تعتبر الروحانيات مجالاً عميقًا يركز على استكشاف النفس الإنسانية، كما يهدف إلى فهم السلوكيات والأفعال التي تنبع من الداخل، بجانب تفسير المتغيرات التي تؤدي إلى تلك السلوكيات. إن عالم الروحانيات واسع جدًا، ويستطيع أن يعرض بعض الأشخاص لأوهام، بينما يمنح آخرين القدرة على التعمق في أعماق أنفسهم. من خلال هذا المقال، سوف نتناول الروحانيات ومكانتها في الإسلام، وهل تعتبر حلالًا أم حرامًا.
ما هي الروحانيات؟
تعددت التعريفات التي تصف عالم الروحانيات، لكن يمكن القول بأن الروحانيات تعني الاقتراب من الطاقة الكامنة داخل الفرد ومحاولة التأثير على السلوكيات والمشاعر داخله وكذا التأثير على الآخرين. تختلف المعتقدات في هذا المجال من شخص لآخر بناءً على كيفية تحكم كل فرد في مشاعره وأحاسيسه، ولا تتعلق الروحانيات بتفسير ديني معين أو بروتين محدد.
يستشعر بعض الأفراد الروحانية من خلال شعائر أو ترتيل دينية، بينما يعتقد البعض الآخر أنه يمكنهم الوصول إلى الروحانيات عن طريق التأمل أو الاندماج في الموسيقى الهادئة بدون أي تداخل من الآخرين. في النهاية، تختلف تجارب وأشكال الروحانيات من شخص لآخر حسب الوسيلة التي يراها الفرد ملائمة للوصول إلى هذا العالم.
الروحانيات في الإسلام: حلال أم حرام؟
في الآونة الأخيرة، برز عدد من الشباب والشيوخ الذين يتحدثون باسم الدين ويزعمون أنهم علماء في الروحانيات، حيث يرتبط هذا المجال بفهم أعماق النفس لتحقيق القوة الكامنة. يتناول هذا العلم تأثير حركة الكواكب والنجوم على سلوك الأفراد. ومع ذلك، لا يمكن تصنيف الروحانيات بحسب رأي العديد من المشايخ بين الحلال والحرام، حيث تعتبر في بعض الأحيان مجرد خرافات ودجل. مما يستوجب الحذر من الانزلاق وراء الشعوذة والجن. كما ذكرت الآية القرآنية: “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنما يأمر بالفحشاء والمنكر…” (النور: 21).
مراتب الروحانيات
يتم تصنيف الخبراء في مجال الروحانيات إلى مراتب مختلفة تعتمد على مستوى معرفتهم. ترتفع مرتبة الفرد كلما زادت معرفته، وتوزع المراتب كما يلي:
- طالب العلم: الفرد الذي يسعى لدخول هذا المجال ويتطلب منه الالتزام بتعاليم معينة.
- مريد: المرحلة الثانية، حيث يصل إليها الطالب بعد إتقان كافٍ.
- أبدال: مرتبة تتكون من سبعة أفراد، كل فرد منهم مسؤول عن منطقة معينة.
- أوتاد: أربعة أشخاص، يدعون أنهم يحافظون على الأرض من السوء.
- أقطاب: أعلى مرحلة، حيث يُعتقد أن الشخص يصبح مثل الملك القادر على فهم الكون.
العلاج الروحاني
يرى الروحانيون أن العلاج الروحاني هو طريقة للتعامل مع المشكلات الناتجة عن عدم توازن القوى الكامنة داخل الفرد. لكن هذا النوع من العلاج يعد غير ملموس ولا يمكن إثباته مثل العلاجات التقليدية. ويعتمد الأطباء على الفحوصات الطبية والأدلة العلمية لإثبات صحة حالات المرض، في حين lacks الروحانيون الأدلة المادية الواضحة.
العلاج الروحاني: حلال أم حرام؟
يعتبر العلاج الروحاني حسب رأي بعض المعالجين عبارة عن استدعاء الجن، وهو أمر يتعارض مع العقيدة الإسلامية، حيث يعد نوعًا من أنواع الشرك بالله. وهذا بدوره يؤدي إلى عواقب سلبية على حياة الأفراد، بالإضافة إلى المخاطر الروحية التي قد يتعرضون لها. ويشير العديد من النصوص الإسلامية إلى تحذيرات عن الشرك بالله، مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إني خلقت عبادي حنفاء…” مما يوضح أن السعي وراء الجن قد يكون محرماً شرعاً.
الشخص الروحاني
وفقًا لعلم الروحانيات، يجب أن تتوفر ثلاث عناصر رئيسية في الفرد ليُعتبر شخصًا روحانيًا. إذا لم تتوفر هذه العناصر، فلا يعد الشخص قادرًا على الانخراط في عالم الروحانيات:
- العقل.
- الروح.
- الجسد.
يرى الروحانيون أن هذه العناصر الثلاثة مترابطة بشكل وثيق، ويجب تكاملها لتعزيز التجربة الروحانية.