أنواع الديدان الرئيسية
تتميز الديدان (Worms) بخصائص مشتركة تجعلها كائنات بسيطة تتبع صنف اللافقاريات، حيث تمتاز بأجسامها الرفيعة والطويلة، وافتقارها للأرجل، كما تتمتع بنهايات مميزة عند الرأس والذيل. تتميز أدمغتها بكونها بسيطة للغاية، ولديها الأنسجة والأنظمة والأعضاء التي تدعم الوظائف الحيوية اللازمة للبقاء.
تنتمي الديدان إلى عدة فصائل بناءً على نوعها، ومن بين الفصائل الرئيسية نجد: الديدان المفلطحة (Platyhelminthes)، والديدان المجزأة (Annelida)، والديدان الدبوسية والمستديرة (Nemertea).
الديدان المفلطحة
تعتبر الديدان المفلطحة أو المسطحة (الاسم العلمي: Opisthorchiidae) من الأنواع التي تأخذ تسميتها من شكلها المسطح للغاية. تعيش هذه الديدان بصورة مستقلة في البيئات المائية أو كطفيليات على الكائنات الحية، حيث تتغذى على مواد مضيفها، ويُصنّف حوالي 80% من هذا النوع كديدان طفيلية.
خصائص الديدان المفلطحة
تمتاز الديدان المسطحة بعدد من الخصائص الفريدة، منها:
- هي متعددة الخلايا.
- تمتلك أجسامًا مسطحة ورقيقة.
- تظهر تماثلًا جانبيًا (أي أن الجانب الأيسر يماثل الجانب الأيمن).
- تمتاز برأس في المقدمة يحتوي على أنسجة عصبية وأعضاء حسية مركّزة.
- تُعتبر خنثى، حيث يحتوي الفرد الواحد على أعضاء تناسلية للجنسين.
- تمتلك أنسجة، مثل النسيج الإسفنجي الضام الذي يملأ الفراغ بين الأعضاء.
- تنقصها التجاويف الجسميّة، مما يسبب عدم وجود أنظمة هيكلية أو تنفسية أو دموية متخصصة.
أمثلة على الديدان المفلطحة
تنقسم الديدان المفلطحة إلى ثلاث فئات، كما يلي:
- المنطقيات (Cestoda)
الديدان الشريطية أو المنطقيات هي ديدان تتطفل على الجهاز الهضمي للإنسان والحيوانات، مسببةً الأمراض المعدية. تستخدم الديدان الشريطية مصاصات خاصة للارتباط بجدار الأمعاء، مما يمكنها من امتصاص المواد والعناصر الغذائية من مضيفها.
- التربلايريا (Turbellaria)
تتميز هذه الفئة بشكلها المسطح المستطيل وتعيش بشكل مستقل في البيئات المالحة والعذبة والتربة الرطبة. تمتلك التربلايريا أهدابًا تساعدها على الانزلاق في بيئتها، وتستخدم حركة الزحف السريعة للتنقل على مسافات قصيرة، وهي غير طفيليّة وتعتمد في غذائها على القشريات والديدان الصغيرة والبروتوزوا.
- المثقوبات (Trematoda)
تعيش المثقوبات في مناطق مثل الشرق الأوسط والمناطق الاستوائية، وتعمل على نشر الأمراض بين الحيوانات والإنسان، إذ إنها تتغذى على الخلايا الحية، وتُصنّف بحسب الكائن المضيف، مثل المثقوبة في الدم أو المثقوبة في الكبد.
الديدان الأسطوانية
يمكن تعريف الديدان الأسطوانية (الاسم العلمي: Strongyloides) ككائنات نحيلة بأشكال أسطوانية، وتمتاز بتناظرها الجانبي، ويبلغ طول معظمها أقل من 2.5 ملم. وقد تصل بعض الأنواع إلى أكثر من متر في البيئات البحرية.
تعيش هذه الديدان في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك اليابسة والماء، وتعتبر من الديدان الطفيلية المسببة للأمراض في الإنسان والحيوانات والنباتات.
خصائص الديدان الأسطوانية
من أبرز خصائص الديدان الأسطوانية ما يلي:
- تمتلك جهازًا هضميًا كاملًا يتكون من فم وجهاز إخراج وقناة هضمية.
- يغطي جسم الدودة الأسطوانية حلقات أو هياكل أو شعيرات.
- يمتلك رأس الدودة شعيرات حسية وأعضاء حسية دقيقة.
- تحتوي على جهاز إخراج في نهاية الأمعاء ويمتاز بالحفاظ على الفضلات عبر فتحة الشرج.
- تمتلك جهازًا عصبيًا بسيطًا يرتبط بدماغ ابتدائي يتخذ شكل حلقة، ولها أربعة أعصاب تمتد على طول الجسم.
- لا توجد معدة بل أمعاء تفرز الإنزيمات الهاضمة لتكسير الطعام وامتصاص المواد الغذائية.
- تمتلك فمًا بخطوط شفاه مرتبة وغالبًا ما تحتوي على مجموعة من الأسنان.
أمثلة على الديدان الأسطوانية
من أشهر الأمثلة على الديدان الأسطوانية:
- دودة الإسكارس (Ascariasis)
تعتبر دودة الإسكارس من الديدان الطفيلية الأكثر انتشارًا بين البشر، حيث تتواجد في أكثر من 807 مليون إلى 1.2 مليار حالة عالمية، خاصة في المناطق التي تعاني من تدني مستوى الصرف الصحي، مما يؤدي إلى تلوث الطعام ببيوضها.
عند تناول الطعام الملوث ببيض الإسكارس، يفقس البيض في الأمعاء وتخرج اليرقات التي تخترق جدران الأمعاء وصولًا إلى الدم لتنتشر إلى الجهاز التنفسي ثم البلعوم، مما يؤدي إلى انتقالها مجددًا إلى الأمعاء الدقيقة كديدان بالغة بخصائص تتراوح في الطول بين 15-51 سم وقطرها من 0.25 – 0.5 سم.
- دودة الأنكلستوما (Ancylostomiasis)
تعتبر دودة الأنكلستوما من أكثر الديدان المعوية انتشارًا في المناطق الاستوائية، إذ تعيش وتتكاثر في المناطق الرطبة والدافئة. يبدأ دورة حياتها عند تفريغ البيض داخل التربة الرطبة والحارة، حيث تظهر اليرقات بعد 3-4 أسابيع.
يمكن أن تنتقل العدوى عبر اختراق اليرقات للجلد في حال الجلوس على التربة الملوثة أو المشي حافي القدمين، وكذلك عن طريق تناول طعام ملوث ببيض الأنكلستوما، حيث تقوم الدودة بربط نفسها بجدار الأمعاء لتمتص الدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم.
- الديدان الدبوسية (Pinworm)
تعد الديدان الدبوسية من الأنواع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة، وغالبًا ما تُصاب المدارس والأطفال. تقدر الإصابات بنحو 20 إلى 42 مليون حالة، وتُشخص من خلال العثور على البيض أو الديدان البالغة حول فتحة الشرج، مما يتسبب في حكة شديدة.
الديدان الحلقية
تُعرف الديدان الحلقية (الاسم العلمي: Oligochaeta) بالديدان المجزأة، حيث تتميز بأجسام مستطيلة مقسمة بواسطة أخاديد، مما يقسم المساحة الداخلية لجسمها إلى سلسة من المقصورات.
تعيش هذه الديدان في البيئات المائية والبرية، ويمكن أن تتراوح أحجامها من عدة مليمترات إلى 3 أمتار.
خصائص الحلقيات
تمتاز الديدان الحلقية بعدد من الخصائص الهامة، منها:
- هي متناظرة ثنائيًا.
- تمتلك بشرة جلدية ناعمة ورقيقة.
- تحتوي على تجويف في داخل جسمها.
- تمتاز بنظام دوران مغلق وحقيقي.
- تمتلك جهاز إخراج وجهاز عصبي.
- تتمتع بجهاز هضمي متطور ومتكامل.
- تميل أجسامها إلى الاحمرار بفضل صبغة الهيموجلوبين.
أمثلة على الحلقيات
تشمل أمثلة الديدان الحلقية:
- دودة الرمل (Lugworms).
- دودة الأرض (Earthworm).
- كثرة الأشواك (Polychaetes).
- العلقات (Leeches).
الأنواع الشائعة من الديدان المتطفلة على الإنسان
تشمل أشهر أنواع الديدان الطفيلية التي تصيب الإنسان ما يلي:
- ديدان الشعرنية (Trichinosis worms)
هي ديدان تتغذى على جسم الإنسان وتسبب مرض يطلق عليه داء الشعرينات، حيث تصل إلى الجسم من خلال تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا، وتنقل يرقات الشعرية إلى أمعاء الإنسان حيث تنضج وتنتقل إلى الأنسجة والعضلات.
- الديدان الدبوسية (Pinworms)
تعتبر نوعًا من الديدان الأسطوانية الطفيلية التي تعيش في القولون والمستقيم، حيث تضع الأنثى البيض حول فتحة الشرج. على الرغم من أن هذا النوع من الديدان غير مؤذي، إلا أنه سهل الانتشار ويعيش في الملابس والفراش.
- الديدان الشريطية (Tapeworm)
تعد من الديدان المفلطحة التي تنتقل عبر تناول الماء الملوث ببيضها أو عبر استهلاك اللحوم غير المطبوخة.
- الديدان الشصيَّة (Hookworms)
هي من الديدان الأسطوانية التي تعيش في الأمعاء الدقيقة، وغالبًا ما تكون أطوالها أقل من 1.27 سم، وتنتقل إلى الجسم عبر البراز أو التربة الملوّثة.
- الدودة المثقوبة (Flukes)
تُعتبر الدودة المثقوبة إحدى أنواع الديدان المفلطحة، وتنتقل العدوى إلى الإنسان عبر استهلاك النباتات المائية مثل الجرجير الخام، وكذلك من خلال مياه ملوثة، حيث تعيش بعدها في الأوعية الدموية أو الأمعاء أو أنسجة الكائن المضيف.