نتناول اليوم موضوع آثار سفينة نوح، التي تم ذكرها في الأديان السماوية. يعبر البعض عن اعتقادهم بأنها مجرد أسطورة، بينما يؤكد عدد من العلماء أنها قصة واقعية حقيقية.
تم تفصيل أحداث هذه القصة في القرآن الكريم، وأحد الأدلة الدالة على ذلك هو ما تم العثور عليه من آثار السفينة على جبل أرارات في تركيا. هذا يعزز من كون قصة سفينة نوح ليست خيالية، بل تمثل حقيقة تحمل في طياتها عبرة ودروسًا.
آثار سفينة نوح
آثار سفينة نوح تركها الله تعالى لتكون عبرة للبشرية، حيث يقول سبحانه وتعالى: “ولقد تركناها آية فهل من مدّكر”. لم يتم تحديد الموقع الدقيق لهذه الآثار على مر التاريخ، ولكن بعض الآراء تشير إلى أنها موجودة على جبل في العراق بينما يؤكد آخرون أنها توجد على الجبال بين العراق وتركيا.
ومع ذلك، أثبت القرآن الكريم أن سفينة نوح عليه السلام رست على جبل الجودي، الذي لم يتم تحديد موضعه بدقة بين العراق وتركيا، إلا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة تؤكد وجود آثار السفينة على جبل أرارات شمال شرق تركيا.
أين تتواجد سفينة نوح عليه السلام؟
أظهرت العديد من الدراسات والبحوث العلمية الدلائل على أن آثار سفينة نوح موجودة فعليًا على جبل أرارات في تركيا. فيما يلي بعض المعلومات الهامة حول هذا الأمر:
- جبل أرارات يقع في المنطقة الشمالية الشرقية من الأناضول.
- يبعد عن الحدود الإيرانية بمسافة تصل إلى 16 كم.
- كما يبعد عن الحدود الأرمنية بمسافة تصل إلى 32 كم.
- تعد قمة جبل أغري أعلى قمة في تركيا، إذ يصل ارتفاعها إلى 137 مترًا.
- الأديان السماوية الثلاثة تحدثت عن بناء نوح لسفينته لحماية أتباعه، إضافة إلى الحيوانات والنباتات.
سفينة نوح الحقيقية
جاء تكليف الله لنبيه نوح عليه السلام ليدعو قومه لعبادة الله وطاعته. لكنهم أصروا على الكفر والعصيان، رغم التحذيرات المتكررة لعذاب الله. وقد تعرض نوح لأبشع أنواع السخرية والآلام بسبب دعوته.
أوحى الله لنبيه ببناء الفلك ليكون مأمنًا له ولمن آمن معه، وكذلك ليحتوي على زوجين من كل نوع من الحيوانات والنباتات. ثم أرسل الله طوفانًا عظيمًا أهلك قوم نوح، ليبدأ بعد ذلك نوح ومن معه حياة جديدة في طاعة الله.
مواصفات سفينة نوح
تعددت الآراء حول أبعاد سفينة نوح وتفاصيلها. فأحد الآراء تشير إلى أن ارتفاعها كان 33 ذراعًا، وطولها 660 ذراعًا، وعرضها 50 ذراعًا، بينما يقول آخرون أن ارتفاعها كان 30 ذراعًا، وطولها 80 ذراعًا، وعرضها 50 ذراعًا. ولكن الثابت أنها كانت سفينة قوية ومصممة بشكل فريد.
كان شكل السفينة شبيهًا بطائر، ومطلية بمادة القار من الخارج. كانت تحتوي على ثلاثة طوابق، حيث تم تخصيص الطابق الأول للحيوانات، والثاني للطيور، والأخير للبشر.
سفينة نوح في تركيا
تم تنفيذ العديد من الأبحاث حول آثار سفينة نوح، وتم الإبلاغ عن ما يلي:
- اكتشف الباحث البريطاني رونالد ويات أن السفينة رست على جبل الجودي في تركيا، وهو ما دعمه رجال الدين من خلال النصوص القرآنية.
- كما أظهر الباحثون أن مواصفات السفينة مطابقة تمامًا لما ورد في الأديان السماوية، مما جذب الكثيرين لزيارة المنطقة حيث توجد الآثار التي تعود لنحو مئة ألف عام.
- رغم وجود أدلة تدعم هذه النتائج، فهناك من ينكر وجودها ويعتبرها غير واقعية.
حقائق حول موضع سفينة نوح
بينما يشير القرآن الكريم إلى استقرار السفينة على جبل الجودي، لا يزال موقع هذا الجبل غير محدد. من بين الآراء الأكثر شيوعًا:
- الجبل يقع في مدينة الموصل بالعراق، كما روي عن عبد الله بن عباس وأكد ذلك المفسر الضحاك.
- يرى البعض أن جبل الجودي يقع على الجزيرة، كما قال مجاهد وقتادة.
- وبحسب الزجاج، قد تكون الآثار بالقرب من آمد أو ديار بكر، أو حتى في أرمينية أو على جزيرة ابن عمر.
- كما اقترح البعض أن الموقع قد يكون في تركيا أو بين العراق وتركيا.
اسم سفينة نوح
في القرآن الكريم، تُعرف سفينة نوح بالفلك في عدة مواضع، مما يدل على بعض الصفات الرئيسية لها، مثل:
- وصفها بالفلك المشحون، مما يدل على قوتها وقدرتها على حمل أوزان كبيرة، وهي تمثل شكلًا من قوارب النجاة.
- وفقًا لمعاجم اللغة، يشير الفلك إلى جسم مستدير الشكل يرتفع عن الأرض.
- لم يتم ذكر كلمة “سفينة” إلا في موضع واحد، بينما ذُكرت “فلك” في العديد من المواضيع.
- وُصفت السفينة بالجارية، مما يدل على قدرتها على التحرك فوق سطح الماء.
أين استقرت سفينة نوح
- استقرت سفينة نوح على جبل يعرف باسم الجودي.
- ورغم أن معظم الروايات تشير إلى نفس الجبل، فإن اختلاف الأسماء هو ما يسبب عدم الاتفاق على الموقع الدقيق.
لعل تسميات الجبل تشمل:
- جبل الجودي: الأسمي المُطلق عليه من قِبل المسلمين.
- جبل نوح: الاسم الذي أطلقه الإيرانيون للإشارة إلى مكان استقرار السفينة.
- جبل كاراداغ: الاسم التركي الذي يدل على سطح الجبل المنحدر.
- جبل كاردو: الاسم الذي أطلقه الأكراد.
قصة سفينة نوح
تعتبر قصة سفينة نوح من بين أشهر القصص في التراث الديني الإسلامي، وتوجد أيضًا في التوراة والإنجيل. تروي هذه القصة عن النبي نوح (عليه السلام) الذي أُمِرَ ببناء سفينة لإنقاذ المؤمنين من الطوفان العظيم المحدق بالأرض. تبرز هذه القصة أهمية الطاعة والنجاة من غضب الله.
سبب بناء سفينة نوح
الفساد في الأرض:
- كانت الفترة التي عاشها نوح تشهد فسادًا كبيرًا في المجتمع، حيث عبد الناس الأصنام وارتكبوا المعاصي.
- أرسل الله نوحًا ليعيدهم إلى الصراط المستقيم، لكن استجاب منهم القليل.
عقاب الله للطغاة:
- بعد استمرار الكفر والعصيان، قرر الله الإنزال بعذاب شامل، وهو ما تمثل في الطوفان العظيم.
- أمر الله نوحًا ببناء السفينة لتحمل المؤمنين وأنواع الحيوانات المختلفة.
بناء سفينة نوح ومواصفاتها
الأمر الإلهي:
- تلقى نوح الوحي بخصوص بناء السفينة، وهو أمر يتطلب مواد وأدوات خاصة بالحجم المطلوب.
مواصفات السفينة:
- الحجم: يقدر طول السفينة بحوالي 300 ذراع (تقدير تقريبي بين 150 و 200 متر).
- البناء: صنعت من خشب الساج، وقُطِعَت وأُحكمت بالقار لتكون محكمة ضد تسرب المياه.
- الطابق: تتكون السفينة من ثلاثة طوابق لتوفير المساحة اللازمة للحيوانات والمعدات.
- التصميم: لديها نافذة واحدة بالأعلى للدخول والتهوية، وباب وحيد لدخول الناس والحيوانات.
الصعوبات التي واجهها نوح:
- تعرض نوح للسخرية والاستهزاء بسبب بناء السفينة، خاصة أنهم لم يشهدوا مثل تلك الظاهرة من قبل.
نجاة سيدنا نوح ومن معه في السفينة
البداية:
- بعد انتهاء بناء السفينة، أُمرت نوحًا بركوبها مع المؤمنين، وزوجته، وأولاده، مع أخذ زوجين من كل حيوان للحفاظ على التنوع بعد الطوفان.
الطوفان:
- أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع منسوب المياه، حيث غمرت الأرض بالكامل واستمرت الأمطار لمدة 40 يومًا وليلة.
- خلال الطوفان، كانت السفينة تتقاذف لكنها كانت محمية من الغرق.
النجاة:
- مع انتهاء الطوفان، بدأت المياه تنحسر واستقرت السفينة على جبل الجودي، حيث أرسل الله طائرين، الحمامة والغراب، للتحقق من ظهور اليابسة.
الخروج من السفينة:
- بعد التأكد من جفاف الأرض، أُمِرَ نوح ومن معه بالخروج من السفينة، وبدأوا في إعادة الحياة إلى الأرض.
- أرسل الله نوحًا كرسول للبشرية، وأعاد تعليمه لقومه حول عبادة الله، متعهدًا بعدم إغراق الأرض مرة أخرى، وكانت قوس قزح علامة على هذا العهد.
الدروس المستفادة:
- تبرز قصة سفينة نوح أهمية الطاعة للإرادة الإلهية وضرورة العمل الصالح، وتعكس أيضًا أهمية التوبة والاعتراف بالأخطاء.