الفراق والشوق
إن فراق الأحبة يعد من أصعب المشاعر التي قد نواجهها في حياتنا. إذ يصاحبه شعور بالحزن والكآبة، ويصبح كل شيء محاطاً بنار الشوق التي تحرق القلوب. في ظل الذكريات المؤلمة، نقدم لكم مجموعة من أجمل ما قيل عن الفراق والشوق.
أروع ما قيل عن الفراق والشوق
- إن الفراق نار لا حدود لها، ولا يشعر بها إلا من عانى من لظاها.
- أنا معكم اليوم، وقد أكون بعيداً عنكم غداً. فإذا بقيت، فلا تتركوني، وإذا رحلت، فلا تنسوني.
- أتعجب كيف يمكنك أن تغيب، تاركاً خلفك قلباً يذوب شوقاً وعشقاً في غيابك.
- همسة حب ونبضة شوق تناديك: صباح الخير يا ملهمة الخير.
- دائمًا ما يكون اللقاء خاضعًا للزمان والمكان، فكيف أشتاق لك إن كنت بعيدًا؟
- عندما تنتظر شخصاً حتى تصل إلى الجنون، ستفقد بالتأكيد طعم لقائه بسبب عدم اهتمامه.
- قتلتني نار الشوق، وقلبي ينبض شوقًا لرؤياك سواء كنت قريبًا أم بعيدًا، فقد كنت دائمًا أغرب وأعجب حبيب.
- كم هو مؤلم أن تبكي دون دموع، وكم هو صعب أن تذهب بلا عودة، وكم هو قاسي أن تشعر بضيق وكأن العالم من حولك يضيق.
- بعد الفراق، تصبح كل شيء بطيئًا، فتبدو الدقائق والساعات مؤلمة، وكأنني أتعذب في ثوانيها.
- إن الفراق حزن مثل لهيب الشمس، يسحب الذكريات من القلب إلى علوها، حيث تجيب العين بالقليل من الدموع لإطفاء لهيب الذكريات.
- الفراق يشبه العين الجارية، التي نضبت بعد أن أيقظت الفرح في محيطها.
أبيات شعرية عن الفراق والشوق
قصيدة “روعَت بالفراق بعد الفراق”
قصيدة “روعَت بالفراق بعد الفراق” للشاعر جبران خليل جبران، الذي وُلِد في قرية بشراي شمال لبنان في 6 يناير 1883. انتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1895، ودرس فن التصوير كما أبدع في التأليف باللغتين العربية والإنجليزية، وأصدر العديد من الكتب منها: “دمعة وابتسامة”، “الأرواح المتمردة”، و”الأجنحة المتكسرة”.
روعت بالفراق بعد الفراق،
وبها ما بها من الأشواق.
بعلبك تبكي ولداً قد ردى،
نازحاً واحتوته أرض العراق.
كان سلوانها رجاء تلاق،
أين أمسى منها رجاء التلاقي.
لا تخافي اغترابه وتخيلي،
أن بعدًا تباعد الآفاق.
إنما النأي في اختلاف المرامي،
وتنابي الخلال والأخلاق.
ليس في موطن الكرام اغتراب،
لكريم الأصول والأعراق.
لحد ذاك الفقيد إن ضنت السحب،
سقته سحب من آماق.
ويحيي حجيجه العزة القعساء،
في هيبة وفي إطراق.
رستم كان في العراق من القوم،
وزكى دعواه بالمصداق.
عاش فيهم محبوبًا وحبيبًا،
مخلصًا وده بغير مذاق.
مالكا منهم القلوب بزينات،
السجايا وبالطباع الرقاق.
قمر سابق الظنون ولم يرع،
أواناً لمثله في المراقي.
أترى كان ذلك الوثب منه،
في المعالي معجلاً للمحاق؟
أي جان سما إليه فأجرى،
دمه الحر تب أهل الشقاق.
ذلك الرهط بئس ما تركته،
من تراث أيام الاسترقاق.
لو أبيد الأشرار لم تف إلا،
دية المجد بالدم المهراق.
وفدى للإخاء بين شعوب الضاد،
أغلى النفوس والأعلاق.
ويلهم ما أفادهم أن يثيروا،
فتنة من خبائث الأعماق.
أحنقوا أمه علهم وزادوا،
ذمماً للقتيل في الأعناق.
نحن في حقبة تحول حال الخلق،
فيها عن شرعة الخلاق.
عاد فيها ذو المبسم الحلو أضرى،
من ذوات الأنياب والأشداق.
أين دامي الأظفار من قاذف النار،
ومفني الديار بالإحراق؟
ومعيد النسيم سما زعافًا،
ومبيد السفين بالإغراق.
لكأني بالعلم سخر فيها،
بأسه للطغاة والفساق.
والحمام المصير في الكون من يعلم،
سر البقاء غير الباقي.
محنة إن تك المنية منجاة،
فمنها والفوز للسباق.
بل لعلي شططت الحكم والأحكام،
لا تستقيم في الإطلاق.
قد يجيء الخير الكبير من الشر،
إذا جاز ما له من نطاق.
يا فقيدًا مثاله الحي لن يبرح،
ملء القلوب والأحداق.
أمة العرب ذاقت الهون أحقابًا،
طوالا والهون مر المذاق.
كيف تنسى فضل المنادين بالوحدة،
والواضعين للميثاق؟
والأولى أفنوا العزائم في ربط،
الأواخي وفي التماس الوفاق.
فلتكن للعهد الجديد شهيدًا،
خالدا بالذكرى عن استحقاق.
كل بذل كما بذلت قوم،
بجزاء من الفخار وفاق.
إلحق اليوم فيصلا فلقد كنت،
لخير الملوك خير الرفاق.
ولو الواجب المخلف لم يثنك،
لم تلف مبطئًا باللحاق.
واجب مرهق التكاليف أديت،
تكاليفه على الإرهاق.
لك فيه بت قويم ورأي،
واسع الأفق ساطع الإشراق.
سست من سست في الوزارة بالحق،
ووفيت ما اقتضت من خلاق.
وأتيت الإصلاح من حيث يؤتى،
في الأمور الجسام أو في الدقاق.
يا بني حيدر الكرام أغريكم،
ودمعي من حره غير راق.
رزؤكم رزؤنا وكالعهد في الود،
خوالي أيامنا والبواقي.
شاطر العرب حزنكم،
وتلظى كل قلب لمجدهم خفاق.
عظم الله أجركم ما صبرتم،
ووقاهم مكاره الدهر واق.
قصيدة “دع دموعي في ذلك الاشتياق”
قصيدة “دع دموعي في ذلك الاشتياق” للشاعر البحتري، المعروف بالوليد بن عبيد بن يحيى الطائي. وُلِد في مدينة منبج بين حلب والفرات في عام 206 هجرياً وتوفي عام 284 هجرياً، ولقب بشاعر العصر العباسي بشعره الذي يتسم بسلاسل الذهب.
دع دموعي في ذلك الاشتياق،
تتنجى بفعل يوم الفراق.
فعسى الدمع أن يسكن بالسكت،
بغليلاً من هائم مشتاق.
إن ريا لم تسق رياً من الوصل،
ولم تدر ما جوى العشاق.
بعثت طيفها إليّ، ودوني،
وخد شهرين للمهرات العتاق.
زار وهناً من الشام، فحيا،
مستهمًا صبًا بأعلى العراق.
فقضى ما قضى، وعاد إليها،
والدجى في ثيابه الأخلاق.
قد أخذنا من التلاقي بحظ،
والتلاقي في النوم عدل التلاقي.
يا أبا نهشل ولا زلتَ يسقيك،
على حالة من الغيث ساقي.
لو ترى لوعةً، وحزني، ووجدي،
وغليلي، وحرقتي، واشتياقي.
والتفاتي إليك من جبل القاع،
والدمع ساكب ذو اندفاق.
لتأكدت أنني صادق الود،
وفي بالعهد والميثاق.
وبنفسي وأسرتي حسن ذاك الأدب،
الأريحي، والأخلاق.
والندى الصامت والمَلِك الأبخـ،
في أخريات ذاك الرواق.
دائم الانفراد بالرأي في،
الخلوة لا يتقي الليالي بواق.
تتفادى الخطوب، إن واجهته،
حين يغرى بالفكر والإطراء.
صامتيٌ، يغدو فتغدو بميناً،
طريق الآجال والأرزاق.
بوعيد وموعٍ كانسحاب،
بين الإرعاد والإبراق.
ومعالٍ أصارها لاجتماع،
شملٌ مال أصاره لافتراق.
وعطايا تأتي رفاقاً، فيصدر،
ن رفاق العافين بعد الرفاق.
مقبل مدبر بعارض جود،
باسط ظله على الآفاق.
وبعزم لو دافع الفجر ما أقـ،
بل وجه للشرق في إشراق.
وجلال لو كان للقمر البد،
لما جاز فيه حكم المحاق.
يصدر الجود عن عطاء جزيل،
منه، والبأس عن دم مهراق.
رسائل عن الفراق والشوق
الرسالة الأولى:
إذا جاء الفراق يوماً..
وجاء بعد الفراق العيد..
فلا تنسَ أن تفرح..
ولا تنسَ أن تضحك..
ولا تنسَ أن تلبس الجديد.
الرسالة الثانية:
إذا قررت يوماً أن تترك حبيباً..
فلا تترك له جرحاً..
فمن أعطانا قلباً لا يستحق أبداً..
منا أن نغرس فيه سهماً..
أو نترك له لحظة ألم تشقيه.
الرسالة الثالثة:
كم هو مؤلم أن أحتاجك ولا أجدك..
وأن أشتاق لك ولا أحادثك..
وأن أحبك وأن لا أكون معك.
الرسالة الرابعة:
الشمس ترسل حبّاً ذهبياً..
والقمر يرسل حبّاً فضياً..
وأنا أرسل لك حبّاً وشوقاً أبديّاً.
الرسالة الخامسة:
الفراق: لسانه الدموع..
وحديثه الصمت..
ونظره يجوب السماء..