تتباين أعراض التسمم الغذائي البسيط بشكل كبير من نوع إلى آخر، حيث تظهر بعض الأعراض بسرعة بينما تحتاج حالات أخرى إلى بضع ساعات أو حتى يوم كامل للظهور. تعرف معنا على الأعراض، كيفية العلاج، ووسائل الوقاية من التسمم الغذائي.
أعراض التسمم الغذائي البسيط
في الوقت الحالي، أصبحت حالات التسمم الغذائي شائعة، وذلك بسبب تفشي الأوبئة والجراثيم.
يمكن أن تنتقل هذه الجراثيم إلى الأغذية، سواء كانت منزلية أو جاهزة، بشكل سهل، مما يؤدي إلى حدوث أعراض التسمم الغذائي.
قد يحدث التلوث نتيجة لطرق غير صحيحة في تحضير الطعام، لذا فإن هناك استراتيجيات للوقاية منه. وقد تم تقسيم التسمم الغذائي إلى نوعين: النوع البسيط الذي لا يتطلب علاج، والنوع الخطير الذي يتطلب الرعاية الطبية.
إليك أبرز الأعراض التي تشير إلى وجود تلوث غذائي بسيط:
- ألم مستمر في البطن بعد تناول الطعام أو الشراب.
- إسهال مستمر طوال اليوم.
- قيء يحدث بعد الأكل بساعتين أو أقل.
- ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
- قد تظهر أعراض التسمم الغذائي بعد تناول الأطعمة وتستمر لعدة أيام. ولكن هناك بعض الأعراض تحتاج إلى استشارة الطبيب فوريًا.
أسباب التلوث الغذائي
يظهر التلوث الغذائي كاستجابة لوجود بكتيريا ضارة في الأطعمة الملوثة.
يمكن أن يحدث هذا التسمم نتيجة إعداد الطعام بطرق غير صحية. وقد تختلف أسباب التسمم الغذائي بناءً على مستوى تلوث الطعام أثناء التحضير، ومن هذه الأسباب:
البكتيريا
تعتبر البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي، حيث تختلف الأنواع وأشهرها هي السالمونيلا.
هذا النوع غالبًا ما يرتبط بمنتجات حيوانية مثل البيض والحليب والدجاج والخضراوات النيئة.
يوجد نوع آخر يرتبط بالأسماك النيئة أو التي لم تُطهى جيدًا، وبكتيريا الليستيريا التي تنمو عادة في درجات حرارة منخفضة مقارنة بالأنواع الأخرى.
يمكن أن تتواجد أيضًا في الجبن النيء واللحوم، ويعتبر هذا النوع من البكتيريا من أخطر الأنواع وقد يؤدي إلى حالات وفاة نادرة.
النوع الثالث هو بكتيريا E. coli، والتي تتواجد في الماء والمكسرات ولحم البقر، مما يسبب الإسهال المائي.
تظهر البكتيريا عموماً نتيجة عدم استخدام أدوات مطبخ نظيفة أثناء التحضير، بالإضافة إلى درجات الحرارة العالية التي تؤدي إلى فساد الطعام.
الطفيليات
رغم أن التسمم الغذائي الذي تسببه الطفيليات أقل شيوعًا، إلا أنه أكثر خطورة. من أبرز الطفيليات المسببة للتسمم هو طفيلي Toxoplasma، الذي يرتبط بتربية القطط وفضلاتها.
يمكن أن يعيش هذا الطفيلي في جهاز الهضم لسنوات طويلة دون أن يتم اكتشافه.
الفيروسات
فيروس Hepatitis A هو من أشهر الفيروسات التي تسبب التسمم الغذائي، بالإضافة إلى العديد من الفيروسات الأخرى المنتشرة.
يعتبر التسمم الغذائي الناتج عن الفيروسات أكثر خطرًا وقد يؤدي إلى الوفاة. تنتقل هذه الفيروسات من شخص إلى آخر ومن الأطعمة الملوثة.
الأعراض الأكثر خطورة للتسمم الغذائي
توجد أنواع بسيطة من التسمم الغذائي التي لا تحتاج إلى تقييم طبي، بينما توجد أنواع أخرى أكثر خطورة مثل:
البكتيريا الليسترية
هذه البكتيريا تعد من أخطر الأنواع، خاصة على النساء الحوامل، حيث قد تؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
الأطفال الناجون من هذه الإصابة قد يعانون من مشكلات صحية عديدة لاحقًا.
بكتيريا E. Coli
تشكل هذه البكتيريا خطرًا كبيرًا على الكبار والأطفال على حد سواء، حيث قد تؤدي إلى الفشل الكلوي. من أعراضها البارزة هو الإسهال الدموي، مما يتطلب زيارة الطبيب بشكل عاجل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يتعين عليك زيارة الطبيب في حال استمرار القيء بعد الأكل عدة مرات، خصوصًا إذا كان المصاب طفلًا أو مسنًا أو مصابًا بأمراض مزمنة.
هناك أيضًا أعراض أخرى تتطلب استشارة طبية عاجلة، منها:
- ارتفاع درجة الحرارة الثابتة التي لا تنخفض حتى باستخدام المسكنات.
- إسهال متواصل لأكثر من يومين.
- وجود دم أثناء التبرز أو في اللعاب أو التقيؤ.
- ضعف الرؤية.
- إعياء عضلي.
- دوار مستمر.
- غالبية حالات التسمم الغذائي لا تحتاج إلى أدوية، لكن إذا كانت الحالة متزايدة الخطورة، يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية بعد تحليل عينة من البراز لتحديد سبب التلوث.
علاج التسمم الغذائي دون الحاجة إلى طبيب
يمكن علاج التسمم الغذائي البسيط بنفسك ومتابعة الأساليب اللازمة للشفاء.
على سبيل المثال، إذا ارتفعت درجة حرارتك، يمكنك مساعدتها على الانخفاض من خلال تناول المسكنات والاستحمام بماء بارد، ولكن إذا استمر الأمر، يجب استشارة الطبيب.
يجب شرب كميات كبيرة من السوائل لتجنب الجفاف، مثل الماء أو العصير المخفف غير المحلى بشكل منتظم.
يمكنك أيضًا استخدام المحاليل التي تساهم في منع الجفاف الناتج عن الإسهال أو القيء.
مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي
الجميع معرضون للخطر، لكن هناك فئات محددة تُعتبر أكثر تعرضًا، حيث يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي في بعض الأحيان إلى الوفاة. تشمل هذه الفئات:
كبار السن
ضعف الجهاز المناعي مع تقدم العمر يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا الضارة.
الحوامل
التغيرات الهرمونية والدورانية تزيد من مخاطر التسمم الغذائي حتى من أبسط الأسباب، مما يعرض الجنين للخطر.
الأطفال
عدم اكتمال جهازهم المناعي يجعلهم أكثر عرضة لمخاطر التسمم الغذائي.
أصحاب الأمراض المزمنة
الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري تؤدي إلى ضعف المناعة مما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.
الوقاية من التسمم الغذائي
يجب اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي التسمم الغذائي، ومنها:
- فصل الأطعمة المطبوخة عن النيئة، وتخصيص أماكن لكل نوع.
- غسل اليدين جيدًا وتعقيمها قبل إعداد الطعام، بالإضافة إلى تنظيف الأدوات والأسطح بالماء الدافئ والخل.
- طهي الطعام عند درجات حرارة مناسبة للقضاء على الجراثيم.
- الحفاظ على درجات حرارة الطعام بعد الشراء، خصوصًا في فصل الصيف.
- تجنب فك الطعام المجمد في درجة حرارة الغرفة، ويفضل فعل ذلك في الثلاجة.
- يتجنب تذوق الطعام المشتبه في فساده، بل يجب التخلص منه فورًا.
نظرًا لخطورة التسمم الغذائي على الأطفال والحوامل وكبار السن، يجب توخي الحذر تجاه الأطعمة التالية:
- اللحوم والدواجن والأسماك النيئة.
- الأطعمة النيئة بوجه عام.
- البذور النباتية غير المطبوخة.
- اللحوم المدخنة والمجمدة.
- الأجبان والمنتجات اللبنية غير المبسترة.