يعد كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” أحد المراجع الأساسية للمستفتيين في مسائل الدين وفق المذهب الشافعي. يُعتبر الكتاب من المصادر الغنية بالمعلومات والدلالات الصريحة التي تفيد الباحثين في مختلف الفتاوى الشرعية. في هذا المقال، سنستعرض تعريف الكتاب وأبرز الأسس التي يعتمد عليها في الفتاوى والأحكام.
تعريف كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين”
تمثل كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” أحد الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي، ويتميز بالتالي:
- تأليف الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، الذي وُلد وتوفي في نوى.
- نوى هي إحدى القرى الواقعة في منطقة جوران بسوريا، حيث تلقى تعليمه في دمشق واستقر بها لفترة طويلة.
- نُسخ الكتاب عبارة عن مختصر لكتاب “المحرر” الذي ألّفه عمدة المذهب الشافعي أبي القاسم الرافعي رحمه الله.
منهج الإمام النووي في تأليف الكتاب
تجسد الخصائص المتميزة لكتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” في مجموعة من العناصر التي نالت ثناء العلماء، ومن أبرزها:
- السمعة الطيبة لمؤلف الكتاب وتقواه وقربه من الله تعالى، مما جعل منه شخصية مرموقة بين العلماء.
- حيث عمل الإمام النووي على عرض الأقوال في المذهب الشافعي وبين الأمور المعتمدة.
- كما قام بتلخيص طرق الخلاف باستخدام مصطلحات واضحة يتم شرحها ليكون الفهم ميسراً للطلاب.
- يعتبر الكتاب تلخيصاً للفقه الشافعي بيد أن أسلوبه سهل وبعيد عن الرتابة.
مكانة كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” بين المذاهب
بعد استعراض كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين”، يتضح أنه يحتل مكانة رفيعة بين المذاهب الأربعة، وذلك لأسباب عدة:
- يعد الكتاب فريداً من نوعه ولا يوجد له مثيل بعده، حيث وصفه الحافظ ابن جلال الدين بأنه “كتاب لطيف وعمدة المفتين”.
- تميز الكتاب، وفقًا للإمام النووي، بأنه اختصر كتاب المحرر إلى نحو نصف طوله مما يسهل حفظه.
- يتضمن الكتاب العديد من الجوانب النادرة وقد أشار إلى بعض القيود التي أُسقطت من النسخة الأصلية.
- قَسّم الإمام النووي المقدمة للكتاب إلى شرح مبسط لكتاب المحرر دون حذف أي من الأحكام الأصلية أو الخلافات.
أهمية كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين”
تكمن أهمية كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” في عدة جوانب جوهرية، منها:
- العناية الدقيقة التي أولها مؤلف الكتاب له، مما ساهم في تيسير عرض أهم النقاط التي يعالجها.
- تحليل الفرق بين الألفاظ في كل من الكتابين “منهاج الطالبين” و”المحرر”، مع توفير شرح مختصر ودقيق.
- شهد جمال الدين الطائي على جودة الاختصار في الكتاب، مما يسهل حفظه بيسر.
- يعتبر الكتاب مرجعًا متنوعًا للمعرفة والأصول الدينية، حيث يقدم فتاوى شرعية بلغة بسيطة.
- أصبح محور اهتمام رئيسي، حيث لبَّى احتياجات العديد من الفقهاء والعلماء.
دور العلماء في الاهتمام بكتاب “منهاج الطالبين”
لقد حظي كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين” باهتمام واسع النطاق من قبل العلماء، الذين قاموا بإعداد شروح تفصيلية تتجاوز المئة. ومن بين هذه الشروح:
- كنز الراغبين، حيث قام الحلال الدين محمد بن أحمد بن محمد المحلي بشرح الكتاب.
- تحفة المحتاج بشرح المنهاج للإمام أحمد بن حجر الهيثمي.
- نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، التي أعدها الشافعي الصغير، شمس الدين مدم بن أحمد الرملي المصري.
- مغنى المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، تأليف الشيخ العلامة محمد الشربيني الخطيب.
آراء العلماء في كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين”
تعددت آراء العلماء والفقهاء في كتاب “منهاج الطالبين وعمدة المفتين”، حيث تم التوصل إلى النقاط التالية:
- قال التقي السبكي إن الكتاب يعد ملجأ للفقهاء والطلاب للدراسة في مختلف المذاهب وفهم الفتاوى المعنية.
- حسب الإمام السخاوي، فإن الكتاب يمثل منجزاً عظيمًا للمؤلف، حيث انتسب إليه العديد من الطلاب.
- نُقل عن أحد العلماء قوله:
- إذا رغبت فقهًا صافياً كالعاج … فعليك بالمنهاج.
- فيه الدقائق مع الفصيح، وعمدة المفتي والحكام والحجّاج.
- من قاسه بسواه كان من … غبْنٍ وحسدٍ وسوء مزاج.