وُلد الإمام مالك بن أنس في السنة الثالثة والتسعين من الهجرة. كان الإمام مالك، رضي الله عنه، رجلاً طويلاً ومتين البنية، بملامح وأكتاف عريضة. وكان يتمتع بشعر ولحية بيضاء، وعيونه زرقاء، وارتدى رداءً أبيضاً أنيقاً.
توفي الإمام مالك في عهد الخليفة هارون الرشيد، في اليوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول عام 179 هجري، عن عمر يُناهز الخامسة والثمانين عاماً، وتم دفنه في مقبرة البقيع.
الإمام مالك بن أنس
- هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية، وكان يُكنى بأبي عبد الله.
- يعتبر الإمام مالك الثاني بين الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي وصاحب المذهب المالكي. وُلد الإمام في المدينة المنورة، حيث هاجر إليها الرسول، وتوفي فيها كذلك. كان منذ صغره ذا ذكاء حاد وذاكرة قوية، لذلك هابه الناس حتى أبناء الخلفاء، وقد حفظ القرآن في سن مبكرة.
نشأة الإمام مالك
- وُلد الإمام مالك في المدينة المنورة عام 93 هجريًا.
- في صغره، نشأ في بيت كان يكرّس وقته لتعلم الأحاديث النبوية ومعرفة سير الصحابة وفتاويهم. وقد تعلم على يد معلمه هرمز لمدة تقرب من سبع سنوات، حيث لعب دورًا بارزًا في تشكيل شخصية الإمام مالك.
- ترعرع الإمام مالك ليصبح واحدًا من أبرز العلماء، واكتسب خبرته من علماء عصره. أصبح إمام دار الهجرة وحجة الأمة وشيخ الإسلام ومفتى الحجاز، وكان يتمتع بفهم شامل لمختلف فروع الفقه.
- جمع بين علم الفقه وعلم الحديث، وكان ذا بلاغة في التعبير وسماحة في الطرح. كان يُعد مرجعًا للناس من جميع أنحاء البلاد، حيث توجهوا إليه لتعلم العلوم ونقل فتاويه.
- سعى خلفاء الدولة العباسية لنقل الإمام مالك إلى بغداد، لكنه رفض هذا العرض. كما أنه لم يغادر المدينة المنورة إلا لأداء مناسك الحج. وقد عُرف الإمام الشافعي بالإشادة بمكانة الإمام مالك قائلاً إنه “النجم الثاقب”، وقد ترك أثرًا كبيرًا في المسجد النبوي حيث كان يلقي دروسه.
كما يمكنكم الاطلاع على:
صفات الإمام مالك
- تحلى الإمام مالك بعلم غزير وحفظ قوي.
- كان يتميز بالصبر والذكاء والفطنة، بالإضافة إلى الأخلاق الحميدة، مما أكسبه هيبة واحترام الناس.
- عرف بتواضعه.
- تمتع بسرعة الحفظ، خاصةً فيما يتعلق بالأحاديث النبوية.
- كان لديه قوة فِراسة.
كما يمكنك التعرف على:
أقوال الإمام مالك الشهيرة
- الزهد في الدنيا وطيب المكسب وقصر الأمل.
- العلم ليس بكثرة الرواية، بل بما يُرسخ في القلوب.
- العلم نور لا يُستضاء إلا بقلب تقي خاشع.
- نقاء الثوب وحسن الهمة وإظهار المروءة جزء من بضع وأربعين جزءًا من النبوة.
- من أراد فتح فرجة في قلبه، فليكن عمله في السر أفضل من العلانية.
- إن كان بغيُك منها يكفيك، فأقل عيشها يغنيك، وما قل وكفى خير مما كثر.
- تُعتبر هذه الأقوال جزءًا من الحكمة التي امتلكها الإمام مالك.
أعمال الإمام مالك الأدبية
ترك الإمام مالك وراءه العديد من الكتب، ومن أشهرها:
- الموطأ.
- رسالته في الأقضية.
- كتابه في علم النجوم.
- حساب الدورة الزمنية.
- منازل القمر.
- تفسير غريب القرآن.
- رسالته في المواعظ والآداب إلى هارون الرشيد.
نشأة المذهب المالكي
- نشأ المذهب المالكي في المدينة المنورة، حيث كان الإمام مالك يُقيم. لم يكن له أصول فقهية محددة، بل قام أصحابه بتجميع الفقه الخاص به.
- حصل المذهب المالكي على اسمه نسبةً إلى الإمام مالك وحقق انتشارًا واسعًا في مختلف البلدان، بما في ذلك الحجاز وأفريقيا من مصر إلى المغرب.
- انتشر أيضًا في الأندلس والسودان والعديد من البلدان، حيث كان عثمان بن الحكم وعبد الرحيم بن خالد بن يزيد من أوائل من أدخل المذهب إلى مصر، مما جعله السائد هناك بفضل جهودهم.
وفاة الإمام مالك
- عانى الإمام مالك من مرض استمر لمدة اثنين وعشرين يومًا، وتوفي يوم الأحد في ربيع الأول عام 179 هجري. وقد صُلي عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم أمير المدينة.
- حمل النعش وحضر جنازته ماشياً، وكانت وصيته أن يُكفن في ثوب أبيض، وتم دفنه في مقبرة البقيع.