تُعتبر الغدة التيموسية، المعروفة أيضًا بالغدة الزعترية، عضوًا مثلث الشكل وناعم السطح يقع في مركز الصدر. تلعب هذه الغدة دورًا محورياً كغدة صماء وعضو لمفاوي، حيث تقع خلف الرئتين وخلف عظم القص.
تتكون الغدة الزعترية من فصين متطابقين، بما في ذلك القشرة الخارجية وبنية النخاع الداخلية، وهي تتألف من خلايا ظهارية وأخرى ليمفاوية، تحتوي أيضًا على خلايا متفرعة وضامة.
وظائف الغدة التيموسية
تتعدد المهام التي تؤديها الغدة التيموسية، ومن أبرزها:
- دعم نمو خلايا اللمف التائية، حيث تُعد الوظيفة الرئيسية للغدة التيموسية هي مساعدتها على نمو الخلايا اللمفاوية التائية.
- تستقبل الغدة التيموسية الخلايا التائية غير الناضجة التي تُنتج في نخاع العظم، وتحولها إلى خلايا تائية ناضجة ذات وظائف محددة.
- تؤدي هذه الخلايا الناضجة دورًا أساسيًا في تعزيز الجهاز المناعي ومكافحة العدوى والحساسية والمناعة الذاتية.
تقوم الغدة بتفريغ عدة هرمونات، ومن بينها:
- هرمون الثيموسين، الذي يُحفز نمو خلايا اللمف التائية ويساهم في تنظيم عملية الشيخوخة.
- هرمونا تيموبويتين وتيمولين، اللذان يساعدان في تصنيف الخلايا التائية إلى أنواعها المختلفة.
- تشمل الخلايا التائية السامة للخلايا، والخلايا التائية المساعدة، والخلايا التائية التنظيمية.
- عامل نمو التوت، الذي له تأثير مشابه لهرمون الثيموسين، ويعزز تأثير الجهاز المناعي ضد الفيروسات.
- قد تفرز الغدة التيموسية أيضًا كميات صغيرة من الميلاتونين والأنسولين.
- هرمون الثيموسين، الذي ينظم الشيخوخة، وهي عملية طبيعية لا يمكن عكسها.
- تُظهر الغدة التيموسية أعراض الشيخوخة بشكل أسرع من بقية أعضاء الجسم، حيث تصل إلى ذروتها في سن الشباب ثم تبدأ بالانكماش في منتصف العمر.
- حوالي سن 75، يبلغ وزن الغدة التيموسية تقريبًا سدس وزنها في مرحلة الشباب.
أعراض ضعف الغدة التيموسية
مع تقدم العمر، يتناقص حجم الغدة التيموسية، مما يؤثر سلبًا على كمية الخلايا التائية المُنتجة ويضعف الجهاز المناعي. ومن بين الأعراض المرتبطة بضعف الغدة التيموسية نذكر:
- الشعور بالتعب المستمر.
- سهولة الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا.
- تباطؤ في عملية شفاء الجروح.
اقرأ المزيد:
طرق تجديد نشاط الغدة التيموسية
من الضروري تجديد نشاط الغدة التيموسية لتحسين الصحة العامة والعلاج من العديد من أنواع العدوى والسرطانات أثناء الشيخوخة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والفواكه.
- زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالزنك وفيتامين أ وفيتامين ج.
حالات تتطلب استئصال الغدة التيموسية
يتم استئصال الغدة التيموسية لأغراض علاجية معينة، تشمل:
- تخفيف الأعراض لدى بعض المرضى.
- تقليل الحاجة إلى بعض الأدوية التي قد تسبب آثارًا جانبية.
- تحقيق شفاء دائم للمريض.
الأمراض الشائعة المرتبطة بالغدة التيموسية
- سرطان الغدة التيموسية، حيث يتضخم حجمها بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تكوّن كتلة سرطانية، مما يزيد من احتمالية استئصالها.
- ضعف العضلات، خاصةً لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، والذين يعانون من ضعف شديد في العضلات.
- بعض هؤلاء الأفراد قد يعانون أيضًا من مشاكل في البلع أو التنفس.
- مشاكل في البلع أو التنفس قد تظهر أيضًا.
طرق استئصال الغدة التيموسية
توجد ثلاث طرق شائعة لإجراء استئصال الغدة التيموسية:
- عبر القص، حيث يقوم الممارس الطبي بإحداث شق لإزالة الغدة، وقد ينطوي الأمر على إزالة بعض الدهون القريبة منها.
- في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تضمين جزء من الرقبة لضمان الإزالة الكاملة للغدة.
- عبر الرقية، حيث يتم إجراء العملية من أسفل الرقبة مع تضمين منطقة الصدر لإزالة الدهون المحيطة بالغدة التيموسية.
- من خلال التنظير الداخلي بالفيديو (VATS)، حيث تُحدث شقوق صغيرة في الصدر (على الجانبين الأيسر والأيمن)، ويتم استخدام أنبوب رفيع مع ألياف ضوئية لرؤية واضحة أثناء الإجراء.
- يتم خلالها إزالة الغدة التيموسية وأي دهون مجاورة إذا كان ذلك ضروريًا.
المخاطر المرتبطة باستئصال الغدة التيموسية
رغم أهمية استئصال الغدة التيموسية لتحسين حالة المريض، إلا أن له بعض المخاطر والمضاعفات، ومنها:
- قد تواجه صعوبات في إجراء العملية عبر الفيديو أو الرقبة، مما قد يستدعي إجراء العملية عبر القص.
- شعور المريض ببعض الآلام أو عدم الراحة بعد العملية.
- إمكانية حدوث نزيف بعد الجراحة.
- قد يظهر خطر إصابة الأعصاب في منطقة الصدر والذي يؤدي إلى الشلل العصبي.
أعراض سرطان الغدة التيموسية
- معظم المرضى الذين يعانون من سرطان الغدة التيموسية هم فوق الأربعين عامًا. الورم يمكن أن يؤثر على الرجال والنساء على حد سواء، وعادة لا يشعر المرضى بوجوده.
- يتم اكتشاف السرطان عادة بشكل عرضي خلال تصوير الصدر بالأشعة السينية. في حال حدوث أعراض، قد تكون محلية أو عامة في جميع أجزاء الجسم.
- قد تنتج الأعراض الخاصة عن ألم في الصدر، ضيق في التنفس، أو سعال، بينما تشمل الأعراض العامة الوهن العضلي الوبيل وضعف العضلات، الذي يحدث في 30% من حالات سرطان الغدة التيموسية.
- كما يمكن أن يحدث نقص في تكوين خلايا الدم الحمراء وفقر الدم الشديد نتيجة عيوب في مركز إنتاجها (نخاع العظام يمثل 5% من الغدة التيموسية).
تشخيص ورم الغدة التيموسية
- التشخيص الأولي يتطلب تصوير الصدر بالأشعة السينية، تليه الأشعة المقطعية. ومع ذلك، قد لا تكفي الأشرطة المقطعية للتمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة.
- في معظم الحالات، يتطلب الأمر أخذ خزعة لإجراء تحليل أوضح قبل اتخاذ قرار بشأن استمرار العلاج.
علاج سرطان الغدة التيموسية
- في جميع حالات سرطان الغدة التيموسية، يجب أن يخضع المريض لعملية جراحية لإزالة الورم بشكل كامل ما لم يكن هناك موانع تقنية أو انتشار الورم خارج الصدر.
- عادةً ما تتم العملية عبر فتح القص، ولكن أحيانًا، وفي حال وجود الورم بشكل رئيسي في أحد جانبي الصدر، يتطلب الأمر فتحه من الجانب الأيمن أو الأيسر.
- معدل الوفيات المرتبط بجراحة استئصال ورم الغدة التيموسية منخفض جداً، ولكن المرضى الذين يعانون من سرطان غدد لمفاوية متقدمة غير قابل للإزالة جراحيًا أو انتشر في الجسم يحتاجون إلى العلاج الكيميائي.
الحجم الطبيعي للغدة التيموسية
- على عكس الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان، يتغيّر حجم ووزن الغدة التيموسية مع النمو والشيخوخة، في عملية طبيعية تُسمى تنكس الغدة التيموسية، مما يؤدي إلى شيخوخة أسرع مقارنة ببقية الأعضاء.
فيما يلي توضيح لتغييرات حجم الغدة:
- قد تؤدي جراحة الغدة التيموسية إلى انكماشها.
- يمكن أن يصل الوزن الطبيعي للغدة التيموسية عند الولادة إلى 25 جرامًا. تبدأ الغدة في النمو بعد الولادة مباشرة وتصل إلى ذروتها خلال فترة البلوغ، حيث يبلغ وزنها 35 جرامًا بين 12 و19 عامًا.
- خلال فترة المراهقة، يتم استبدال أنسجة الغدة بأنسجة دهنية، مع تسارع الاستبدال عند الرجال بالمقارنة مع النساء.
- تبدأ الغدة التيموسية في الانكماش عند بلوغ سن العشرين، حيث ينخفض وزنها إلى 15 جرامًا في عمر 60، وبحلول سن 75، يبلغ وزنها حوالي سدس وزنها في مرحلة الشباب.