لمحة عن فيودور دوستويفسكي
فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي، المولود في 11 نوفمبر 1821 في موسكو، يعتبر واحداً من أبرز الكتّاب والروائيين في القرن التاسع عشر والعشرين. تميزت أعماله بفهم عميق للطبيعة الإنسانية، حيث تناولت مواضيع تتعلق بالوجودية، والطب النفساني، واللاهوت. بعض أعماله في روسيا عُرفت باسم “الأعمال النبوية” نظراً لقدرته على التنبؤ بدقة بسلوك الثوار الروس عند وصولهم إلى السلطة. بالإضافة إلى ذلك، لعب دوستويفسكي دوراً بارزاً في الصحافة. أما أولى خطواته الأدبية، فقد تمثلت في ترجمة مجانية لرواية “أوجيني غرانديب”، ثم جاءت روايته الرسمية الأولى “المساكين” التي نُشرت في عام 1846. لاقت هذه الرواية استقبالاً حافلاً، إذ اعتُبر موهبة جديدة في الساحة الأدبية الروسية بفضل النقد الإيجابي من فيساريون بيلينسكي. وقد عانى دوستويفسكي من مرض الصرع منذ طفولته، حيث ظهرت أولى نوباته عندما كان في التاسعة من عمره. توفي فيودور دوستويفسكي في عام 1881، وحضر جنازته حوالي ثلاثين ألف شخص.
أبرز مؤلفات دوستويفسكي
الجريمة والعقاب
تُعتبر رواية “الجريمة والعقاب” من الأعمال الأكثر شهرة لدستويفسكي، حيث تناولت مجموعة من القضايا تحت منظور نفسي مرتبط بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لروسيا في ذلك الوقت. تدور الأحداث حول شخصية “راسكولينكوف”، الذي تجسد معاناته الضياع وانفصامه المتزايد بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تفكك نفسي واجتماعي وعجز عن التكيف مع الظروف المحيطة.
الأبله
نشرت رواية “الأبله” عام 1868، وتتناول قصة الأمير ميشكين، الذي يعود إلى روسيا بعد علاج نفسي في مؤسسة في سويسرا. يتعرض الأمير، الذي يمثل الجوانب المثالية والطيبة للإنسان، لمعاملة سيئة ومكائد من قبل الآخرين، مما يدفعه في نهاية المطاف للعودة إلى المؤسسة العقلية التي جاء منها.
الشياطين
صدر الجزء الأول من رواية “الشياطين” عام 1871، وتتناول فترة من التوترات الفكرية والانقسامات في روسيا. حيث عكست الرواية الصراعات بين الأفكار السياسية والاجتماعية، بما في ذلك الاعتبارات الاشتراكية ورفض السيطرة الكنسية، فضلاً عن مناقشات حول الخير والشر والدين. الشخصيات في الرواية هي تجسيد لشخصيات واقعية من المجتمع الروسي في تلك الفترة.