إعراب المفعول به الأول والثاني اللغة العربية تعد من أكثر اللغات غنى بالقواعد النحوية، فهي لغة القرآن الكريم وأفضل وسيلة للتعبير عن المعاني والمفاهيم المختلفة.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على إحدى القواعد النحوية الهامة، وهي المفعول به، مع توضيح إعراب المفعول به الأول والثاني.
تعريف المفعول به
- يُعرف المفعول به في اللغة العربية بأنه اسم منصوب يعود على الفاعل الذي وقع عليه الفعل، ويندرج تحت المسمى “عائلة المنصوبات”.
- يعتبر المفعول به من الأركان الأساسية في الجملة الفعلية، خاصة تلك التي تحتوي على فعل متعدٍ.
- هناك علامات نصب متعددة للمفعول به، بالإضافة إلى أشكاله وأنواعه المتنوعة.
- مثال على ذلك: (لتنذر قومًا ما أنذر آباؤهم فهم غافلون) حيث يوضح المفعول به في الآية السابقة كلمة (قومًا)، التي تشير إلى ما وقع عليه الفعل (تنذر)، ولهذا نصبت بالفتحة.
أنواع المفعول به
تنقسم أنواع المفعول به إلى نوعين، وهما المفعول به الصريح والمفعول به غير الصريح. وفيما يلي توضيح لكليهما:
أولًا: المفعول به الصريح
المفعول به الصريح هو الذي يُذكر بشكل واضح في الجملة، وينقسم بدوره إلى نوعين:
الاسم الظاهر
وهو اسم معرب منصوب يُعطى كثير من الأمثلة، مثلما ورد في القرآن الكريم في الآية: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا وما يذكر إلا أولو الألباب).
فالمفعول به في هذه الآية هو كلمة (الحكمة)، التي تمثل ما وقع عليه فعل الفاعل، ويستحق الإشارة إلى أن المفعول به هنا هو اسم ظاهر، يمثل إحدى فئات المفعول به.
الضمير
- يمكن أن يأتي المفعول به في الجملة على شكل ضمير نصب منفصل، كما في الآية: (إياك نعبد وإياك نستعين).
- في هذه الحالة، كلمة (إياك) هي ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم.
- تقديم المفعول هنا يشير إلى التخصيص، بمعنى نعبدك دون سواك.
- أيضاً، يمكن أن يظهر المفعول به كضمير متصل بالفعل، مثل (هاء الغائب، نا للدلالة على الجماعة، كاف الخطاب، وياء المتكلم).
- هناك أمثلة متعددة على ذلك في القرآن، كما في الآية: (فأنذرتكم نارًا تلظى*لا يصلاها إلا الأشقى).
- وفي الآية السابقة، المفعول به هما الكاف في (أنذرتكم) والهاء في (يصلاها) حيث تُعرب كضمائر متصلة مبنية في محل نصب مفعول به.
ثانيًا: المفعول به غير الصريح
المفعول به غير الصريح يحتاج إلى تأويل ويشمل أنواعًا متعددة، من بينها:
المؤول بمصدر
- حيث يتكون من حرف مصدري مع ما يتبعه، ومن الحروف المصدرة: (أنّ، لو، أن، ما، كي).
- كان هناك مثال في القرآن: (علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرًا إلا أن تقولوا قولًا معروفًا).
- الفعل في هذه الآية هو (علم)، ويُعتبر المفعول به غير صريح، يتكون من أن واسمها وخبرها، وتأويله هو (علم الله ذكركم لهن).
المؤول بجملة
- مثل الجملة: (علمت الصدق ينجي)، حيث الفعل هو (علم).
- المفعول به الأول هنا هو (الصدق)، بينما (ينجي) تعرب كجملة فعلية تحتوي على الفعل (ينجي)، والفاعل المستتر هنا هو (هي) في محل نصب.
تقديم المفعول به وتأخيره
تتضمن قواعد المفعول به وشروطه الكثير من الأحكام التي تتعلق بعلامات النصب وأنواع المفعول.
من ضمنها أيضاً تقديمه وتأخيره، وهناك حالات يتوجب فيها تقديمه على الفاعل والفعل، مثل:
- تقديم المفعول به عند وقوع فعله بعد فاء الجزاء، كما في القرآن: (فأما اليتيم فلا تقهر).
- هنا تم تقديم المفعول به (اليتيم) وجوبًا للفصل بين الفعل و(أما).
- تقديم المفعول به أيضًا عند التخصيص، كما في الآية: (إياك نعبد وإياك نستعين).
- حيث تُمثل كلمة (إياك) ضميرًا منفصلًا في محل نصب.
هذا التخصيص يوضح ضرورة تقديم المفعول به، وإلا ستتغير الجملة إلى (نعبدك) بدلاً من (إياك نعبد)، مما يؤثر على المعنى البلاغي.
تعدد المفعول به
بعض الأفعال تتعدى إلى أكثر من مفعول به، وقد تظهر مفعولين أو ثلاثة، وهناك أمثلة عديدة في القرآن الكريم. وفيما يلي توضيحات لكل نوع:
الأفعال المتعدية لمفعول به واحد فقط
- هذه هي القاعدة العامة حيث تكثر مثل: (حملت القلم إلى المكتب).
- الفعل هنا هو (حمل)، والمفعول به هو (القلم).
الأفعال المتعدية لمفعولين
- تكثر معاني العطاء والتقديم في الأفعال المتعدية لمفعولين، كما في الآية: (إنا أعطيناك الكوثر).
- الفعل هنا هو (أعطى) حيث المفعول به الأول هو الضمير المتصل (كاف الخطاب)، والمفعول به الثاني هو (الكوثر).
الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
- بعض الأفعال تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل مثل: (أعلم، أخبر، أنبأ، أرى، حدّث، خبّر، نبّأ).
- مثلًا في الآية: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم).
- الفعل (يريهم) هو فعل مضارع، يمثل الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل.
- (هاء الغائب) هي المفعول به الأول، و(أعمالهم) هي المفعول به الثاني، بينما (حسرات) هي المفعول به الثالث منصوبة بالكسرة.
علامات نصب المفعول به
الفتحة
مثال: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا) حيث (أزواجًا) منصوبة بالفتحة.
الكسرة
مثال: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلًا) هنا (الصالحات) مفعول به منصوب بالكسرة لأنها جمع مؤنث سالم.
الألف
مثال: (وجاءوا أباهم عشاء يبكون) حيث (أباهم) مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة.
الياء
تُستخدم علامة نصب المفعول به الياء في حالة المثنى أو جمع المذكر السالم.