أسباب الشخصية الحساسة
تتأثر الشخصية الحساسة بعدد من العوامل المختلفة، والتي تشمل ما يلي:
العوامل الجينية والوراثية
تتجلى حساسية الجهاز العصبي المركزي كرد فعل داخلي قوي تجاه المؤثرات الجسدية أو العاطفية أو الاجتماعية. يُعتبر هذا النوع من الحساسية سمة فطرية متجذرة في جينات الشخص، مما يعني أن الحساسية العالية قد تكون سمة مولودة لا يمكن التخلص منها، بل يمكن التعلم كيفية التكيف معها.
العوامل البيئية المتنوعة
في بعض الأحيان، تنجم الحساسية عن ظروف بيئية غير مواتية تعرض لها الشخص، مما يزيد من حساسيتهم، وخاصة في مرحلة الطفولة. تلعب البيئة التي ينشأ فيها الطفل بعناية دوراً بالغ الأهمية في تشكيل شخصيته واكتساب الصفات، بما في ذلك الحساسية، والتي تصبح جزءًا لا يتجزأ من هويته. يمكن للأطفال الحساسين ازدهارهم والتفوق إذا أُحيطوا ببيئة مثالية وداعمة.
استراتيجيات التعامل مع الشخصية الحساسة
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع الشخصية الحساسة دون التخلص منها بشكل كامل، بل لتحسين القدرة على التكيف، وأهمها:
تقليل المحفزات المتزايدة
يعني ذلك تقليل المؤثرات القوية في البيئة المحيطة التي تؤدي إلى الشعور بالانزعاج، ومن هذه الطرق:
- التقليل من حجم المهام الموكلة وتنظيم الوقت عند الشعور بالضغط.
- تجنب الإرهاق المفرط، والاستماع للمشاعر الداخلية التي تشير إلى القلق والتعب، مما يتطلب البحث عن طرق للراحة الفورية.
- العمل على تقليل التوتر بوسائل تلائم الشخص، مثل ممارسة الرياضة المنتظمة أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، بالإضافة إلى النوم الجيد، أو البحث عن استشارة نفسية عند اللزوم.
إدارة المشاعر والأفكار الداخلية بشكل سليم
يتعين على الشخص الحساس ترتيب أفكاره ومشاعره للتجنب من تراكمها، ومن الطرق الممكنة لذلك:
- التعبير عن الأفكار السلبية من خلال الكتابة أو الرسم، مما يساعد على تفريغ المشاعر.
- ممارسة التأمل وأحلام اليقظة للاعتراف بالمشاعر والأفكار المزعجة والتخلص منها.
- مصارحة النفس وفهم المشاعر وتقبلها، مع الاعتراف بأن المشاعر السلبية هي حالات مؤقتة ستختفي إذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة.
تعزيز التعاطف مع الذات والدعم الداخلي
يجب على الشخص الحساس أن يتجنب النقد الذاتي بسبب طبيعته الحساسة. بدلاً من ذلك، ينبغي عليه تقبل نفسه ومساعدتها على التحسن، مع تسليط الضوء على الصفات الإيجابية التي يمتلكها، مما يعزز ثقته بنفسه ويعمل على تطوير علاقات اجتماعية مثالية.
الصراحة في العلاقات الإنسانية، وخاصة العاطفية
يتعين على الشخص الحساس أن يكون صادقاً مع شريكه وأصدقائه بشأن طبيعته الحساسة، مما يتيح لهم إمكانية فهم سلوكه بشكل أفضل وتجنب التصرفات التي قد تؤذي مشاعره. كما أن ذلك يُظهر الجوانب الإيجابية لشخصيته مثل التعاطف والقدرة على رؤية الأمور من منظور مختلف.
علامات الشخصية الحساسة
تتميز الشخصيات الحساسة بمجموعة من الصفات التي تتراوح بين الإيجابية والسلبية، ومن أبرز هذه السمات:
- الشعور بالدموع بسهولة وبسرعة عند مواجهة مواقف بسيطة.
- امتلاك عواطف عميقة تجعل الشخص حساساً تجاه مشاعر الآخرين.
- تقدير احتياجات الآخرين والاهتمام بهم بشكل سريع.
- الاهتمام الكبير برضا الآخرين والرغبة في إسعادهم.
- شعور بالامتنان العميق للنعمة والميزات الموجودة بحياته.
- استجابة عاطفية قوية للجماليات، سواء كانت طبيعية أو فنية.
- تفضيل عدم التعرض لمحتويات عنيفة أو مؤلمة في الإعلام.
- وجود روابط وثيقة مع الأصدقاء والعائلة مما يعزز العناية المتبادلة.
- الاستجابة السريعة للمحفزات الحسية والتي قد تؤدي للإرهاق.
- التأثر بالآراء والانتقادات مع صعوبة تقبل النقد.
- إيجاد صعوبة في التعامل مع المعتاد أو التغير في الروتين.
- التعب والإرهاق في الظروف ذات الضغط الزمني.
- امتلاك حياة داخلية مليئة بالأفكار المتعمقة والمشاعر الجياشة.
- الشعور بالخجل أو القلق في بعض المواقف نتيجة التحفيزات المسبقة.