مؤلفات ابن أبي العز الحنفي
شرح العقيدة الطحاوية
قدّم ابن أبي العز الحنفي شرحًا لمتن العقيدة الطحاوية الذي أعده الإمام أبو جعفر الطحاوي، وهو نص مختصر يتناول أصول الدين. وقد تم شرح هذا المتن من قبل عدة علماء، لكن غالبية هذه الشروح كانت ترتكز على معتقدات أهل الكلام في العديد من المسائل. جاء ابن أبي العز ليقدم شرحًا يتماشى مع مذهب أهل السنة والجماعة، مما جعله مرجعًا مهمًا في علم العقيدة للعلماء والطلاب الذين انكبوا على دراسته.
كما تَظهر تأثيرات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في شرحه، حيث اعتمد على قواعد وأسس مستنبطة من الكتاب والسنة.
التنبيه على مشكلات الهداية
يُعتبر كتاب “الهداية” الذي قام بشرحه الميرغيناني من أهم الكتب في مذهب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله-، ويُعتمد عليه كمرجع في الحكم والإفتاء ضمن هذا المذهب.
وقد أشار ابن أبي العز الحنفي إلى أن الكتاب قد تم حفظه على الرغم من طوله، وذلك لعودته إلى أسلوبه الجيد ودقته في نقل المذهب. أوضح أن سبب تأليفه لهذا الكتاب كان لتسليط الضوء على بعض النقاط المُشكلة من خلال ثلاثة أنواع من التنبيهات: تنبيه على النص، تنبيه على التعليل، وتنبيه على نفس الحكم.
تفسير ابن أبي العز
قام الدكتور شايع بن عبده بن شايع الأسمري بجمع وتحقيق تفسير ابن أبي العز، حيث جمع بين التفسير بالمأثور والمعقول، متكئًا على آراء أشهر المفسرين كالطبري وابن جرير والثعلبي والواحدي، والجصاص، والبغوي، وابن عطية، وشيخ الإسلام ابن تيمية. نادرًا ما استخدم ابن أبي العز الأقوال الضعيفة في تفسيره.
كما اعتبر ابن العز الجوانب اللغوية، بما في ذلك الإعراب، وتوجيه القراءات، وبيان المعاني المرتبطة بالوقف والوصل في بعض الآيات. وتجنب ذكر الكثير من الأقوال حول معنى الآية، حيث غالبًا ما يكتفي بإيراد قول واحد قوي.
الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية
تُعد الأرجوزة الميئية منظومة مختصرة تتناول سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وتتألف من مئة بيت تُغطّي معظم جوانب تلك السيرة.
الإتباع
يتناول الكتاب ردًا على رسالة كتبها محمد بن محمود بن أحمد الحنفي المعروف بالبابرتي، التي رجحت تقليد مذهب أبي حنيفة على سائر المذاهب. وقدم ابن أبي العز في هذه الرسالة المسماة “النكت الظريفة” ملاحظات نقدية تتعلق بهذا الموضوع.
من الآراء التي عبر عنها في كتاب الإتباع: “الواجب في مسائل النزاع هو العودة إلى الله والرسول؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ). والعودة إلى الله تعني الرجوع إلى كتابه، والعودة إلى الرسول تعني الرجوع إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته، في حين أن أهل التقليد لا يمارسون ذلك، بل يأخذ أحدهم ما يصادفه في كتب أئمة المذهب الذي اتبعه.”
ترجمة ابن أبي العز الحنفي
هو علي بن علي بن محمد بن محمد ابن أبي العز بن صالح بن أبي العز بن وهيب بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب، المعروف بلقب صدر الدين. وُلد في دمشق في العام 731 هـ، وكان والده قاضيًا كما كان جده. وكان من شيوخه إبراهيم بن علي بن أحمد الطرسوسي، أحد العلماء في مذهب الإمام أبي حنيفة. وقد وصفه ابن كثير في شرحه للعقيدة الطحاوية بأنه شيخه، ويظهر تأثير ابن القيم في مؤلفاته.
اتبع ابن أبي العز منهج السلف في جميع المباحث العقدية، بينما اتخذ مذهب الإمام أبي حنيفة كنظام فقهي له. تولى عدة مهام منها التدريس والخطابة والقضاء، وتوفي رحمه الله تعالى في شهر ذي القعدة عام 792 هـ ودفن في سفح قاسيون في مدينة دمشق.