يعتبر سور الصين العظيم من أبرز المعالم التاريخية في الصين، وهو واحد من الوجهات السياحية الرئيسية في البلاد. تم تصنيفه كأحد مواقع التراث العالمي، كما أنه يُعتبر من عجائب الدنيا السبع الجديدة وفقًا لاستطلاع للرأي أُجري عام 2007. في هذا المقال، سنستعرض معلومات مهمة حول سور الصين العظيم.
موقع سور الصين العظيم على الخريطة
يمتد سور الصين العظيم بين الحدود الشمالية والشمالية الغربية للبلاد، حيث يبدأ من تشنهوانغتاو المطلة على البحر الأصفر في الجهة الشرقية، وصولًا إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب. ومن الجهة الجنوبية، يمتد سور آخر من بكين إلى هاندن، ويصل طوله إلى حوالي 2400 كيلومتر.
يُعتبر السور من المعالم التاريخية البارزة التي تستقطب العديد من السياح من شتى أنحاء العالم، حيث يأخذ الزوار في رحلة زمنية تعود بهم إلى عصور ماضية.
مميزات سور الصين العظيم
تم بناء سور الصين العظيم بهدف الدفاع، إذ يُعد مشروعًا دفاعيًا هامًا للبلاد. يمثل السور تجسيدًا للعبقرية الهندسية التي تميز بها أسلاف الصينيين، والتي تعكس صفاتهم من الصبر والجلد والدقة في البناء.
يتكون السور من أبراج للمراقبة وجدران دفاعية وممرات استراتيجية، بالإضافة إلى أبراج للإنذار. ويخضع النظام الدفاعي للسور إلى إدارة عسكرية متعددة المستويات.
المعالم السياحية في سور الصين العظيم
يتميز سور الصين العظيم بالعديد من المعالم التاريخية الأثرية، بما في ذلك أبراج الحراسة والمراقبة والعديد من الثكنات العسكرية، فضلًا عن أبراج خاصة للتنبيه في حال وجود أي هجوم. كما يتواجد العديد من المرافق الدفاعية التي تهدف إلى حماية البلاد من المخاطر الخارجية.
يوجد أيضًا في السور غرف تخزين مخصصة للمؤن والطعام، بالإضافة إلى ممر مائي يعمل على تجميع مياه الأمطار وتوزيعها بشكل تلقائي، مما يحمي السور من التصدع.
من أين أتت فكرة الجدران
سور الصين العظيم هو عبارة عن سلسلة من الجدران والتحصينات، وقد جاءت فكرة بنائه نتيجة التهديدات التي واجهتها الصين من قبائل المغول والبدو. واجه المغول صعوبة في زراعة المحاصيل نظرًا للعيش في السهوب، مما دفعهم للتجارة مع الصين، حيث كانوا يبحثون عن الحرير والقطن والمعادن اللازمة لصناعة الأسلحة.
وفي المقابل، كانت الصين بحاجة إلى خيول البدو الصغيرة لأغراض الحرب. ومع ذلك، لم يكن هناك توازن في الاحتياجات، حيث كانت الصين قادرة على التكيف مع عدد الخيول الموجودة لديها، بينما كان المغول بحاجة ماسة إلى الطعام والملابس، مما أدى إلى عدم التوازن في العلاقات التجارية بين الصين والبدو والمغول.
شكل البدو تهديدًا على الصين، حيث تركزت التفاعلات التجارية بينهم وبين الصينيين على مبدأ الغارات، التي كانت ناجحة وفعالة، مما أدى إلى انتهاك حقوق السكان الصينيين.
نظرًا لهذه التهديدات، قرر القادة إنشاء جدار يحمي الحدود من غارات قبائل البدو، إذ أصبحوا يشكلون خطرًا جديًا على الصين. تم بناء أحد أجزاء هذا الجدار القديم من تربة صلبة تعرف بالأرض الصخرية، وعلى مدار ألفي عام، أُنشئ سور الصين العظيم، الذي يتضمن عدة جدران تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
في الختام، يُعتبر سور الصين العظيم من أبرز المعالم السياحية في البلاد، حيث يجسد الأهمية الدفاعية المترتبة على إنشائه ويستقطب عددًا كبيرًا من الزوار سنويًا.