الحيوانات المسموح بها للأضحية
تتفق المذاهب الأربعة على أن الأضحية لا تعتبر صحيحة إلا إذا كانت من بهيمة الأنعام، وهي الإبل، البقر، والغنم. يستند هذا الاتفاق إلى الأدلة التالية:
- قال الله -عز وجل-: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، حيث جاءت هذه الآية في إطار الحديث عن شعائر الحج.
- لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام بذبح غير بهيمة الأنعام، ويعد فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- تجسيدًا لما نصت عليه الآية المتعلقة بما يجوز التضحية به، والذي يتمثل في بهيمة الأنعام.
ومن ناحية أخرى، لم يشترط ابن حزم الظاهري وبعض العلماء الآخرين أن يكون الحيوان المضحى به من بهيمة الأنعام، حيث أجاز ابن حزم التضحية بأي نوع من الأنواع المأكولة، بما في ذلك الطيور.
واستند ابن حزم في رأيه إلى أن التقرب إلى الله -تعالى- عبر الذبح يعد فعلًا مطلقًا وغير مقيد بنوع محدد من المأكولات، فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وأوردت أحاديث تشير إلى فضيلة الحضور المبكر لصلاة الجمعة، حيث وُصف أجر القادمين مبكرًا بأنه مثل من ذبح بدنة، ثم كمن ذبح بقرة، ثم كمن ذبح دجاجة، ومن هنا نجد أن الأضحية تُعتبر أيضًا قربة إلى الله، مما يجعل من الممكن جوازها بأنواع معينة كما هو الحال مع القربات الأخرى.
ومن الأمور التي تدعم رأي الجمهور أن الأضحية تمثل نوعًا خاصًا من القربات، ولها شروط معينة تختلف عن غيرها من القربات، حيث تشمل هذه الشروط الوقت، سلامة الحيوان من العيوب، وكذلك تحديد نوع الحيوان ليكون من بهيمة الأنعام.
شروط صحة الأضحية
لتكون الأضحية صحيحة، يجب أن يكون الحيوان المضحى به خاليًا من العيوب الفاحشة التي تُنقص من كمية اللحم أو تُؤثر على صحة الحيوان. وقد اتفق الفقهاء على تحديد أربعة عيوب تمنع من صلاحية الحيوان للأضحية، وهي:
- العور الظاهر.
- المرض الواضح.
- العرج.
- الهُزال (العَجَف)، بالإضافة إلى عيوب أخرى خاصة بكل مذهب.
الحيوانات المسموح بذبحها في العقيقة
يتفق فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة، والراجح عند المالكية، على أن ما يجوز في الأضحية يمكن أن يجوز أيضًا في العقيقة، فتشرع العقيقة ببهيمة الأنعام؛ الإبل، البقر، والغنم، ولا يُقبل غيرها من الحيوانات المأكولة.
ويستند دليلهم إلى الأحاديث العامة التي تأمر بذبح العقيقة عن المولود، حيث تشير مصطلحات مثل إهراق الدم والنسك إلى مشروعية ذبح بهيمة الأنعام، مثل الأضحية ونسك الحج.
وفي الرأي الآخر لدى المالكية، والذي وافقهم فيه ابن حزم الظاهري، فإن العقيقة مقصورة على الغنم، بنوعيها الماعز والضأن، بناءً على ورود لفظ ذبح الشاة في أحاديث العقيقة.
كما أن ما يدعم رأي الجمهور هو أن ذكر الشاة في الأحاديث يتعلق بالتمثيل وليس بالتعيين، ويمكن اعتبار ذلك قياسًا على الأضحية.