أسماء غزوات الرسول ونتائجها
الغزوات التي شهدت القتال
شهدت فترة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الغزوات التي أُقيمت فيها المعارك بين المسلمين وأعداء الدين. فيما يلي نتائج أبرز هذه الغزوات:
غزوة بدر
انتهت غزوة بدر الكبرى بانتصار المسلمين، حيث قُتل سبعون من المشركين بينهم أبو جهل وعقبة بن أبي معيط، وأُسر أيضاً سبعون منهم. في المقابل، استشهد أربعة عشر من المسلمين. كما حقق المسلمون غنائم عديدة تم تقسيمها وفقاً لقوله -جل وعلا-: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ…). كانت هذه الغزوة علامة فارقة في تعزيز قوة المسلمين وإحداث الرعب في قلوب الأعداء، مما جعل لهم هيبة في جزيرة العرب.
غزوة بني قينقاع
أقيمت غزوة بني قينقاع بعد غزوة بدر في شهر شوال، أو قيل في صفر من السنة التي تليها. بعد أن علم اليهود بما حلّ بكفار قريش، ظهرت غيرة حسدهم تجاه المسلمين، فقاموا بنقض العهود. وعلى إثر ذلك، تجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحذرهم من العواقب، لكنه لم يستجب لهم. الحادثة التي أدت إلى هذه الغزوة تتعلق بامرأة مسلمة تعرضت للإهانة في سوقهم، مما أدى إلى مقتل أحد رجال قبيلتهم. تكوّن جيش المسلمين، وحاصروا بني قينقاع في حصونهم لمدة خمسة عشر يوماً حتى استسلموا وقدموا غنائم عديدة للمسلمين.
غزوة السّويق
اندلعت غزوة السّويق نتيجة حقد أبي سفيان بعد هزيمته في غزوة بدر، حيث عزم على الانتقام ولم يغتسل من جنابة حتى غزا المسلمين. بعد اجتماع مع بعض المناصرين، أقدم على مهاجمة المدينة، وحرق بعض النخيل وقتل أحد الأنصار. ومع ذلك، لحقهم رسول الله واستعاد المناقشة تحت ردات الفعل، مما أجبرهم على الفرار. وسُميت الغزوة بهذا الاسم بسبب الجوانب الغذائية التي حملوها.
غزوة أحد
وقعت غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى الموقع. كانت نتيجة الرغبة في الانتقام من المشركين بعد غزوة بدر، لذا جمعوا جيشاً مكوناً من ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة المسلمين. ورغم وجود الشهداء في صفوف المسلمين، إلا أن هذه الغزوة أظهرت مدى قدرة هذه الجماعة والحاجة إلى التعلم من الأخطاء.
غزوة حمراء الأسد
بعد انتهاء غزوة أحد، أصر رسول الله على متابعة العدو، موجهًا بلاغًا لبلال بن رباح لدعوة المؤمنين للخروج إلى العدو، شريطة أن يكون المشاركون من الذين شاركوا في المعركة السابقة. وقد أقام المسلمون معسكرًا في منطقة حمراء الأسد وأوقدوا النيران علامةً على ثباتهم ورفضهم للإرهاب.
غزوة بني النضير
غزوة بني النضير كانت نتيجة لمؤامرات المشركين، الذين حاولوا القضاء على رسول الله بعد أن نقضوا العهود. أرسل الرسول إليهم تهديداً بالخروج أو قتالهم، مما أدى في النهاية إلى الحصار ثم الاستسلام. سمح لهم رسول الله بالخروج مع ممتلكاتهم.
غزوة الأحزاب
تُعرف أيضاً بـ”غزوة الخندق”، حيث حاصر المشركون المسلمين من كل جانب. وبالرغم من صعوبة الوضع، إلا أن رسول الله أظهر حنكة كبيرة وأدار الأمور بحكمة مكنتهم في النهاية من الانتصار.
غزوة بني قريظة
بعد غزوة الأحزاب، أُمر رسول الله بمواجهة بني قريظة لنقضهم العهد، وحاصرهم لمدة خمسة وعشرين ليلة حتى انتهوا إلى الاستسلام.
غزوة بني المصطلق
سُميت أيضًا غزوة المريسيع، وحدثت في شعبان من السنة السادسة للهجرة بسبب الأخبار عن نية بني المصطلق في الحرب. في النهاية، انتصر المسلمون واستشهد رجل واحد منهم.
صلح الحديبية
شهدت غزوة الحديبية أول اعتراف رسمي بالدولة الإسلامية من قبل قريش، حيث كان الهدف منها أداء مناسك العمرة.
غزوة الغابة
تُعرف أيضاً بـ”ذي قرد”، وقد تناولت مواجهة عيينة بن حصن، مما أدى في النهاية لاستعادة إبل المسلمين.
غزوة خيبر
بعد صلح الحديبية، توجه النبي لمواجهة قبائل خيبر، وتمكن المسلمون من الانتصار والاستيلاء على حصونهم بعد قتال دام ستة أيام.
سريّة مؤتة
أُرسلت سريّة مؤتة للدفاع عن رسول الله بعد قتل أحد رسله، ونظراً للاشتباكات التي حصلت هناك، قاد خالد بن الوليد الجيش في النهاية إلى الانتصار.
فتح مكة
حصل فتح مكة في رمضان بسبب نقض قريش للعهد، مما أدى إلى اعتناق العديد من القبائل العربية للإسلام.
غزوة حنين
أضيفت غزوة حنين إلى سجل المعارك بسبب قوة العداء من قبائل هوازن التي خرجت لمواجهة المسلمين.
غزوة الطائف
وقعت غزوة الطائف في شوال من السنة الثامنة. على الرغم من التحصينات، أصر رسول الله على المحاصرة، إلا أنه قرر في النهاية الانسحاب.
غزوة تبوك
سُميت غزوة العسرة نظراً للظروف الصعبة التي واجهها المسلمين، لكنها أثبتت قوة المسلمين وأثرها في إحداث الرعب في قلوب الأعداء.
غزوات الرسول التي لم تنتهي بقتال
توجد غزوات النبي التي لم تشهد معارك، ومن بينها:
- غزوة الأبواء أو غزوة ودّان، التي أراد النبي من خلالها التوجه لقريش لكن انتهت بصلح.
- غزوة بواط، والتي لم تشهد قتالاً بسبب عدم اللقاء مع الأعداء.
- غزوة بدر الأولى، حيث انطلق النبي لمواجهة كرز الفهري لكنه فر.
- غزوة العشيرة، حيث تمت المصالحة مع بني مدلج.
- غزوة بحران، التي استهدفت بني سليم الذين فروا.
- غزوة نجد، حيث فر الأعداء عند رؤية الرسول.
- غزوة دومة الجندل، التي انتهت بهروب الأعداء قبل وصول النبي.
- غزوة بني لحيان، حين توجه النبي ثأراً لأصحابه لكنهم اختبأوا.
- غزوة ذات الرقاع، التي شهدت مواجهة مستعجلة لكن لم تكتمل.
الفرق بين السرية والغزوة
تنفرد السريّة عن الغزوة بالفروق التالية:
- السريّة من القوى العسكرية التي لم يسافر إليها النبي بنفسه، بينما الغزوة كانت تحت قيادته.
- عدد المشاركين في السريّة محدود، يتراوح بين خمسة إلى أربعمئة، بينما تكون الغزوة أكبر عدداً.
عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
حسبما رواه بريدة الأسلمي، فإن الرسول قام بتسع عشرة غزوة، قاتل في ثمانٍ منها. ويوجد اختلاف في عدد الغزوات بين المصادر، حيث يذهب البعض إلى أنها إحدى وعشرون غزوة، بينما يقول آخرون أنها سبع وعشرون، أو أربعة وعشرون حسب ما ورد من الصحابة.