النعت
النعت هو التابع الذي يكمل متبوعه من خلال توضيح صفة من صفاته أو من صفات ما يتعلق به. ففي المثال (مات عمرُ العادلُ)، يُعد “العادل” صفة لعمر، بينما في المثال (رأيتُ إمامًا جميلًا صوتُهُ)، يكون النعت مرتبطًا بصفة تتعلق بالإمام. هناك عدة أسباب وراء استخدام النعت، ومن أهمها:
- **التخصيص**: وذلك كقوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} حيث يخصص “الحرام” “الشهر” المعني في الآية.
- **المدح**: كما في قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ} حيث يكون “الرّحمن” نعتًا لاسم الجلالة (الله) ويدل على المدح.
- **الذم**: مثل قوله تعالى: {فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ}، حيث يكون “الرجيم” نعتًا للشيطان ويدل على الذم.
- **الترحّم**: كقوله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} حيث “ذا” نعت لمسكين ويدل على الترحّم.
- **التأكيد**: كما في قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} حيث “واحدة” هي نعت لـ”نفخة” ويدل على التأكيد.
أنواع النعت
ينقسم النعت إلى نوعين:
- **النعت الحقيقي**: وهو الذي يكمّل النعت المنعوت بمعنى في المنعوت، مثال (حضر أحمدُ المجتهدُ).
- **النعت السببي**: وهو الذي يتعلق النعت بالمنعوت، ويكون سببًا له، كما في قولنا: (حضرَ رجلٌ أبوه كريمٌ).
شروط النعت
تختلف شروط النعت الحقيقي عن شروط النعت السببي، وفيما يلي بيان لهذه الشروط:
شروط النعت السببي
يشترط في النعت السببي شرطين هما: التعرّيف والتنكير والإعراب فقط، كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}، حيث جاء النعت (الظالم) تابعًا لممنوعه (القرية) في التعريف والإعراب.
شروط النعت الحقيقي
يشترط في النعت الحقيقي أربعة شروط هي: الإفراد، التثنية، الجمع، التذكير، التأنيث، الإعراب، والتعريف، كما في قولنا: (حضر الطلابُ النُّبهاءُ) حيث جاء النعت (النُّبهاء) مطابقًا منعوته (الطلاب) في التعريف والجمع والإعراب والتذكير.
الإعراب
يتبع النعت منعوته في الإعراب بشكل مطلق، بغض النظر عن نوعه. إذا كان المنعوت مرفوعًا كان النعت مرفوعًا، وإذا كان منصوبًا نُصب، وإذا كان مجرورًا جُرّ. ومن الأمثلة قولنا: (تقاعد المعلّمون الكبارُ) حيث نُعرب كلمة (الكبار) بأنها نعت مرفوع بالضمة.
التوكيد
التوكيد هو التابع الذي يُزيل احتمال عدم فهم المعنى الظاهر. يتكوّن من ركنين: المؤكد والمؤكد، حيث يتبع الثاني الأول. مثال: (رأيتُ أسدًا أسدًا) فيكون الكلمة الثانية (أسدًا) توكيدًا يبعد أي احتمال بأن ما تم رؤيته هو غير الأسد الحقيقي.
أنواع التوكيد
التوكيد ينقسم إلى نوعين:
- **التوكيد اللّفظي**: ويكون بإعادة المؤكد بلفظه أو بمرادفه، سواء كان اسمًا، ضميرًا، فعلًا، حرفًا، أو جملة. مثال: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا).
- **التوكيد المعنوي**: وهو استخدام أحد الألفاظ (نفس، عين، كلا، كلتا، جميع، عامّة) بشرط إضافتها لضمير يعود على المؤكد.
مثال: (جاء الرجلا كلاهما)، (مرَّت السيارةُ نفسها)، (مررتُ بالمدرستين كلتيهما)، (حضر الموظفون جميعهم)، (أقمتُ مجلسًا عامًّا).
أدوات التوكيد
تشمل أدوات التوكيد ما يدخل على الأسماء والأفعال، ومنها ما يختص بالأسماء فقط، وأخرى تقتصر على الأفعال فقط، ومنها ما يمكن أن يكون متصلًا أو منفصلًا، وهذه الأدوات هي:
- **إنَّ**: تدخل على الأسماء، كما في قوله: (إنَّ الشمسَ ساطعةٌ).
- **أنَّ**: تدخل على الأسماء كذلك وتفيد التوكيد.
- **لام الابتداء**: لتوكيد مضمون الجملة.
- **نون التوكيد**: تنقسم إلى ثقيلة وخفيفة.
- **لام القسم**: تستخدم في جواب القسم.
- **قد**: تختص بالفعل الماضي والمضارع.
الإعراب
التوكيد يعتبر من التوابع، وبالتالي يُعرب حسب إعراب متبوعه. يُعرب التوكيد اللفظي بأنه توكيد لفظي (مرفوع أو منصوب أو مجرور)، بينما يُعرب التوكيد المعنوي غالبًا على أنه مضاف، مثال: (عاد المسافرون كلهم) حيث (كلهم) توكيد معنوي مرفوع.
البدل
البدل هو تابعٌ لما قبله ويكون مقصودًا بالحكم المنسوب إلى ما قبله بلا واسطة. الفائدة من البدل تكمن في إيضاح المعنى، كمثال: (أكلتُ الدجاجة جناحَها) حيث “جناحها” بدل من “الدجاجة”.
أنواع البدل
للبدل أربعة أنواع:
- **بدل الكل من الكل**: حيث يكون البدل كل المبدل منه.
- **بدل البعض من الكل**: حيث يكون البدل جزءًا من المبدل منه.
- **بدل الاشتمال**: حيث يكون البدل مشتملًا على المبدل منه.
- **بدل الغلط**: حيث كانت هناك خطأ في ذكر المبدل.
الإعراب
يعتبر البدل من التوابع، ويُعرب بحسب إعراب المبدل منه كيفما كان. في مثلا: (حضر القومُ واجبهم) يُعرب “واجبهم” كبدل مرفوع.
العطف
العطف هو تابع مرتبط بواسطة حرف، مثل جملة (دخل الصفّ محمدٌ وزيدٌ وعامرٌ).
ينقسم العطف إلى قسمين:
- **عطف البيان**: مثل النعت ويفيد إيضاح المعنى، مثال: (جاء أخوك خالدٌ).
- **عطف النسق**: يتوسّط حرف العطف بين الاسمَين.
حروف العطف تشمل:
- **الواو**: تفيد الجمع.
- **الفاء**: تدل على الترتيب.
- **ثم**: تفيد الترتيب مع التراخي.
- **حتى**: تفيد الإضافة إلى ما قبلها.
- **أو**: تفيد التخيير.
- **إما**: تستخدم في السياقات التخييرية.
- **أم**: تدل على التعيين.
- **لا**: تنفي ما بعدها.
- **بل**: تنفي ما قبلها.
- **لكن**: تفيد الاستدراك.
الإعراب
العطف يُعرب كما يعرب متبوعه. لذا يُعرب اسم المعطوف بناءً على إعراب المبدل منه. حروف العطف تُعرب كباقي الحروف.
تدريبات على التوابع
أمثلة على التوابع وإعرابها:
معرفة أنواع التوابع
استخرج التابع في الجمل التالية فقد تكون:
- تنتشر في عمان الطرق الواسعة: التابع هو (النّعت) وهو كلمة (الواسعة).
- أحب الزهور والعصافير: التابع هو (العطف) والاسم المعطوف هو (العصافير).
- شارك الأعضاء كلهم في الاجتماع: التابع هو (التوكيد المعنوي) وهو كلمة (كلهم).
- يعجبني البلبل تغريده: التابع هو (بدل الاشتمال) وهو كلمة (تغريده).
- يا معلم، جزاك الله خيرًا: التابع هو (التوكيد اللفظي) وهو تركيب (يا معلم).
- درست التاريخ ثم الجغرافيا: التابع هو (العطف) والاسم المعطوف هو (الجغرافيا).
- إنهن طالبات متفوقات: التابع هو (النعت) وهو كلمة (متفوقات).
- الجديدان هما: الليل والنهار: التابع هو (البدل) وهو كلمة (الليل) و(العطف) في كلمة (النّهار).
إعراب التوابع
أعرب التابع المخطوط في الجمل التالية إعرابًا تامًّا:
- شربت حليبًا بل عصيرًا: اسم معطوف منصوب بالفتحة.
- الشباب المهذبون يبتعدون عن رفاق السوء: نعت مرفوع بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم.
- أنا وأنت طالبان مجتهدان: نعت مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى.
- طلبت أنا نفسي منك مساعدة: توكيد معنوي مرفوع بالضمة المقدّرة.
- قال تعالى: {إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ} بدل مطابق منصوب بالفتحة.