أنواع الضحك في علم النفس
تشير الأستاذة صوفي سكوت من كلية لندن الجامعية، المتخصصة في علم الأعصاب الإدراكي للتواصل البشري، إلى وجود تنوع في أشكال الضحك التي يستخدمها الأفراد بناءً على المواقف الاجتماعية المحيطة بهم. وتوضح أن الكثير من الناس يعتقدون أن الضحك مرتبط بالنكات والمواقف الفكاهية، لكن العالم النفسي روبرت بروفينز يرى أن الضحك يعد سلوكاً اجتماعياً. حيث يميل الأفراد إلى الضحك عند تواجدهم مع الآخرين، مما يعني أن جزءاً كبيراً من الضحك يأتي من الحاجة للتواصل والترابط الاجتماعي. في هذا السياق، تبرز سكوت نوعين رئيسيين من الضحك كما يلي:
- الضحك العفوي: يحدث هذا النوع من الضحك عندما يبدأ الفرد في الضحك بدون وعي، ويكون من الصعب عليه التوقف. وعند محاولة السيطرة على نفسه، قد يصدر أصواتاً غريبة، كما قد يواجه صعوبة في التحدث بشكل طبيعي.
- الضحك الاجتماعي: يتسم الضحك الاجتماعي بأنه أقل كثافة مقارنة بالضحك العفوي، ويظهر خلال المحادثات المختلفة. ويكون الضحك سريعاً ويميل إلى الانتهاء بسرعة أيضاً، وعادة ما يتأثر بحسب الظروف الاجتماعية التي يمر بها الفرد.
أهمية الضحك في تعزيز وظائف الجسم
من المؤكد أن القول “الضحك هو أفضل دواء” يحمل الكثير من الصحة. فنظرياً، يؤدي الضحك إلى زيادة معدل ضربات القلب وسرعة التنفس، مما يسهل وصول المزيد من الأكسجين إلى خلايا الجسم ويساعد على استرخاء العضلات. وقد اكتشف الباحث الدكتور ويليام فراي، المتخصص في سيكولوجية الضحك من جامعة ستانفورد، أن مجهود التجديف لمدة عشر دقائق يرفع معدل ضربات القلب بنفس القدر الذي يحققه الضحك لمدة دقيقة واحدة.
الضحك والصحة النفسية
يقدم الضحك فوائد كبيرة للصحة النفسية. فقد أظهرت تجربة أعدها كل من كروفورد وكالتبيانو في عام 2011، والتي تضمنت استخدام برامج لتعزيز مهارات الفكاهة، أن المشاركين الذين خضعوا للتدريب على هذه المهارات حققوا تحسناً في التفكير الإيجابي وانخفاضاً في التفكير السلبي. كما ظهرت عليهم مؤشرات ازدياد الكفاءة الذاتية، والشعور بالتفاؤل، وانخفاض أعراض القلق والاكتئاب مقارنةً بالأفراد الذين لم يتلقوا هذا التدريب.