يُعتبر الأدب المقارن والأدب العالمي من المجالات الأدبية الأساسية التي تساهم في فهم الثقافات المختلفة حول العالم. يهدف كلاهما إلى تعزيز الحوار الثقافي والانفتاح على التقاليد الأدبية المتنوعة، مما يعكس عمق التجربة الإنسانية من خلال الأدب.
تعريف الأدب
- يُعتبر الأدب مرآة تعكس ثقافة المجتمع، وقد اختلف النقاد والكتّاب حول تقديم تعريف محدد للأدب.
- رغم أن الكثير منهم بذلوا جهدًا لوضع تعريف دقيق، إلا أن تعريف الأدب يبقى متغيرًا مع الزمن والمكان.
- يصف بعض الأدباء الأدب بأنه فن راقٍ، فكتابة الحروف على الورق ليست كافية لتصنيفه كأدب.
- تعتبر الأعمال الأدبية المتنوعة، مثل الدراما والشعر، تعبيراً عن ثقافة شعب معين.
أهمية دراسة الأدب
- تُعتبر الأعمال الأدبية من أبدع ما يُنتَج عبر التاريخ من عقول البشر.
- تظهر أعمال مثل الأدب المصري القديم، والصيني، والأدب اليوناني كعباقرة في هذا المجال.
- وقد تمتد هذه الأعمال من ملحمات هوميروس إلى مسرحيات شكسبير، وكذلك أعمال جين أوستن وشارلوت برونتي ومايا أنجيلو.
- تُظهر هذه الأعمال ثقافات الحضارات المتنوعة، فهي ليست مجرد آثار بل تجارب تُثري العالم اليوم.
- تتفاوت الأعمال الأدبية من عصر لآخر، فمثلاً رواية “موبي ديك” التي كتبها هيرمان ميلفيل عام 1851 اعتُبرت في زمانها عملاً فاشلاً قبل أن تلاقي التقدير لاحقًا.
- ولكن هذه الرواية تُعتبر الآن تحفة فنية يستشهد بها العديد من الأدباء بسبب الرموز المعقدة المستخدمة فيها.
- تمنح قراءة “موبي ديك” للقارئ نظرة ثاقبة على تقاليد الأدب الغربي في تلك الفترة.
الأدب العالمي
- يمثل الأدب العالمي مجموع الأدب القومي لكل بلد، ولكنه يشير أيضًا إلى تداخل الأدب بين الدول.
- لكن الأدب العالمي لا يعني أن الأدب واحد في كل البلدان، حيث أن لكل دولة طابعها الخاص.
- من الضروري أن يقوم الأدباء بدراسة الأدب العالمي، حيث يتطور أدب كل دولة بتفاعلها مع الآداب الأخرى.
- يرجع ذلك إلى غنى تبادل الأفكار الأدبية مما يساعد على تطور الأدب بشكل عام.
- الكثير من الفنانين قد أسهموا في تعزيز هذا التبادل الأدبي.
- في القرن التاسع عشر، شهد الأدب من مختلف الدول تفاعلًا ملحوظًا أسهم في تعزيز الأدب العالمي.
- تأسست مفاهيم الأدب العالمي بشكل أكثر وضوحًا عام 1827 من خلال دراسة الخصائص الأدبية والعناصر المشتركة بين الآداب المختلفة.
- بالفعل، أشار جوته إلى أنه لا يمكن حصر الأدب في حدود جغرافية معينة، وفي عام 1894، صدر أول كتاب يتناول الأدب العالمي بعنوان “تاريخ الأدب”.
- كما نشأ الأدب العالمي نتيجة لتطور العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول وتقدم الأدب في كل بلد.
- يمكننا أن نرى من خلال تاريخ الأدب العالمي أنه شهد تطوراً عبر عصور متعددة، مثل أدب العصر البرونزي والعصور الوسطى والأدب الكلاسيكي.
الكتابة في الأدب العالمي
- يجب على الطلاب الذين يدرسون الأدب العالمي إتقان أسلوب الكتابة الأكاديمية.
- تساعد الكتابة الأكاديمية المعلمين في تنمية التفكير النقدي لدي الطلاب.
- مع ذلك، قد تكون الكتابة الأكاديمية تحديًا، حيث إن بعض الأعمال الأدبية معقدة وصعبة المتابعة.
- وأيضًا، قد تتداخل أساليب الكتابة المختلفة نتيجة لقراءة العديد من الأعمال الأدبية.
الأدب المقارن
- الأدب المقارن هو حقل يجمع بين الأفكار الإبداعية، وقد تم وضع معايير للمقارنة بين الأعمال الأدبية عبر العديد من اللغات منذ وقت مبكر.
- ازدهر الأدب المقارن في الولايات المتحدة نتيجة لهجرة كتّاب من أوروبا هربًا من الاضطهاد.
- كان من بينهم إريك أورباخ وليو سبيتز وإرنست روبرت، الذين أسسوا جامعة أوريغون في عام 1949.
- حاول رواد الأدب المقارن الحفاظ على استثمار قوي في الأعمال الأدبية مثل الروايات والمسرحيات.
- توسعت آفاق الأدب المقارن لتعكس رؤية شاملة للأفكار والثقافات ووسائل الإعلام.
- يستعرض طلاب درجة البكالوريوس والدراسات العليا جوانب الثقافة الإنسانية من العصور الحجرية حتى عصر القراءة الإلكترونية.
- وتتفق جميع الآراء في الأدب المقارن على أهمية الصرامة الفكرية والمشاركة الأخلاقية.
دور الأدب المقارن في تعزيز العالمية للأدب العربي
- الأدب المقارن يمثل نوعًا آخر من النقد الأكاديمي، وقد أحدث تأثيرًا كبيرًا على تطور الأدب العربي.
- لقد أصبحت هذه الدراسة أداة هامة لتعزيز الإبداع في الأدب العربي وضمان توافقه مع خصائص الأدب العالمي، مما ساهم في إطلاق صفة العالمية على الأدب العربي.
إذا كان الأدب العالمي يُعرف بمعناه الاصطلاحي، فإن الأدب القومي (الأدب العربي) قد بلغ مستويات عالية من النضج الفني والفكري من خلال التجارب الإبداعية، مما ساعد في تخطي حدود الأدب القومي.
لقد أظهر الأدب العربي قدرة فريدة على التعبير عن أعماق الروح الإنسانية، كما نال قبولًا ملحوظًا في جميع أنحاء العالم، مُسهلًا له دورًا بارزًا في الإبداع العالمي، سواء كان ذلك في الشعر أو النثر. ويظهر ذلك في ما يلي:
- حصل العديد من الكتاب العرب على جوائز عالمية مرموقة، مثل جائزة نوبل التي نالها الأديب الكبير نجيب محفوظ، وجائزة بجورنسوم.
- بالإضافة إلى جائزة لتوتو المقدمة للأديب أدونيس، وجائزة اليونسكو للأديب محمود درويش.
- وجدير بالذكر أيضًا جائزة غونكور التي حصل عليها الروائي طاهر بن جلون، إلى جانب العديد من الأدباء العرب الآخرين الذين حصلوا على جوائز عالمية.
- نال الأدب العربي اهتمامًا كبيرًا من حركة الترجمة، حيث تهافتت الشعوب على قراءة تلك الأعمال.
- ومن بين المؤلفين الذين تُرجمت أعمالهم نجيب محفوظ ومحمود درويش وأدونيس، إذ تُرجمت أعمالهم إلى أكثر من 75 لغة.
- كما أن رواية “النبي” للكاتب أدونيس حققت شهرة واسعة باعتبارها “the prophet” مع طباعة الملايين من النسخ.
- انتشرت أعمال الشاعر محمود درويش بشكل خاص في ألمانيا وفرنسا.
الفرق بين الأدب العالمي والأدب المقارن
-
الأدب العالمي عبارة عن تجمع لكافة الثقافات والأدب من دول متعددة، مما أدى إلى نضوج الأدب القومي وتبادل الأفكار بين الأمم.
- تلك الظاهرة جاءت بسبب التطور في التواصل الاجتماعي والعلاقات الثقافية.
- بينما الأدب المقارن يُعنى بدراسة ومقارنة الأدب في دول مختلفة.
- كما يقوم الأدب المقارن بمقارنة الأدب مع الفنون الأخرى، مثل الرسم والغناء، التي تعبر عن مشاعر الإنسان.
- فضلاً عن دراسة تاريخ الأدب وتبادل النفوس بين الثقافات، مما يمكّن من توضيح الروابط والتشابهات في الأدب.