الذكاء العاطفي لدى الأطفال هو جانب مهم من جوانب التنمية الشخصية، حيث يتباين الذكاء بين الأفراد ويتفاوت تأثيره بناءً على القدرات والعوامل البيئية. يأتي الذكاء العاطفي في مقدمة الأولويات حيث يعكس قدرة الفرد على التعامل مع المشاعر والتفاعل مع المحيطين به.
يساهم الذكاء العاطفي في تعليم الأطفال كيفية التكيف مع الحياة والتعامل مع الأوقات العصيبة، وكذلك لحظات السعادة. لذا، من الضروري على الآباء غرس القيم الإيجابية في نفوس أطفالهم، مما يسهم في تشكيل سلوكياتهم عند الكبر.
تعريف الذكاء العاطفي
-
يعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على فهم الذات وفهم الآخرين في المجتمع المحيط.
- كما يشمل القدرة على إدارة المشاعر الخاصة بالنفس والعلاقات مع الآخرين.
- تتبلور علاقة الطفل بالعالم الخارجي منذ لحظة ولادته؛ حيث يتم وضعه على بطن والدته ليشعر بدفء جسدها، مما يصنع أولى تجاربه العاطفية.
- بعد الولادة، يُنقل الطفل للاستحمام قبل إعادته إلى حضن والدته، حيث يحصل على تغذية طبيعية من حليبها. هذه الفترة ليست مجرد إطعام، بل هي مرحلة لتعزيز مشاعر الحب والأمان التي تساعد على تقليل شعوره بالخوف.
- يجب على الأم أن تغمر طفلها بكل الحب من خلال احتضانه برفق، وتوزيع القبلات عليه، ليشعر أنه ليس فقط مصدر للطعام، بل أيضاً مكان للأمان والراحة.
- تشير الدراسات إلى أن التفاعل الصامت بين الطفل ووالدته يُحفز ذاكرته، حيث يصبح أكثر قدرة على التعلم والارتباط العاطفي في هذه المرحلة المبكرة.
- يلعب الحب والحنان دورًا محوريًا في تشكيل سلوك الطفل، مما يساعده على اكتساب الصفات الجيدة نتيجة الاحترام والتقدير الذي يتلقاه من والديه خلال فترة نموه.
راجعي أيضاً:
خطوات تعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال
يمكنك اتباع الخطوات التالية لتعزيز القيم الإيجابية مثل الحب والمودة واحترام الوالدين عند طفلك:
نشر الحب
- يمكنك البدء بنشر الحب من خلال مشاركة لحظات إيجابية مع زوجك، مثل العناق أو التقبيل بطريقة مرحة، وتخصيص وقت للتواصل مع الأطفال للاطلاع على تجارب يومهم.
- احرصي على العناق الجماعي، حيث يشعر الأطفال بالأمان ويخفف عليهم التوتر والخوف.
- لا تستهانين بتأثير هذه الممارسات، فهي تُحدث أثراً إيجابياً عميقاً في نفوس الأطفال.
تجنب الشجار أمام الأطفال
- تجنبي الشجارات أمام الأطفال، حيث أن ذلك التأثير السلبي على نفسيتهم قد يترك آثاراً سلبية في شخصيتهم عندما يكبرون.
- تعتبر غرف النوم ملاذاً خاصاً للزوجين، ينبغي فيها التحدث والخلاف دون علم الأطفال، مما يسهم في تعزيز شعور الأمان لديهم.
- لا يدع ظهور الحزن والخلافات أمام الأطفال أن يترك تأثيرا عليهم، مما قد يوفر لهم شعوراً بالاستقرار والهدوء.
تعليم الحوار
-
خصصي وقتاً يومياً للتحدث مع زوجك حول يومك، مما يساعد الطفل على الاستماع وتعلم كيفية التواصل.
- هذا سيشجعه على التعبير عن مغامراته وأصدقائه في الحضانة.
- ابدئي الحديث مع زوجك أولاً، واشرحي للطفل قصص يومكم، مما يعزز مهاراته في الحوار.
- شجعيه على طرح الأسئلة واستفسار عن أصدقائه وتجربته في الحضانة، مما يقوي رابط الحب بينكما.
- اجعليه يشعر بأنه صديقك، حتى لا يخاف من إخبارك بأخطائه، وبدلاً من معاقبته، يمكنك مناقشة الأسباب وراء تصرفه.
- بعد الحوار، ساعديه على فهم ما هو صحيح وما هو خطأ، وما يمكن أن يفعله في المواقف المماثلة مستقبلاً.
تابعي أيضاً:
تنظيم نزهات
-
تهدف النزهات إلى استكشاف جمال الطبيعة وتعزيز الحب بين الطفل والوالدين.
- علّميه منذ صغره تقدير الجمال والفن ليعزز رؤيته للحياة.
-
ازرعي فيه قيم الحفاظ على البيئة واستمتعي بمشاهدة الفنون والآثار.
- سيتذكر المعلومات التي يتعلمها كجزء من ذكرياته الجيدة عندما يكبر.
- تحدثي معه عن القيم مثل الحق والعدالة والجمال، مما سيعزز شخصيته منذ صغره.
تعليم الطفل شكر النعمة
-
تحدثي معه في مختلف الأوقات، مستخدمة أسلوباً غير مباشر نظراً لسنّه.
- تأكدي من شكر الله عز وجل في حضرته على كافة النعم.
-
اصطحبيه في زيارات لمحتاجين، مما يساعده على رؤية أهمية العطاء ومساعدة الآخرين.
- هذا سيساعده على تقدير النعم عندما يصبح أكثر وعياً ونضجًا.
التقدير
تُعتبر أنواع التقدير المختلفة ضرورية لترسيخ القيم الإيجابية لدى الطفل، مثل:
- تحفيز الطفل منذ الصغر على الإنجاز يعزز من ثقته بنفسه، فقومي بالاحتفال بإنجازاته الصغيرة.
- شجعيه على المساعدة، سواء في المنزل أو من خلال المشاركة في أنشطة خيرية.
- عندما يساعدك في أي شيء، عبّري عن تقديرك له من خلال الأحضان والتصفيق، مما سيعزز شعوره بالأمان والانتماء.
- تأكدي من وجود احترام متبادل بينك وبين زوجك، ليصبح هذا العمود الفقري لعلاقة قائمة على الحب والصداقة.
- عندما يشعر الطفل بالخوف، قومي بتعزيز شعور الأمان لديه من خلال لمسات حانية.
- حافظي على استخدام أساليب إيجابية في التعامل معه، مما يساعده على فهم عواقب تصرفاته دون الحاجة للعنف.