أهمية الإبدال في علم الصرف وأنواعه
يعتبر موضوع الإبدال والإعلال من الموضوعات الأساسية ضمن علم الصرف. يعرف الإبدال في اللغة بأنه “التغيير”، حيث يُشير الفعل أبْدلَهُ إلى تغيير الشيء. أما من الناحية الاصطلاحية، فالإبدال يعني استبدال حرف بآخر بعد إزالة الحرف الأول، دون إدغام أو قلب. يتجلى الإبدال في العديد من الصور، ويمكن تصنيفه إلى عدة أنواع، كما يلي:
إبدال تاء (افتعل) إلى دال
يتم إبدال تاء الفعل “افتعل” إلى دال في عدة حالات، منها:
- الدّال: كما في الفعل ادَّعى، حيث كان أصله ادِتَعى، ثم أُبدلت التاء دالًا وأدغمت مع الدال التالية.
- الذّال: كما في الفعل اذِدَكَر، الذي كان أصله اذِتَكَر، ثم استُبدلت التاء بدال.
- الزّاي: مثل: ازْدَجر، حيث كان أصلها ازتجر، ثم أُبدلت التاء دالًا.
إبدال تاء (افتعل) إلى طاء
هذا الإبدال يحدث بعد الحروف التي تمتاز بصفة الإطباق، مثل:
- الصّاد: كما في الفعل اصْطَبَر، الذي كان أصله اصتّبِر، وتم استبدال التاء بطاء.
- الضّاد: مثل: اضطرب، التي كانت في الأصل اضتَرِب.
- الطّاء: مثل: اطّلع واطّرد، حيث كان أصلهما اطتلع واطْتَرد.
- الظّاء: كما في الفعل اظطلَم، والذي جاء في أصله اظتلم.
إبدال الواو أو الياء إلى تاء
يحدث ذلك إذا وقعتا في الفعل وزن (افتَعَلَ)، كما في كلمة اتَّصف، التي كانت أصلاً اوتَصَفَ.
إبدال الميم من النون
هذا الإبدال معروف في أحكام التجويد القرآني باسم الإقلاب، ويشترط أن تتوفر حالتان:
- أن تكون النون في حالة السكون.
- أن تأتي النون قبل حرف الباء في الكلمة.
نماذج تطبيقية على الإبدال
- كما ورد في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، تم إبدال تاء الفعل الاصطفاء إلى طاء، نظرًا لأن التاء جاءت بعد حرف إطباق وهو الصّاد.
- في قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)، حدث إبدال الميم من النون (الذي يعرف بالإقلاب) لوجود الشرطين، حيث جاءت النون ساكنة وتبعتها الباء.
- كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ)، أُبدلت تاء الفعل الذي هو في أصله مُزتجر إلى دال.
- وأيضًا في قوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، أُبدلت تاء الكلمة التي كانت أصلها متذكر إلى دال.
- في الآية (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)، الفعل اتَّسق كان أصلاً اوتسق، ولكن تم إبدال الواو إلى تاء؛ لأنها وقعت كفاء الفعل.
- وفي قوله تعالى: (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ)، كان أصل الفعل يوتقي، ولكن أُبدلت الواو تاءً لتناسب وزن الفعل.
- كما في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ)، تم إبدال تاء الفعل الذي كان وزنه اذْتَكَر إلى دال.
- وفي قوله تعالى: (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)، تم إبدال التاء في أصل الكلمة (تصتلون) إلى طاء؛ لأن التاء جاءت بعد حرف إطباق.