النعت الحقيقي
يعتبر النعت من أنواع التوابع، حيث تعرف التوابع على أنها كلمات تتأثر بالإعراب تبعاً للكلمات التي تسبقها. يُستخدم النعت بعد اسم لتوضيح بعض أحواله أو أحوال ما يتعلق به. يُطلق على النعت أيضاً مصطلح الصفة، وينقسم إلى نوعين رئيسيين: النعت الحقيقي والنعت السببي، وفيما يلي في توضيح لهذا المفهوم.
تعريف النعت الحقيقي
النعت الحقيقي هو الذي يدل على صفة تابعة مباشرة للمنعوت. على سبيل المثال، في عبارة “شاهدت البيت الجميل”، الكلمة “الجميل” تعتبر نعتاً حقيقياً لأنها تصف البيت وهو المنعوت. يجب أن يتطابق النعت مع المنعوت في العوامل التالية: العدد (مفرد، مثنى، جمع)، النوع (مذكر، مؤنث)، التعريف والتنكير، والإعراب.
يجدر الذكر أنه في حالة كان المنعوت جمع تكسير لمذكر غير عاقل، يجوز أن يكون النعت مفرد مؤنث أو جمع مؤنث سالم. أما إذا كان المنعوت جمع تكسير لمذكر عاقل، فيجوز استخدام مفرد مؤنث أو جمع مذكر سالم أو جمع تكسير.
إعراب النعت الحقيقي
يتم إعراب النعت الحقيقي تبعاً لحركة المنعوت الذي قبله. فإذا كان المنعوت مرفوعًا، فإن النعت يكون مرفوعًا أيضًا. وإذا كان المنعوت منصوبًا، سيتبع النعت ذلك. وبهذا يكون النعت من التوابع التي تتبع حركة الاسم الذي يسبقه. إليك بعض الأمثلة لتوضيح ذلك:
- زرت المدرسة النظيفة.
- زرت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- المدرسة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- النظيفة: نعت حقيقي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- مررت بالمعلم الذكي.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- بالمعلم: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، المعلم: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- الذكي: نعت حقيقي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
أمثلة النعت الحقيقي
يمكن استنتاج مفهوم النعت الحقيقي من الأمثلة التالية:
- قابلت أطفالًا ذكيين.
- قابلتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- أطفالًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ذكيين: نعت حقيقي منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، وفي هذا المثال جاء المنعوت جمع تكسير لمذكر عاقل؛ لذلك جاز للنعت أن يكون جمع مذكر سالم، كما يجوز أن يأتي مفرد مؤنث أو جمع تكسير.
- مررت بالطالبة المتفوقة.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- بالطالبة: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الطالبة: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- المتفوقة: نعت حقيقي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- هذان ولدان باران.
- هذا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- ولدان: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف.
- باران: نعت حقيقي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
النعت السببي
يتم تعريف النعت بأنه يكمل متبوعه، حيث يدل على معنى يتعلق بالمنعوت. النعت السببي هو النوع الثاني من النعت ويعبر عن دلالة معينة. فيما يلي توضيح للمفهوم.
تعريف النعت السببي
النعت السببي هو الذي لا يصف الاسم السابق بشكل مباشر، لكنه ينعت اسمًا آخر بعده يكون مرفوعًا ويحتوي على ضمير يعود على الاسم السابق. على سبيل المثال، في العبارة “هذا رجل مجتهد ابنه”، الكلمة “مجتهد” تمثل النعت، ولكنه ينعت الاسم الذي يأتي بعده والذي يكون مرفوعًا ويحتوي على ضمير يعود على الاسم السابق.
يشترط في النعت السببي أن يتبع الاسم السابق فقط في الإعراب والتعريف والتنكير، بينما الاسم الذي يأتي بعده يتبع النعت في التذكير والتأنيث. إذا كان الاسم اللاحق مثنى أو مفرد، يجب أن يكون النعت مفردًا. إذا كان جمع مذكر أو مؤنث، يفضل أن يكون مفردًا، وإذا كان جمع تكسير، يجوز أن يكون النعت جمعًا أو مفردًا.
إعراب النعت السببي
يتم إعراب النعت السببي تبعًا لحالة المنعوت الذي قبله. فإذا كان مرفوعًا، فإن النعت يكون مرفوعًا، وإذا كان منصوبًا، يكون النعت منصوبًا، وإذا كان مجرورًا، يكون النعت مجرورًا. يجب التنبيه إلى أن النعت السببي يتبع ما قبله فقط في الإعراب والتعريف والتنكير. إليك بعض الأمثلة:
- شاهدت الرجل المجتهد ابنه.
- شاهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- الرجل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المجتهد: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ابنه: فاعل لاسم الفاعل “المجتهد” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- هذه مدرسة نظيفة طلابها.
- هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- مدرسة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- نظيفة: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- طلابها: فاعل للصفة المشبهة “نظيفة” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
أمثلة النعت السببي
فيما يلي بعض الأمثلة على النعت السببي:
- هذه فتاة حسنة أخلاقها.
- هذه: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- فتاة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- حسنة: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أخلاقها: فاعل للصفة المشبهة “حسنة” مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- مررت برجل مكسور ابنه.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- برجل: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، رجل: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- مكسور: نعت سببي مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- ابنه: نائب فاعل لاسم المفعول مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- سمعت المؤذن الجميل صوته.
- سمعت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- المؤذن: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- الجميل: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- صوته: فاعل للصفة المشبهة مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
الفرق بين النعت الحقيقي والسببي
هناك ثلاثة فروق رئيسية بين النعت الحقيقي والنعت السببي:
- النعت الحقيقي ينعت الاسم السابق فقط، بينما النعت السببي ينعت اسمًا لاحقًا ولكنه يتبع علامة الإعراب في المنعوت. فعلى سبيل المثال، في عبارة “رأيت الشاب الشجاع” النعت هنا حقيقي لأنه يصف الاسم الذي قبله. بينما في “رأيت رجلًا كريمًا ابنه” يكون النعت سببيًا لأنه يصف الابن.
- يتبع النعت الحقيقي ما قبله في الإعراب والنوع والعدد والتعريف والتنكير، بينما النعت السببي يتبع فقط ما قبله في الإعراب والتعريف والتنكير. مثلاً، في الجملة “هذه مدرسة نظيفة”، جاء النعت الحقيقي متبعًا لعلامات الإعراب والنوع، بينما في “هذه أم جميل أولادها”، يظهر أن النعت السببي يتبع ما قبله في الإعراب.
- يتبع النعت السببي ما بعده في التذكير والتأنيث، بينما النعت الحقيقي يختص بما قبله. كمثال، في “هذا رجل مجتهد ابنه”، يتضح أن النعت السببي جاء تبعاً للاسم الذي بعده.