أكثر الوسائل لدخول الناس الجنة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أفاد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سُئل: (ما هو أكثر ما يُدخِل الناس الجنة؟) فأجاب: (تقوى الله وحسن الخلق). وقد أوضح ابن القيم سبب جمع الحديث بين التقوى وحسن الخلق بقوله: “إن التقوى تُصلح العلاقة بين العبد وربه، بينما حسن الخلق يُصلح العلاقة بينه وبين خلقه”، وبالتالي، يحصل المسلم على الجنة.
تقوى الله
التقوى تعني: “أن يُقيم العبد حاجزًا بينه وبين ما يخشاه من غضب وسخط وعقاب الله، من خلال القيام بالطاعات واجتناب المعاصي”. ومن الفضائل المرتبطة بتقوى الله ما يلي:
- أعطى الله -عز وجل- التقوى مكانة مميزة كطريق للجنة.
قال -تعالى-: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ).
- من خلال التقوى، يرث المتقون الجنة.
قال -تعالى-: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا).
- بفضل التقوى، ينال المتقون درجاتٍ عظيمة.
قال الله -تعالى-: (وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).
- يمنح الله المتقين ما يشتهون.
قال -تعالى-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي الله الْمُتَّقِينَ).
- يوجد العديد من الآيات التي تشير إلى جزاء المتقين بدخول الجنة والنجاة من النار.
حسن الخلق
يُعرَّف حسن الخلق كما ورد في أقوال القزويني -رحمه الله- بأنه: “سلامة النفس تجاه الأفعال الطيبة والمحمودة، وقد يرتبط ذلك بعلاقة العبد مع الله -تعالى- أو مع الناس”. وقد وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق الحسن ببيت في الجنة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحقّاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه). وبفضل حسن الخلق يُحرم الشخص من عذاب النار، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بمن يُحرم على النار؟ على كُلِّ قريب هيّن سهل).
طرق دخول الجنة
يجدر بالذكر أن الله -عز وجل- جعل دخول الجنة يعتمد على رحمته، وليس فقط على أعمالنا، وهذا يعكس كمال عدله ورحمته. ومع ذلك، يتم التفاوت في درجات الجنة بناءً على أفعالنا. ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قاربوا وسددوا، واعلموا أن لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: يا رسول الله، ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل).
وقد اعتبر الله -تعالى- الإيمان به وبرسوله، فضلاً عن الجهاد بأنواعه، سواء بالمال أو النفس في سبيله، أسبابًا لدخول جنته والنجاة من النار. قال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).