تصنيفات الحديث النبوي حسب القبول والرد
يتنوع الحديث النبوي الشريف من حيث القبول والرد إلى عدة فئات، وهي كالتالي:
الحديث الصحيح، والذي ينقسم إلى نوعين:
- الحديث الصحيح: هو الحديث الذي يتصل سنده بنقل شخص عدل ضابط عن مشابه له، وصولاً إلى نهايته، دون أن يتضمن شذوذًا أو علة قادحة، ويعتبر حديثًا متكامل الصحة بحد ذاته دون الحاجة إلى ما يعزز قوته.
- الحديث الصحيح لغيره: هو الحديث الحسن في أصله إذا تعددت طرق روايته، بِحيث يروي من جهة أخرى حديثًا مشابهًا أو أقوى منه نصًا أو معنى. وبالتالي يرتقي إلى مرتبة الحديث الصحيح لغيره، كونه استمد قوته من طرق أخرى وليس بقوته الذاتية.
الحديث الحسن، وينقسم أيضًا إلى نوعين:
- الحديث الحسن: هو الحديث الذي يتصل سنده بنقل شخص عدل لكنه أقل ضبطًا من رواة الحديث الصحيح، ويكون خالياً من الشذوذ أو العلل القادحة. ويُعتبر حديث الحسن حجَّة يُعمل به.
- الحديث الحسن لغيره: هو الحديث الضعيف الذي تتعدد طرقه بشكل يمكنها من تعويض بعضها البعض. وفيه لا يُعتبر أي من الرواة كذابًا أو مُتَّهَماً بالكذب، وهو حديث لم يصل إلى درجة الحسن في حد ذاته، إلا أنه يعتد به بسبب تكامل طرق روايته.
الحديث الضعيف: هو الحديث الذي يفتقر إلى شرط من شروط الحديث الصحيح أو الحسن. ويشمل عدة أنواع مثل: المعضل، والشاذ، والمنكر، وينقسم الحديث الضعيف إلى الفئات التالية:
- أسباب الضعف: وتنحصر في ثلاثة:
– عدم اتصال السند.
– عدم ثقة أحد الرواة أو أكثر.
– وجود علة في الحديث سواء في السند أو المتن، مثل الشذوذ.
- درجات الضعف: وتنقسم إلى قسمين:
- – ضعيف ضعفًا يسيرًا مثل ضعف الحفظ أو جهل الراوي، والذي يمكن أن يتقوى بطرق أخرى.
- – ضعيف ضعفًا شديدًا، كأن يكون الراوي متهمًا بالكذب، وهذا الضعف لا يُعزز.
يجدر بالذكر أنه يمكن اعتماد الحديث إذا لم يوجد في ذات المجال حديث آخر، بشرط أن يكون في مجالات فضائل الأعمال، وتشترط في العمل بهذه الأحاديث الأمور التالية:
- عدم كون الحديث شديد الضعف.
- أن لا يُعتقد عند العمل به على صحته.
- أن يكون مندرجًا تحت أصل من أصول الشريعة.
الحديث الموضوع: وهو الحديث الذي يتضمن كذبا على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو على الصحابة والتابعين بعده، بغض النظر عما إذا كان هذا الكلام المختلق صادرًا عن واحد من الحكماء أو أمثال. سمي حديثاً لأنه قد أُوْبِخ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون النظر إلى صحته.
تتعدد أنواع الحديث النبوي بحسب القبول والرد، وهذه الأنواع تشمل: الحديث الصحيح، الحديث الحسن، الحديث الضعيف، والحديث الموضوع الذي لا يُعتبر حديثًا بل يُعتبر مكذوبًا، ولكن سُمّي حديثًا لأنه يُنسَب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
تصنيفات الحديث النبوي حسب السند
ينقسم الحديث النبوي الشريف كذلك من حيث السند إلى ثلاثة أنواع:
- الحديث المتواتر: هو الحديث الذي نقلته جماعة عن جماعة تضمن تواطؤهم على عدم الكذب. يحدث هذا النوع بكثرة في السنة الفعلية، ويقل في السنة القولية، ويعد الحديث المتواتر حجة قوية يعادل الاحتجاج بالقرآن الكريم، فهو يخصص ويقيد ويسقط بعض الآيات.
- الحديث المشهور: هو الحديث الذي يرويه صحابي أو اثنان ويحقق مستوى شبه المتواتر، حيث ينقله جمعٌ يستحيل تواطؤهم على الكذب. لذا يعتبر الحديث المشهور أحاديا في المرحلة الأولى ثم يتواصل ليصبح متواترًا في الطبقات التالية. بينما يرى الجمهور أنه يُعتد به كحديث آحاد، عَلماً أن المذهب الحنفي يَصنِّفه بين الحديث المتواتر وحديث الآحاد.
- الحديث الآحاد: هو الحديث الذي يرويه شخص أو شخصان أو عدد أقل من ذلك دون أن يصل إلى مستوى التواتر، وهذا هو الأكثر شيوعًا في السنة.
يمكن تقسيم الحديث بناءً على السند إلى عدة أنواع، تشمل: الحديث المتواتر، والحديث المشهور، والحديث الآحاد. مما يُذكَر هو أن الحديث المشهور يعد درجة حسب تصنيفات الحنفية، في حين يختلف جمهور العلماء في اعتبار الحديث متواترًا أو آحادًا فقط.
أنواع أخرى من الحديث النبوي
هناك أنواع أخرى من الحديث النبوي التي سنوضحها على النحو التالي:
الحديث المتروك
هو الحديث الذي يرويه شخص متهم بالكذب. ومن أسباب اتهام الراوي بالكذب أحد أمرين، وهما:
- أن الحديث رغم ضعفه لا يرويه غيره، ويكون مخالفًا للمبادئ المعروفة التي أستنبطت من قبل العلماء.
- أن يُعرف الراوي بكونه كاذبًا في الأقوال، رغم عدم ظهوره بذلك في الحديث النبوي.
الحديث المنكر
هو الحديث الذي يرويه راوي ضعيف يتعارض مع رواية الثقة، مما يجعله ضعيفًا تصنيفًا.
الحديث المطروح
هو الحديث الذي ينحدر عن مرتبة الضعيف دون أن يصل إلى مصاف الموضوع.
الحديث المضعف
هو الحديث الذي لم يُجمع العلماء على ضعفه، بل ضعفه البعض وقويه البعض الآخر، ويمكن أن يكون الضعف في السند أو المتن.
الحديث المجهول
هو الحديث الذي يحتوي على راوٍ لا يُعرف اسمه، أو يدعي معرفته شخص لا يمكن الاعتماد عليه، وقد يتضمن السند مجاهيل عدة.
الحديث المدرج
هو ما تم إدخاله في الحديث بحيث يوهم بأنه جزء منه، سواء كان ذلك في المتن أو في السند.
الحديث المقلوب
هو الذي أُبدل فيه بعض أو كل السند، أو تم تقديمه وتأخيره، ويشمل القلب في السند أو المتن، ويُرَدُّ هذا الحديث إلا إذا عُرفت الرواية الأصلية غير المقلوبة.
الحديث المضطرب
هو الحديث الذي له روايات متعددة متعارضة ولا يمكن التوصل إلى توافق بينها، مما يجعل هذا الحديث مردودًا لعدم ضبطه.
الحديث المصحف والمحرف
هو الحديث الذي تعرضت فيه كلمة أو أكثر لتغيير، ويُرد هذا الحديث إلى أن تُعرف الأصل وتُعاد إلى حالتها السابقة.
الحديث الشاذ
هو الحديث الذي يرويه راوي ثقة لكن يتعارض مع من هو أوثق منه، ويُعد الشاذ مردودًا رغم صحة الراوي.
الحديث المعلل
هو الحديث الذي يحتوي على علَّة خفية تُعتبر قادحة، وله ثلاث مسميات: المعل، والمعلل، والمعلول.
الحديث المسلسل
هو الحديث الذي يتتالى رواة على شيء معين في الرواية، مما يزيد من قوة السند.
حديث الفرد
هو الحديث الذي ينفرد بروايته شخص واحد.
الحديث المعنعن
هو الحديث الذي ورد فيه بعض الرواة أو كلهم: “عن فلان”.
الحديث المؤنن
هو الحديث الذي ورد فيه بعض الرواة أو كلهم: “أن فلان قال كذا”.
الحديث العالي
هو الحديث الذي قلّت حلقات سنده نسبيًا مع الاتصال.
الحديث النازل
هو الحديث الذي كثرت حلقاته نسبيًا مع الاتصال.
الحديث الغريب
هو الحديث الذي ينفرد بروايته شخص واحد، حتى وإن كان صحابيًّا، في طبقة معينة من طبقات السند.
الحديث المبهم
هو الحديث الذي يحتوي على راوٍ غير مسمى؛ مثل أن يقول الراوي: حدثني رجل أو ابن فلان أو عم فلان.
الحديث المدبج
هو الحالة التي يروي كل من مجهولين عن الآخر.
يُظهر الحديث النبوي الشريف تنوعًا واضحًا في أنواعه، ويتوقف ذلك على اعتبارات متعددة؛ بما في ذلك تصنيفات الحديث وفقًا للقبول والرد، وأيضًا اعتمادًا على السند، وغيرها من الفئات، وقد تم عرض هذه الأنواع بتفصيل.