أماكن انتشار صخور البازلت
تشتهر صخور البازلت بتواجدها الواسع في العديد من مناطق العالم، وخاصة في أعماق الأرض وقواعد المحيطات. تصل هذه الصخور إلى سطح الأرض نتيجة لثوران البراكين، حيث تتدفق الحمم البركانية الغنية بالمعادن، وتنخفض درجة حرارتها لتتحول إلى صخور صلبة. يمكن تصنيف البيئات التي تتواجد فيها إلى ثلاث مناطق رئيسية:
الحدود المحيطية المتباعدة
يتم إنتاج معظم صخور البازلت في هذه البيئات عند حدود الصفائح المحيطية، حيث يحدث نشاط بركاني شديد يساهم في خروج الحمم المنصهرة من قاع المحيطات إلى السطح، والمعروف بالشق البحري. تتمتع الحمم الساخنة بالقدرة على الانتقال من الأعماق إلى الأعلى، وحينما تتعرض للتبريد، تنكمش وتتشكل من خلالها تجمعات من الصخور البازلتية.
النقاط الساخنة المحيطية
تنتشر النقاط الساخنة في المحيطات، مما يؤدي إلى حدوث ثورات بركانية متكررة، حيث تتصاعد الحمم البركانية وتؤدي إلى تكوين براكين مخروطية تتكون أساسًا من صخور البازلت، والتي تتطور في النهاية إلى جزر أو سلاسل من الجزر البركانية، كما هو الحال في مجموعة جزر هاواي.
النقاط الساخنة القارية
تتشكل هذه الأنواع من النشاط البركاني تحت القشرة الأرضية، حيث تتواجد نقاط ساخنة تنفجر وتخرج كميات ضخمة من الحمم البركانية عبر الشقوق في سطح الأرض. قد تستغرق عمليات الانفجار هذه ملايين السنين لتتكامل، مما يؤدي إلى تكون أعمدة من البازلت، مثل نهر كولومبيا البازلتي في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأعمدة البازلتية حول العالم
تكون الأعمدة البازلتية بشكل طبيعي نتيجة لتعرض الحمم البركانية للتبريد والانكماش السريع، مما يؤدي إلى تكوين أعمدة صخرية بأشكال سداسية وخماسية، والتي تعود تكوينها إلى مئات السنين. ومن أبرز هذه الأعمدة:
الجسر العملاق
يعتبر الجسر البازلتي واحدًا من أكثر المعالم شهرة في العالم بين الأعمدة الصخرية. تشكل الجسر كهضبة بركانية نتيجة لخروج الحمم البركانية على الشواطئ الإيرلندية منذ حوالي 50 إلى 60 مليون سنة. اليوم، يعد هذا المعلم وجهة سياحية ومحمية طبيعية للطيور والحيوانات، وقد تم إدراجه كأحد مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو.
كهف فينغال
يتواجد كهف فينغال في جزيرة ستافا بأسكتلندا، ويضم أعمدة بازلتية مرتبة على جدرانه. ينجذب السياح لزيارة الكهف ليتأملوا الأعمدة ويستمتعوا بالأصداء الطبيعية المميزة داخل الكهف، بالإضافة إلى تجربة السير على الممرات بين الأعمدة.
سفارتيفوس
يقع عامود البازلت الذي يعرف باسم سفارتيفوس في الحديقة الوطنية بجنوب آيسلندا، ويتميز بلون صخوره البركانية الداكنة ودفق المياه المتساقط منه. يُعتبر جزءًا هامًا من المعالم المعمارية، حيث تم اقتباس تصميم المسرح الوطني من هذا العامود، ويمكن للزوار رؤية الشلال الأسود دون إمكانية السباحة بسبب إمكانية تعرض صخوره للتصدع.
كيب ستولباتشاتي
تقع هذه المنحدرات البازلتية ذات الشكل السداسي في جزيرة كيب ستولباتشاتي بين روسيا واليابان. تتميز بلونها الرمادي وانحدارها الحاد، مما يجعلها تشبه درجات السلم التي تصب في المحيط. يعود السبب في تكوينها إلى ثوران بركان منديليف.
لوس أورغانوس
تقع الأعمدة البازلتية لوس أورغانوس على الساحل الشمالي لجزر الكناري في إسبانيا، حيث يصل ارتفاعها إلى 800 متر عن سطح البحر وتتميز بشكلها الشبيه بالأنابيب. نتج تشكيل هذه الأعمدة من ارتفاع كميات هائلة من الحمم البركانية التي تعرضت مع مرور الوقت لعوامل التجوية الفيزيائية، مما أظهرها بالشكل الحالي.