أحكام الحيض
أحكام الحيض
تتعلق بالحيض العديد من الأحكام، نبرزها فيما يلي:
- الغُسل بعد انقطاع الحيض: يتعين على المرأة الحائض الاغتسال فور انقطاع دم الحيض، ويستند إلى ذلك قول الله -تعالى-: (وَيسْأَلُونَكَ عنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ منْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ)، وكذلك حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى فاطمة بنت أبي حبيش -رضي الله عنها-: (ولَكِن دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الأيَّامِ الَّتي كُنْتِ تَحِيضِينَ فيها، ثُمَّ اغْتَسِلِي وصَلِّي).
- البلوغ: يتوجب على الأنثى أن تبلغ لتصبح مخاطبة بالتكاليف الشرعية وملزمة بالسِّتر، وقد دلت النصوص على ذلك، حيث ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يقبَلُ اللهُ صلاةَ حائضٍ إلَّا بخِمارٍ).
- الاعتداد بالحيض: قَللَ المالكيَّة والشافعيَّة من الوقت المطلوب للاعتداد، حيث ذهب الحنفيَّة والحنابلة إلى أن المرأة المطلقة إن لم تكن حاملاً فإن عدتها تكون بمدة الحيض، بينما يعتبر المالكيَّة والشافعيَّة أن المقصود بالطهر في آيات الرجعة هو الحالة الطاهرة. لذا ينتهي اعتدادها عند البدء في الحيضة الثالثة.
- الحكم ببراءة الرَّحم: الفائدة من مشروعية العدَّة في الإسلام هي المعرفة ببراءة الرحم، وهذا يتحقق بانتهاء عدَة المرأة بالتأكيد على نتيجة الحيض.
- الكفَّارة بالجماع أثناء الحيض: وفقاً لما يقول الحنابلة، يجب على الرجل كفَّارة إذا جامع زوجته أثناء الحيض، وذلك استنادًا لقوله -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ). وهذا يشمل الحالات التي يكون فيها الدم موجوداً أو قد انقطع قبل الاغتسال، حيث أن جماع المرأة الحائض محرم حتى تنقضي فترة الحيض ويتم الاغتسال.
- العبادات المحرمة على الحائض: هنالك الكثير من العبادات التي يحرم على الحائض القيام بها، والتي سنذكر بعضها بشكل مفصل في القسم التالي.
أمور محرّمة على الحائض
تجدر الإشارة إلى أن المرأة في فترة حيضها تُمنع من القيام بعدد من الأمور، منها:
- الصلاة: تُحرم الحائض من إقامة الفروض والنوافل، ويتعلق بذلك أمران:
- أولاً: إذا زال مانع الحيض وطهرت المرأة قبل انتهاء وقت إحدى الصلوات الخمس، حتى لو كان ذلك بوقتٍ يسير يكفي لتكبيرة الإحرام، يتوجب عليها قضاء الصلاة.
- ثانياً: إذا جاء الحيض أثناء وقت إحدى الصلوات، بعد مضي الوقت الذي يكفي لأداء تلك الصلاة، عليها قضاء الصلاة بعد زوال الحيض.
- الطواف: تُحرّم الحائض الطواف حول الكعبة سواء كان فرضاً أو نافلة، وقد ورد في السنة ما يؤكد ذلك عندما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعائشة -رضي الله عنها-: (افعلي كما يفعل الحاج غير أنك لا تطوفي بالبيت حتى تطهري).
- الصوم: يحرم على الحائض صيام شهر رمضان أو أي نفل، كما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كنا نحيض عند النبي -صلّى الله عليه وسلم-، فيأمرنا بقضاء الصوم).
- الطهارة بنية العبادة: يُحرم على الحائض الاغتسال لرفع حدث أصغر أو أكبر بقصد العبادة، ولكن تستطيع أن تتطهر لأغراض مسنونة كالغسل للإحرام.
- مسح وحمل المصحف: يحظر على الحائض مسّ المصحف، حيث قال الله -تعالى-: (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)، مما يعني أنه لا يحق للحائض حمله إلا إذا كان مع أشياء أخرى.
- قراءة القرآن الكريم: يُحرم على الحائض القراءة بقصد التفرغ أو الذكر، لكن يمكنها أن تقرأ بدون تحريك اللسان، ويمكن أن يختلف الحكم بين المذاهب.
- التواجد في المسجد: محرم على الحائض البقاء في المسجد، وقد ذكر ذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الصريح.
- الطلاق: الواجب في الطلاق أن يتم في الطهر، وهو ما ورد في الآية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ).
- مباشرة ما بين السرة والركبة: يحرم على الزوج مباشرة الحائض في هذا المكان بشهوة، وذلك كما أوضحت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
التعريف بالحيض
الحيض بالمفهوم اللغوي هو سيلان الدم من رحم المرأة في أوقات محددة. وقد اختلف الفقهاء حول أقل وأكثر مدة الحيض كما يلي:
- الحنفيَّة: تحدد أقل مدة الحيض بثلاثة أيام والأقصى بعشرة أيام، وأي نزول أقل من ذلك أو أكثر يُعتبر استحاضة.
- المالكيَّة: لا اعتداد لأقل مدة، وأعلى حد هو خمسة عشر يوماً، وإذا استمر النزيف بعد المدة المعتادة يُستحسن إضافة ثلاثة أيام بدون تجاوز العادة.
- الشافعيَّة والحنابلة: أقل مدة تُحتسب بيوم وليلة والأقصى خمسة عشر يوماً.
أحكام الاستحاضة
أحكام الاستحاضة
دم الاستحاضة لا يمنع المرأة من الصلاة والصوم، حيث جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن عدم الطهارة، فأجاب بأنها تعاني من عرق وليس حيض، مما يعني وجوب الوضوء لكل صلاة.
- غسل الفرج قبل الوضوء.
- حشو الفرج بقطن أو ما شابه لتخفيف النجاسة عند الحاجة.
- الوضوء لكل صلاة.
التعريف بالاستحاضة
الاستحاضة تُعرَّف بأنها دم مرضي يخرج من رحم المرأة في خارج فترة الحيض، ويسهم ذلك في جعلها قادرة على أداء العبادات.
أقسام المستحاضة السبعة
يمكن تقسيم المستحاضة إلى سبعة أقسام، نوضح كل منها:
- المبتدأة المتميزة التي تلاحظ القوي والضعيف حيث إنها تعايش مختلف حالات الدم.
- المبتدأة غير المتميزة التي لا تحظى بتفريق بين القوي والضعيف.
- المعتادة المميزة التي ترتبط بخبرات سابقة مع الحيض.
- المعتادة غير المميزة التي تعتمد على العادات الزمنية.
- المعتادة المتذكرة للوقت دون العدد، تتذكر الوقت فقط.
- المعتادة المتذكرة للعدد دون الوقت.
- المعتادة الناسية للوقت والعدد، وتكون في حكم الحائض.
الفرق بين الحيض والاستحاضة
هناك عدة عوامل تفصل بين دم الحيض والاستحاضة، والتي سنلخصها كالتالي:
- لون الدم: دم الحيض يميل إلى الأسود بينما دم الاستحاضة أحمر قاني.
- رائحة الدم: دم الحيض قد يخرج برائحة كريهة، في حين أن دم الاستحاضة بلا رائحة.
- وقت النزول: يأتي دم الحيض في أوقات محددة، بينما الاستحاضة ليس لها وقت معين.
- كثافة الدم: دم الحيض يكون غالباً أكثر كثافة.