أهمية الثبات على دين الله
يعتبر الدين أحد الأركان الأساسية التي يسعى العدو للإضرار بها في أي أمة، ولذلك فهو يمثل عنصر التمايز الذي يميز المسلمين عن باقي المجتمعات. وقد تجلى هذا المعنى في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النار”، مما يعبر عن ما يملكه المسلمون من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو كثيراً قائلاً: “يا مُقلِّبَ القلوب ثبِّت قَلبي على دينِكَ”، وهذا يدل على ضرورة التوفيق الإلهي والرحمة لتحقيق الثبات على الدين.
أهم الأسباب التي تعزز الثبات على الدين
هناك عدة أسباب تساهم في المحافظة على الثبات على دين الله والهداية، ومنها:
تجنب المحرمات
يسعى المسلم جاهداً لعدم الاقتراب من ما حرمه الله، مُبتعداً عن هوى النفس وشهواتها، حيث إن اتباع هذه الأهواء قد يؤدي إلى فقدان الطريق المستقيم. وكلما ابتعد العبد عن صراط الله، زادت فرص وساوس الشيطان التي قد تُضعف إيمانه، مما يجعل المرء ينحرف نحو ما حرّم الله.
صحبة الصالحين
إن التواجد مع عباد الله الصالحين يشجع المسلم ويساعده في طاعة الله -تعالى-، ويُعتبر من وسائل مغفرة الذنوب. كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ”. في المقابل، من ألد أعداء الاستقامة هم الرفقاء السوء الذين يزينون المعصية ويدفعون إليها.
قراءة القرآن
تُعتبر قراءة القرآن من أبرز الأسباب التي تعزز الثبات والاستقامة، خصوصاً إذا تمت هذه القراءة في الليل. فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل ويقرأ حتى تتفطر قدماه. وإذا قارن المسلم بين الوقت الذي يخصصه لقراءة جزء من القرآن وأوقات اللهو، فإن الوقت المستغرق في قراءة القرآن قد يكون قليلاً، لكنه يترك أثراً كبيراً على الاستقامة والقرب من الله.
طلب العلوم الشرعية والدينية
يساهم في معرفة الله وفهم الدين، حيث إن من أراد الله به خيراً يُفقهه في الدين، وهذا يتطلب التفاعل مع كتاب الله وسنة نبيه وفهم أحكامهما. ومن تمسك بهما، فقد نجا من وساوس الشيطان.
محبة العلماء والتعلم منهم
إن مجالس العلماء تُعتبر من أهم مصادر الذكر والمعرفة والاقتراب لله، حيث توفر للمسلم انشراحاً وطمأنينة في قلبه، كما أن الجلوس مع العلماء يُجلب الخير والبركة، فهم ورثة الأنبياء.
العمل بالقرآن والسنة
يستلزم ذلك الإيمان بالآيات والأحاديث النبوية، وفهمها والعمل بمضمونها، وطاعة الله ورسوله، والاستفادة من المواعظ الموجودة فيها.
الدعاء بالهداية والثبات
يجب على المسلم التوجه إلى الله بالدعاء الصادق، مُخلصاً في طلب الهداية والثبات، كما جاء في قوله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”.
العمل على زيادة الإيمان
يشمل ذلك القيام بالعبادات، والتفكير في عظمة خلق الله، والنظر في مظاهر وحدانيته وصفاته الربوبية.