يمكنكم التعرف أيضًا على:
أشكال التبرك غير المشروع
يوجد نوعان من التبرك: المشروع وغير المشروع. اليوم سوف نستعرض أوجه التبرك غير المشروع، والذي يشمل التبرك بالأشياء، الأشخاص، أو الأحجار الكريمة، فضلاً عن التبرك بأشياء غير مثبتة بالنصوص الشرعية، مع الاعتقاد الخاطئ بأن الله سبحانه وتعالى أودع البركة في تلك الأمور.
إن هذا التصرف يعد محرمًا، وقد يؤدي إلى الفتن الكثيرة، فضلاً عن أنه قد يوقع الفاعل في الشرك الأصغر، والذي قد يقود بدوره إلى الشرك الأكبر. ومن أشكال التبرك غير المشروع ما يلي:
- التبرك بالأشجار والأصنام، وهي من العادات الجاهلية التي انتشرت قبل ظهور الإسلام.
- كان الناس قديماً يعتقدون أن هذه الأمور تجلب البركة والرزق، وكانوا يتقربون إلى الأصنام، وهذا يعد فعلاً محرمًا ولا يجوز للمسلم القيام به.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: “أَفَرَأَيْتُم اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى؟ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى؟ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمْ الْهُدَى”.
- التبرك بالصالحين والأنبياء بعد وفاتهم وطلب الشفاعة والدعاء بأسمائهم، وهذا أيضاً يعد فعلاً محرمًا في الإسلام ولا ينبغي للمسلم القيام بهذا.
- قال الله تعالى: “وَلا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ”.
- يُمارس بعض الناس بعض العبادات عند قبور الصالحين والأنبياء بحثاً عن البركة، وهذا أيضًا يعد محرمًا.
- كما يقوم بعض الأفراد بالتمسح بقبور الأنبياء معتقدين أن ذلك يعد من القربات، وهذا محظور، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “لا تَجعلوا بيوتَكم قبورًا، ولا تجعلوا قَبْرِي عيدًا، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم”.
التبرك المشروع
- هناك تبرك جائز بالصالحين، وذلك من خلال اتباعهم والاقتداء بهم في تقواهم وعبادتهم، وهذا ما يُطلب. وقد نص الشرع على ذلك، حيث قال الله تعالى: “قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه”.
- كما قال أيضًا: “لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر”، وهذا النص القرآني يشير إلى ذلك.
- إن الاقتداء بالصالحين يعد مطلوباً ومستحباً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر”.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك تبرك جائز بالصالحين في مجالسهم، والجلوس معهم، ومصاحبتهم، لأنهم أشخاص لا يشقى بهم جليسهم. كما ورد في حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري، حيث قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للَّهِ ملائكةً يطوفون في الطُّرق، يلتمسون أهل الذِّكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله، تنادَوْا: هَلُمّوا إلى حاجتكم.”
- قال: “فَيَحُفُّونَهُم بِأَجْنِحَتِهِم إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.”
- قال: “فَيسألُهم رَبُّهم، وهو أَعْلَمُ منهم بما يقول عباده، قالوا: يَسَبِّحُونَكَ ويُكَبرُونَكَ ويُحَمِّدُونَكَ ويُمَجِّدُونَكَ.”
- قال: “فَيقول: هل رأوني؟ قالوا: لا، واللَّهِ ما رأَوْكَ.”
- قال: “فَيقول: وكيف لو رأَوْني؟ قالوا: لو رأَوْكَ لكَانوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادةً، وأَشَدَّ لَكَ تَمْجيدًا، وأَكْثَرَ لَكَ تَسبيحًا.”
- قال: “فمَا يَسألونني؟ قالوا: يَسألُونكَ الجنّة.”
- قال: “فَهل رأَوْها؟ قالوا: لا، واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْهَا.”
- قال: “فكيف لو رَأَوْها؟ قالوا: لو رَأَوْها لكَانوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وأَعْظَمَ فِيهَا رَغبة.”
- قال: “فمِمَّ يَتَعَوَّذون؟ قالوا: مِنَ النَّار.”
- قال: “وهل رأَوْها؟ قالوا: لا، واللَّهِ ما رأَوْهَا.”
- قال: “فكيف لو رأَوْها؟ قالوا: لو رأَوْها لَكَانوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وأَشَدَّ لَهَا خَوْفًا.”
- قال: “فَأَشْهِدكم أنني قد غفَرتُ لهم.”
- قال: “فيقول مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ: فيهم فُلانٌ ليس منهم إنما جاء لحاجةٍ.”
- قال: “هُم الجُلَسَاء؛ لا يَشقى بهم جَليسُهم.”