أضرار الاستماع إلى الأغاني
تناول علماء الأمة الإسلامية العديد من الأضرار المتعلقة بالاستماع إلى الأغاني، ومنها:
- يشغل الاستماع إلى الأغاني القلوب عن ذكر الله، مما قد يؤدي إلى التكاسل عن أداء الصلوات والطاعات. كما أن هذه الأغاني تمنع المسلم من قراءة القرآن الكريم وتفكر في معانيه، ويثير ذلك الشهوات ويشجع على اتباع الهوى، بينما تدعو آيات القرآن الكريم إلى العفة والفضيلة وتحث على اجتناب الهوى والرذيلة.
- لا يجتمع الغناء والقرآن في قلب واحد أبداً.
- يساهم في إبعاد الملائكة، التي تحضر مجالس الذكر والخير.
- تعتبر الأغاني نوعًا من اللغو التي تفتقر إلى الفائدة والقيم.
النظر في كلمات الأغاني
يعتبر الغناء نوعًا من الشعر؛ حيث يشمل الكلام بدون آلات موسيقية. يقسم هذا الغناء إلى قسمين: ما هو حسن ومباح، وما هو قبيح ومحرم. وقد أشار أحد العلماء إلى أن التغني بصفة عامة مباح ولا إشكال فيه، لكن يمكن أن يصبح محرمًا إذا احتوى على معصية أو فتنة، أو إذا كان ينتمي لوصف امرأة معينة، أو يشجع على المعاصي كتعاطي الخمر، أو يؤدي إلى تفويت الواجبات المفروضة من الله سبحانه. كما أنه قد يكون مذمومًا إذا تضمن هجاء الآخرين. أما إذا كان الغناء يدعو للفضيلة والأخلاق، كأشعار الأعراس والجهاد، أو يصف الكون وجمال خلق الله، فلا بأس به.
حكم الغناء
أوضح علماء الأمة الإسلامية أن الغناء والمعازف يعتبران من لهو الحديث الذي نهى الله -جلّ وعلا- عنه في كتابه الكريم، لما فيه من إبعاد عن الذكر والعبادات. كما نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الغناء والمعازف، محذرًا من عاقبة التهاون بالأمور المحرمة في آخر الزمان. في الحديث النبوي: (ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ على رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ). يعتبر الاستماع إلى الأغاني المصحوبة بالموسيقى محرمًا وفقًا لرأي أغلب العلماء، رغم وجود بعض العلماء المعاصرين مثل القرضاوي والشعراوي الذين يبيحون الغناء بشروط محددة. يقول الشيخ القرضاوي: “تحرم جميع أشكال الغناء التي تحتوي على فحش وفسق أو تحريض على المعصية”. ويضيف أن ما القبائح منها يعتبر محرمًا بينما يُباح ما خلى من ذلك في الأوقات المناسبة. كما يؤكد الشيخ الشعراوي على عدم استخدام مصطلح الغناء بشكل مجمل، بل يجب أن يُنظر في محتوى النص وهل هو يحث على الفضيلة أم يثير الغرائز.
أما بالنسبة للذين يرون إباحة الغناء بتحديد، فقد وضعوا ضوابط يجب الالتزام بها، مثل توافق موضوع الأغنية مع تعاليم الإسلام وآدابه. فليس كل غناء مباح، فالمدح للظالمين والفسّاق، والخضوع وإثارة الغرائز، ووصف النساء والقصص الرومانسية تعد أمورًا محرمة لأنها تتعارض مع آداب الإسلام.