في كتبهم.” إذ تعتبر القراءة وسيلة رئيسية لنقل ثمار العقل البشري وآدابه ومنجزاته، وتعمل على توسيع آفاق القارئ، وتنمية مهاراته، وزيادة خبراته.
قال الحسن البصري: “كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره.” حيث يتأثر القارئ بما يقرأ وينعكس ذلك في علو همته وقوة عزيمته.
أهتم الإسلام كثيرًا بنشر ثقافة القراءة، حيث أمر الله سبحانه وتعالى بالمعلومات والمعرفة، والدليل على ذلك هو أن أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سورة اقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) التي أُنزِلت بواسطة جبريل عليه السلام.
وقد رفع الله من شأن القارئ في قوله تعالى (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
في الختام، يجدر بنا أن ندرك أن القراءة تحمل فوائد عديدة ومتعة كبيرة لمن يتمسك بها. وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بأهمية التعلم في كتابه الكريم، لذا يُستحسن ممارسة القراءة يوميًا في المجالات التي تروق للقارئ، سواء كانت روايات، أو كتب سياسية، أو مجلات رياضية، أو غيرها.