عاشت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي فترة من النزاع العسكري والسياسي خلال ما يُعرف بالحرب الباردة، والتي استمرت من عام 1946 حتى 1991. لقد شهدت هذه الفترة تصاعد التوترات بين القوتين، وسنتناول هذا الموضوع في مقالتنا الحالية.
ما هي الحرب الباردة؟
- يمكن القول إن الحرب الباردة نشأت نتيجة رغبة كل من القوتين في توسيع نفوذهما العسكري والسياسي.
- كما سعى كل طرف لتعزيز سلطته على حساب الآخر، مما أدى إلى إشعال الفتن والحروب في المناطق الخاضعة لتأثير كل منهما.
- كانت هذه الصراعات مسرحًا للعديد من النزاعات المسلحة في أرجاء أوروبا.
- ويمكن وصف الحرب الباردة بأنها مواجهة سياسية، أيديولوجية، وعسكرية.
- وقد نشبت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمحورت حول قوتين رئيسيتين: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.
- تجلت هذه الحرب في انقسام العالم إلى معسكرين متصارعين.
- يشير مصطلح “الحرب الباردة” إلى صراع دون إعلان رسمي للحرب بين الطرفين.
- استخدم كلا الطرفين الفن ووسائل الإعلام ووسائل التجسس للتأثير على الأحداث.
- كما أشار جورج أورويل إلى إمكانية حدوث مأزق نووي قد يتسبب في تدمير الملايين في ثوان معدودة.
الحرب الباردة الثانية
- تمثل الحرب الباردة الثانية حالة من تجديد التوترات السياسية والعسكرية.
- تتجسد هذه التوترات بين كتل القوى المتعارضة بقيادة روسيا والصين من جهة، وحلف الأطلسي والولايات المتحدة من جهة أخرى، مما يذكرنا بما حدث في الحرب الباردة الأصلية.
- تباينت الآراء حول انطلاق الحرب الباردة الثانية، حيث اعتبرها بعض المحللين قد بدأت خلال أزمة أوكرانيا، بينما رأى آخرون أن بداياتها تعود إلى عام 2016.
- يرى البعض أن هذا المصطلح قد لا يكون مناسبًا لوصف الصراع الحالي، على الرغم من أن تداعياته قد تكون أكثر خطورة من الحرب الباردة الأولى.
- أشار فيليب، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة أوكسفورد، إلى أن هذه الحرب قد بدأت منذ عام 2012.
- كما أبرز أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الحاجة إلى آليات جديدة لتجنب تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، خصوصًا في سوريا.
مراحل الحرب الباردة
المرحلة الأولى:
- تجلت في امتداد نفوذ الاتحاد السوفيتي غربًا.
- شُكلت الديمقراطيات الشعبية في أوروبا الشرقية، مثل ألمانيا وبلغاريا.
- أشعلت الحرب العالمية اليونانية وتم تأسيس مشروع مارشال.
المرحلة الثانية:
- تم توقيع معاهدة التعاون الثقافي في العاصمة البلجيكية.
- حوصرت روسيا الاتحادية للعاصمة الألمانية برلين.
- تأسست التحالفات العسكرية العالمية، كما نشأت حرب الشيوعية الصينية الشعبية.
- أخيرًا، تم تقسيم كوريا.
المرحلة الثالثة:
- شملت أحداثًا مهمة مثل وفاة ستالين والثورة المجرية ضد السوفييت.
- تجدّدت أزمة برلين، وحصار الولايات المتحدة الأمريكية لكوبا اقتصاديًا وعسكريًا.
- كما شهدت الفترة حرب العراق وإيران، وتراجع التنافس نحو التسليح النووي.
- تم التركيز على القضايا الاقتصادية، وعقد مؤتمر مالطا الذي جمع بين الرئيسين الأمريكي والسوفيتي.
- أُعلن عن نهاية الحرب الباردة في قمة باريس للأمن والتعاون.
مظاهر الحرب الباردة
- مشروع هاري ترومان: مساعدات اقتصادية وعسكرية أمريكية إلى اليونان وتركيا بلغ إجماليها 400 مليون دولار لمواجهة الشيوعية.
- مشروع جورج مارشال: تقديم مساعدات أمريكية تقدر بـ 13 مليون دولار لدول أوروبا المتضررة لإعادة البناء خلال 10 سنوات.
- برزت الأحلاف العسكرية، مثل الحلف الأطلسي تحت السيطرة الأمريكية، وحلف وارسو تحت السيطرة السوفيتية.
- تم إنشاء مشروع جدانوف ردًا على مشروع ترومان لدعم الشيوعية في أوروبا عبر الكومنفورم.
- أنشأ ستالين مكتب الكومنفورم لتعزيز الشيوعية عالميًا وتنسيق أحزابها.
- أثارت الحروب الإقليمية لتجربة الأسلحة النووية والدعاية المغرضة.
- ارتبط العالم الثالث بالنظامين الشيوعي والرأسمالي عبر التكنولوجيا العسكرية وهو من مظاهر الحرب الباردة.
نتائج الحرب الباردة الإيجابية والسلبية
- استمرت النزاعات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي دون أن تلحق أضرارًا بالشعوب في أغلب الأحيان.
- تستخدم طرق مثل التجسس والاغتيالات حتى انسحب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان.
- تجلى من نتائج الحرب الباردة أنها أفضت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي وزواله.
- نشأت أيضًا نتيجة الحرب نظام عالمي جديد بزعامة الرئيس السابق جورج بوش.
- فتحت الفرص للولايات المتحدة لتأسيس نظامها العالمي الجديد وسقوط النظام الإقليمي العربي.
- تسيدت الحرب الباردة بمصالحها العالمية وتدخلها في شؤون الدول الأخرى.
- أسست الحرب الأطلسي، وأجرى الاتحاد السوفيتي أول تجربة لقنبلة ذرية في سيبيريا عام 1949، مما جعل الشيوعية تكتسب انتصارًا.
نهاية الحرب الباردة
- بإنهاء الحرب الباردة، قُيد وجود الاتحاد السوفيتي، وتبدلت الأوضاع العالمية لصالح واشنطن.
- ظهرت المفاهيم الغربية للحكومة الديمقراطية وحقوق الإنسان والأسواق الحرة.
- توجهت الحكومة الغربية في حكم روسيا الجديدة، وصيغ أول دستور للبلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بمساعدة مفكرين من جامعة هارفارد.
- تحولت روسيا من قوة عظمى إلى حالة من العزلة والركود.
- ظل ينظر إلى روسيا كبلد للمخاطر الاجتماعية والأساليب الإجرامية، هذا ما أثراه بعض المفكرين خلال فترة حكم فلاديمير بوتين.
- اعتبرت بعض الآراء أن ظهور روسيا الديمقراطية كان دليلًا على الهزيمة، وهو جزء من انتهاء الحرب الباردة.