أنواع الصورة الشعرية
تنقسم الصور الشعرية إلى عدة أنواع، تشمل:
- الصورة الشعرية المفردة
في هذا النوع، يعكس الشاعر التشابه الواقعي واللفظي بين العناصر، مراعياً عدم الاعتماد على المعاني النفسية. على سبيل المثال:
أرْعَى الكَواكِبَ في السماء كأن لي
::: عند النُّجومِ رَهِينِةً لم تُدْفَـعِ
- الصورة الشعرية المركبة
يجمع الشاعر بين المشاهد التي تلتقطها عينه والمشاعر التي يدركها قلبه. ويستند بذلك إلى اللغة والعاطفة والخيال، مثال على ذلك:
قريضي توحيه إلي قرحتي
فأشدوا به شذوا به يخلب اللب
- الصورة الشعرية الكلية
تتجلى في هذا النوع من الصور معاني التجسيد، النفس، والتعبير عن التجارب. كمثال:
حمامة الروض قد هيجت أشجاني
لما شدوت بلحن منك أبكاني
هل أنت مثلي في ود و في شجن
نأيت قبلي عن أهل و جيران
هيّا نردد أهازيج مروعة
نعزف على وتر في القلب رنّان
فكل ما هنا يدعو لأغنية
أسيفة، من فؤاد بركان
مفهوم الصورة الشعرية
تُعتبر الصورة الشعرية تعبيراً لغوياً وبلاغياً تشمل قمة الهيكل البنائي للقصيدة. تُشكّل مجموعة من الروابط التي يخلقها الشاعر ليعكس انفعالاته الخاصة. تتبلور الصورة في خيال الشاعر بالتوازي مع نضوج النص الشعري، مما يعكس جمال النص وقوة دلالته من خلال إحياء الصور الشعرية، وليس عبر التصريحات المجردة والمبالغة.
تُعد الصورة الشعرية عنصراً أسلوبياً يميز كل شاعر عن الآخرين، كونها تعكس ردود أفعال الشاعر تجاه انفعالاته من خلال تجربته الفنية. وتعمل بمثابة الوسيط الفني الذي يحقق التوازن بين المطلوب والمنجز، وتقرب المشاعر والأحاسيس إلى التعميم بدلاً من التصوير والتخصيص، مما يسهم في استكشاف الشاعر وتجربته وأبعادها.
أدوات الصورة الشعرية
تعتمد الصورة الشعرية على ثلاث أدوات رئيسية، هي:
- التشبيه: وهو مقارنة بين طرفين أو أكثر يُراد فيه إشراكهما في صفة معينة، مع ضرورة ذكر الطرفين وهما المشبه والمشبه به.
- الاستعارة: وهي تشبيه تم حذف أحد أطرافه.
- الكناية: وهي تعبير يُستخدم للدلالة على معنى لازم، مع جواز إرادة المعنى الحقيقي.
مكونات الصورة الشعرية
تتكون الصورة الشعرية من عدة عناصر، تشمل:
- مكون اللغة: تُعتبر اللغة ركيزة الصورة الشعرية وهي التعبير الفعلي المستخدم في الشعر الذي يشكل الصورة التي يود الشاعر التعبير عنها.
- مكون العاطفة: تمثل الروح التي تضفي على الكلمات الحالة الوجدانية والنفسية للشاعر.
- مكون الخيال: يسمح هذا العنصر للغة والعاطفة بتحديد معالم الصورة، مما يمكن المتلقي من التفاعل معها بالشكلي والمضموني.
وظائف الصورة الشعرية
تمتلك الصورة الشعرية، بجميع مكوناتها وأنواعها، وظائف متعددة تتحدد حسب السياق الذي تظهر فيه. ومن أبرز هذه الوظائف:
- الوظيفة الجمالية: وهي الوظيفة الأساسية في الصورة الشعرية، إذ يدور الشعر حول تقديم المعنى بشكل جمالي بعيداً عن اللغة التواصلية.
- الوظيفة التعبيرية الانفعالية: تُستخدم تلك الوظيفة عندما يرغب الشاعر في التعبير عن حالته الوجدانية، وما يخالج صدره من مشاعر مثل التجربة الرومانسية.
- الوظيفة التعبيرية الإيحائية: تتحقق هذه الوظيفة عندما يستخدم الشاعر الصورة الشعرية لثراء النص بالكثير من الدلالات التي يستنتجها القارئ عبر التأويل.
المؤدى الوظيفي للصورة الشعرية
يقوم النص على مجموعة من الأسس التي تمنحه الانطباع الجمالي والمعنوي، وتعتبر الصورة الشعرية من الأسس الجوهرية المؤثرة في النص، مما يتيح له مجالاً لقراءات متعددة نظراً لاختلاف تأثيرها بين القراء. لذا، يُمكن القول إن لها مؤديات وظيفية شائعة بين الشعراء، من خلالها تتوضح أفكارهم وتُعبر انطباعاتهم ورؤاهم، تشمل:
- تقريب المعنى وتمكينه.
- تجسيد التجريد.
- نقل تجربة الشاعر.
- إيصال التجربة للآخر.
مصادر الصورة الشعرية في العصر الحديث
تتعدد مصادر الصورة الشعرية في العصر الحديث، ومنها:
- مصادر تجريبية: وهي ما يختبره الإنسان تبعاً لحاجاته في الحياة ومعايشته للبيئة التي يحيى فيها الشاعر.
- مصادر ثقافية: وهي تتعلق بمخزون الشاعر الفكري وتراثه الثقافي، حيث تُساعد هذه الجوانب على الكشف عن المقاصد الخفية للنص، وتضفي عمقاً وتأثيراً على الشعر، مما ينقذ الصورة من الانزلاق نحو النثرية والتقريرية.