يُعتبر العالم ثورندايك واحدًا من أبرز العلماء في مجال علم النفس في الولايات المتحدة، وحقق شهرته في بداية القرن العشرين.
لقد كان له تأثير كبير على تطوير نظم التعليم الحكومية في أمريكا من خلال نظريته في التعلم، التي ترتبط بسلوكيات الإنسان وتؤكد على أن تصرفات الأفراد تعتمد على تجاربهم السابقة.
حياة العالم ثورندايك
وُلد العالم الفذ ثورندايك في 13 أغسطس عام 1874 في مدينة ويليامسبورغ. درس في جامعة ويسليان وحصل على درجة علمية متقدمة في علم النفس، بالإضافة إلى:
- استكمل ثورندايك دراساته العليا في جامعة هارفارد المرموقة.
- نال شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا في سن 23، وتزوج عام 2003 من إليزابيث مولتون وكوّن أسرة سعيدة.
- ركز اهتمامه أثناء فترة دراسته على تقييم التعليم واختبارات الفهم والذكاء.
- شغل وظيفته الأولى كمعلم في جامعة وسترن ريسرف، حيث عمل لمدة سنة واحدة فقط.
- أصبح عضوًا في هيئة التدريس بجامعة كولومبيا بعد تعيينه فيها، وانضم إلى جمعية المعلمين عام 1899.
- تقاعد ثورندايك عام 1940 بعد مسيرة تعليمية حافلة، وتولى أيضًا منصب رئيس الجامعة الأمريكية.
نظرية ثورندايك في التعليم
طور ثورندايك العديد من النظريات المؤثرة التي تعكس رؤيته حول التعليم في الوقت الحالي، ومن أبرزها:
النظرية الترابطية
- كان ثورندايك خبيرًا في علم النفس وسلوكيات الإنسان ودراسة العمليات العلمية.
- تمكن من تحديث المناهج التجريبية من خلال إجراء تجارب أثبتت أن التعلم يتم عبر الملاحظة والخطأ.
- استندت نظريته إلى أربعة عوامل رئيسية تؤكد أهمية الدوافع والمحفزات خلال عملية التعلم لضمان استمراريتها وتحقيق نتائج مشجعة.
- تقديم الربط بين الأسباب والنتائج يساعد في تحقيق الأهداف والطموحات.
- كما أن الأفراد قادرون على الاستفادة من التجارب السابقة التي عاشوها.
- تحديد الذكاء والقدرات يرتبط بالنتائج والاستجابات التي يكتسبها الفرد على مدى حياته.
قوانين تفسير النظرية الترابطية
تنجم عن نظرية ثورندايك الترابطية ثلاثة قوانين أساسية، هي قانون الأثر، قانون الاستعداد، وقانون التدريب، حيث:
- قانون الأثر يُوضح العلاقة بين السلوكيات والنتائج المترتبة عليها.
- ما يسهم في تحديد تأثير السلوك على الاستجابة، مما يمكن استخدام النظرية لتحسين سلوكيات الأفراد.
- السلوكيات التي تؤدي إلى نتائج إيجابية يُفضل تكرارها في المستقبل.
- بينما يجب تجنب السلوكيات السلبية وتفادي الأخطاء السابقة بعد الاستفادة من التجربة.
- افترض ثورندايك أن عملية التعليم تتطور نتيجة لاختلاف السلوكيات البشرية كاستجابة طبيعية للعواقب التي يعيشها الأفراد.
- وأكد أن الأثر يمكن مشاهدته بوضوح، وقام بتوسيع نطاق القانون ليشمل العديد من جوانب الحياة.
- يرى ثورندايك أن التعلم يحدث تدريجيًا ويزداد كفاءة وفعالية مع الاستمرار فيه، ما يُعرف بقانون الاستخدام، بينما الإهمال يُضعف من فعاليته، وهو ما يُطلق عليه قانون الإهمال.
- قانون الاستخدام والإهمال جزء من قانون التدريب، الذي يبرز أهمية ممارسة التعلم ومراجعته بصفة مستمرة.
- هذا يُفضي إلى تعزيز النمو العقلي واكتساب الدروس الإيجابية في الحياة.
- قانون الاستعداد يشير إلى قدرة الفرد على زيادة قدراته التعليمية واستيعابه عند تحديد أهداف واضحة يسعى لتحقيقها.
قوانين ثورندايك الثانوية
توصل ثورندايك إلى مجموعة من القوانين الفعّالة التي تساهم في معالجة التحديات وتحقيق حلول سريعة، ومنها:
- قانون الاستجابة المتعددة، حيث يعتمد على القيام بعدة محاولات للوصول إلى نتائج مختلفة، حتى يتحقق النجاح في النهاية.
- قانون المنظومة يُظهر تأثير عملية التعلم على ميول وأفكار الفرد، مما يؤدي إلى اختلاف الاستجابات من شخص لآخر.
- قانون الاستجابة بالمماثلة يُشير إلى أن الاستجابة تعتمد على تصرفات سابقة في مواقف مشابهة.
- قانون العناصر المنتشرة يتعلق باعتماد الفرد على العناصر الأساسية المعروفة وتأثيرها للحصول على النتائج المرجوة، مع تجاهل العناصر النادرة.
- قانون نقل الارتباط يُظهر إمكانية تغيير الاستجابات وفقًا لاختلاف العوامل المحفزة والدوافع.
نقد نظريات ثورندايك
واجهت نظريات ثورندايك بعض الانتقادات، على نحو خاص في الطريقة العلمية التي اتبعها، ومن بينها:
- توجيه الجامع في تفسير سلوك الإنسان نحو عامل واحد فقط وهو الاستجابة، مع إغفال دور العوامل الأخرى مثل التدخلات المرتبطة بالعلاقة بين الاستجابة والدوافع.
- تم انتقاد التركيز على استجابة الفرد فقط بناءً على الظروف المحيطة به، مع تجاهل دور العقل في توجيه السلوك في المواقف المختلفة.
- اعتقد ثورندايك أن استجابة الأفراد يمكن أن تكون سهلة الملاحظة والقياس، مما قد يفتقر إلى حساب التعقيدات الإنسانية.