تناول المال المحرم
يستخف بعض الأفراد بخطورة تناول المال المحرم، إلا أن عواقب ذلك قد تكون وخيمة. فعندما يتناول الشخص المال المحرم، فإنه يعرض نفسه لمظاهر عديدة من العقوبات، تتنوع بين العقوبات الدنيوية وعقوبات القبر ويوم القيامة. قد تظهر بعض تلك العقوبات في خسارة الأموال أو فقدان البركة فيها كما جاء في قوله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ). بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الشخص لأذى جسدي أو فقدان الاستجابة لدعائه، فضلاً عن عدم قبول عبادته، كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.
أشكال تناول المال المحرم
يتجلى تناول المال المحرم في عدة أشكال، منها:
- التعامل بالربا، الذي يُعَدّ من أكبر الآفات على المجتمع، سواء كان ذلك مع الأفراد أو البنوك. بغض النظر عن تسمياته، يبقى الربا مُنهكًا للبركة ويجعل الخير بعيدًا.
- استخدام الكذب في المعاملات التجارية.
- أخذ الرشاوى والاتجار بها، وقد ورد لعنة أهلها في النصوص الشرعية، حيث تُعَد أسبابا لزعزعة الأمن والهلاك.
- استدانة الأموال من الناس مع نية عدم إرجاعها.
- غش الأفراد في المعاملات المالية والتدليس عليهم لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
- التسول وجعل يد الإنسان ممتدة للناس دون حاجة أو ضرورة، مما يُسهم في محق البركة من المال.
- الحلف كاذباً بالله -عزّ وجلّ- بهدف ضياع الحقوق وسرقة أموال الآخرين.
كيفية التخلص من المال الحرام
إليكم بعض الإرشادات حول كيفية التخلص من المال الحرام:
- لا يجوز الاستخدام لأي أشياء محرمة، فقد أمر الشرع بتخليصها من التداول، مثل الخمر والخنزير.
- إذا حصل المسلم على مال محرم وهو عالم بحرمته، وكان قد أخذه دون إذن أو رضا صاحبه، يتوجب عليه إعادته إلى مالكه أو ورثته في حال الوفاة، وإذا تعذر عليه ذلك، فمن الأفضل التصدق به عنهم.
- أما إذا حصل المسلم على المال المحرم برضا صاحبه، فقد اختلف العلماء في وجوب التصدق به. ذهب الشيخ ابن تيمية إلى أنه إن كان الشخص قادراً وطابت نفسه للتصدق، فهو الأفضل، وهو ما يميل إليه جمهور الفقهاء. إذا كان في حاجة ماسة لهذا المال قد يُسمح له بالاستفادة منه.
- في حالة اكتساب المال المحرم نتيجة جهل الشخص بحرمته، فلا يُشترط عليه التخلص منه، ويمكنه الاستفادة منه.