تتضمن الآيات القرآنية التي تتحدث عن جبر القلوب مع تفسيرها أهمية كبيرة، حيث تسهم في معالجة القلوب المنكسرة وتخفيف معاناة النفوس المتعبة.
يعتبر جبر الخواطر من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها كل إنسان ذي قلب نقي وفطرة سليمة، إذ خلق الله البشر ليكونوا عوناً وسنداً لبعضهم البعض.
آيات قرآنية حول جبر القلوب مع تفسيرها في القرآن الكريم
- قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”.
- تتحدث هذه الآية عن مواساة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعزيته على فراق مكة، التي كانت أحب البلاد إليه حيث نشأ فيها.
- قال الله تعالى: “فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.
- هذه الآية تعبر عن تأييد الله تعالى ليوسف، حيث أمنه وصبره في مواجهة الأذى الذي تعرض له من إخوته.
- قال الله تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ”. ويعد هذا من أجمل التوجيهات الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم.
- كان الرسول يتيماً في صغره، وقد آواه الله، مما يجعل من واجبنا عدم قهر اليتيم أو إذلاله.
- كما نهى الله عز وجل رسوله الكريم عن نهر السائل، مشددًا على ضرورة معاملته بلطف وتطييب خاطره.
- واحدة من أكثر الآيات تعبيراً عن جبر القلوب هي القصة المتعلقة بالرسول صلى الله عليه وسلم والعربي الأعمى المذكورة في سورة عبس.
- قال الله تعالى: “عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى”.
- تأتي هذه الآيات لتعاتب الرسول على إعراضه عن طلب الأعمى، الذي جاء يسأله بينما كان منشغلاً بالدعوة مع بعض الوجهاء من كفار قريش.
- لقد ظل الأعمى يلح في سؤاله من دون أن يدرك انشغال الرسول مع الآخرين.
أهمية جبر القلوب في الإسلام
تتجلى أهمية جبر القلوب في الإسلام من خلال الجوانب التالية:
- جبر الخواطر يمثل واحدة من أرقى القيم الدينية والإنسانية التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
- يعكس جبر الخواطر سلامة القلب المؤمن وفطرته السوية وصفاء روحه وقوة إيمانه بالله.
- لا يمكن أن يتحدث صاحب الأخلاق الحسنة بكلمات تؤذي الآخرين أو تسبب لهم الحزن.
- يعتبر جبر القلوب أحد أسرار سعادة البشرية، ويشكل مبدأ أساسياً في التعاملات اليومية.
- يسهم في تخفيف الغل والحقد والحسد بين الناس.
- رغم بساطة جبر الخواطر، إلا أن له تأثيراً طيباً على النفوس.
- كما أن الابتسامة البسيطة قادرة على إدخال السرور إلى قلوب الآخرين، وكلمة طيبة كفيلة بجبر خواطر المحزونين.
- يستهدف جبر القلوب تخفيف الهموم والأحزان، وطمأنة القلوب الخائفة، والإحسان إلى الناس بلطف.
- ينبغي أن نجعل حديثنا مقتصراً على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
- قد تمنح الكلمة الطيبة الأمل لمن فقده، وتكون النصيحة عونًا لمن يحتاج إليها، بينما يمكن أن تسعد مساعدة الآخرين قلوبهم.
- يجب أن يكون لدينا دائمًا في اعتبارنا أي فعل لجبر الخاطر، لننال قرب الله ونشر السرور بين الناس.
- نعيش في زمن يعاني فيه الناس من الحاجة إلى المواساة وتخفيف الصعوبات، ويحتاجون إلى تطييب الخواطر.
- هناك العديد من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات كثيرة، فتُعتبر قلوبهم ضعيفة نظرًا لتعرضهم لظلم اجتماعي كبير.
- بينما تكثر قضايا من فقدوا أخلاقهم وحسن نواياهم، هناك نساء معلقات وأرامل، وأيتام بحاجة إلى الرعاية.
- تشمل الأزمات أيضاً العاطلين عن العمل والمحتاجين، وهناك الكثير من المرضى والمبتلين، مما يجعل الهموم مختلفة ومتعددة. نسأل الله العفو والعافية.
دعاء جبر القلوب
- اللهم، يا رحمن يا رحيم، أنت عالم الغيب وتعلم ما في قلبي من هموم وآلام، فاكشف اللهم غمي.
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وتستجيب دعوة الداعين، أن تفرج همي وترزقني السكينة.
- يا الله، إنك على كل شيء قدير، أسألك بكل أسمائك التي سميت بها نفسك، ما علمنا منها وما لم نعلم.
- ارزقني من رزقك الواسع، أفرج همي، وقضي عني الدين يا سميع يا كريم.
- اللهم إني أعوذ بك من احتياجي للناس، فلا تحوجني لأحد من خلقك، واغنني بك عمن سواك يا كريم يا منان.
- يا رب، أسألك بفضلك العظيم أن ترزقني سكينة في القلب، وطمأنينة في النفس، ونعيم في العيش.
- اللهم إني أسألك من رحمتك، يا أرحم الراحمين، أن تصلح لي نفسي وتساعدني في حياتي.
- وأن تهديني صراطك المستقيم وأنت راضٍ عنا، يا لطيف يا خبير.