أنواع الفصام: هل هناك تمييز؟
الفصام (Schizophrenia) هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على قدرة الأفراد على إدراك الواقع بشكل سليم. يعاني الأشخاص المصابون به من أعراض مثل الهلوسات والأوهام، مما يؤثر بشكل كبير على تفكيرهم وسلوكهم، وبالتالي يعوقهم عن أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
في السابق، كان يُصنف الفصام إلى خمسة أنواع مختلفة، إلا أن هذا النظام تم إلغاؤه لاحقًا بسبب تداخل الأعراض وصعوبة تحديد نوع معين للتشخيص. تم استبدال ذلك بنظام تشخيصي يُعتبر الفصام اضطراباً واحداً، ولكن تحديد النوع قد يسهم في اختيار العلاج الأنسب. لذا، من المفيد معرفة هذه الأنواع لتقديم فهم أفضل.
أنواع الفصام المختلفة
رغم إلغاء التصنيف التقليدي لأنواع الفصام عند التشخيص، إلا أن الإلمام بها قد يسهم في التوصل إلى طريقة علاج ملائمة. الأنواع تشمل:
الفصام البارانويدي
يعرف الفصام البارانويدي (Paranoid schizophrenia) بظهور الهلوسات والأوهام، مثل سماع أصوات غير حقيقية، ومع ذلك لا يتسبب هذا النوع عادة بمشاكل في الكلام أو الحركة، كما أنه يعتبر الأكثر شيوعاً من بين أنواع الفصام.
الفصام غير المنتظم
أما الفصام غير المنتظم (Disorganized schizophrenia) فهو يصنف ضمن الحالات التي لا يشكو المصابون فيها من الهلوسات، ولكن سلوكهم وكلامهم قد يتسم بالفوضى. تكون مشاعرهم سطحية وغير ناضجة، وقد تظهر تعبيرات وجه غير متناسبة، مما قد يمنعهم من أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
الفصام الجامودي
الفصام الجامودي (Catatonic schizophrenia) يتميز بوجود أعراض فصام متكررة إضافة إلى مشاكل حركية، حيث يمكن أن يظهر المصاب في حالة من فرط الحركة أو انعدامها، أو حتى الرفض التام لأي تفاعل مع المحيطين به.
الفصام غير المتمايز
يشير مصطلح الفصام غير المتمايز (Undifferentiated schizophrenia) إلى الحالات التي يظهر فيها المريض مجموعة متنوعة من أعراض الفصام، دون أن تنطبق على نوع محدد مثل الفصام الجامودي أو البارانويدي.
الفصام المتبقي
يتعلق الفصام المتبقي (Residual schizophrenia) بأعراض سلبية خفيفة تؤدي إلى تشخيص الفصام، رغم غياب الهلوسات أو السلوكيات الغريبة. قد يتمكن الأفراد من ممارسة حياتهم اليومية، لكنهم يعانون من اعتقادات غير عقلانية وصعوبة في التعبير عن المشاعر، بالإضافة إلى ميل للانطواء عن الأنشطة الاجتماعية.
الأسباب المحتملة للفصام
على الرغم من عدم وجود أسباب محددة للفصام، هناك عوامل عديدة قد تساهم في ارتفاع خطر الإصابة بأنواعه، ومنها:
- العوامل الوراثية، خصوصًا إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصاباً بالمرض.
- الاضطرابات في المواد الكيميائية والنواقل العصبية بالدماغ.
- المعاناة من مشاكل صحية خلال فترة الحمل، مثل الولادة المبكرة أو نقص الأكسجين.
- التعرض للضغوط النفسية أو العنف أو الصدمات.
علاج الفصام: هل هو ممكن؟
علاج الفصام يتطلب متابعة مدى الحياة، حتى في حال اختفاء الأعراض. يتمثل العلاج غالبًا في الأدوية التي تخفف من الأعراض، وقد يلجأ الطبيب إلى استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية، بالإضافة إلى العلاجات النفسية والاجتماعية التي تساعد المريض على التواصل مع الآخرين. يحدد الطبيب الخطة العلاجية الأنسب لكل حالة بناءً على خصوصياتها.