يسعى العديد من الطلاب إلى الحصول على تعبير حول التسامح، إذ يُعتبر التسامح من القيم الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها الجميع. فهو يوفر فرصة جديدة للبداية من جديد، ويمثل جمال الشخصية القادرة على التسامح مع الآخرين. ومن خلال هذا المقال، سنتناول موضوع “الإسلام كدين للتسامح” مع تفاصيله.
تعبير عن الإسلام كدين للتسامح
يعتبر التسامح عنصرًا أساسيًا من مبادئ الأخلاق الإسلامية، حيث يعني رد السيئة بالحسنة للتواصل مع الآخرين ودعوتهم للإسلام. وقد أمر الله تعالى بالتسامح وتجاوز الإساءة، كما جاء في قوله: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ).
العناصر:
- العدل والمعروف في الإسلام
- حقوق الفرد في الإسلام
- المساواة في الإسلام
- الحوار مع الآخر في الإسلام
- أهمية التسامح
العدل والمعروف في الإسلام
يُعتبر العدل من الأسس التي تُبنى عليها قيم التسامح مع الآخرين. العدل هو هدف سامٍ لكافّة الأديان السماوية، كما جاء في قول الله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [سورة الحديد آية 25]. يمثل العدل أحد مزايا الأمة المؤمنة، كما ورد في قوله: (وَمِمَّن خَلَقنا أُمَّةٌ يَهدونَ بِالحقِّ وَبِهِ يَعدِلونَ) [سورة الأعراف آية 181]. لذلك، يُشير العدل إلى نقطتين أساسيتين:
- الأولى: الإسلام يراعي العدل ويطبقه بين الناس بشكل عام، وهذا ما يتجلى في قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [سورة النساء آية 105].
- الثانية: يوازن الإسلام بين التسامح والعدل من خلال الدعوة إلى المعروف والنهي عن المنكر.
حقوق الفرد في الإسلام
أولَى الإسلام أهمية كبيرة لحقوق الأفراد، ودعا إلى قبول الآخر، بغضّ النظر عن اختلاف معتقداتهم. كما نهى عن كل ما يمكن أن ينتهك أو يؤذي هذه الحقوق، مما يتضح في كيفية تعامل الإسلام مع أهل الكتاب.
المساواة في الإسلام
لنتناول مفهوم المساواة في الإسلام بشكل أوضح:
- حثّ الإسلام على المساواة بين الأفراد، بغضّ النظر عن دينهم أو لونهم، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حجّة الوداع: (يا أيُّها النَّاسُ: إنَّ ربَّكمْ واحدٌ، وإنَّ أباكمْ واحدٌ، ألا لا فَضلَ لعربيٍّ على عَجميٍّ، ولا لعَجميٍّ على عَربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسوَدَ، ولا لأسوَدَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوى، إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ).
- كما يُحثّ على رفض التمييز العنصري، إذ روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن رسول الله قال له: (يا أبا ذرٍّ، إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ).
- تتجلى المساواة أيضاً بين المسلمين في المساجد، حيث يقفون صفاً واحداً أمام الله، وكذلك في أداء مناسك الحج.
الحوار مع الآخر في الإسلام
يجسد الإسلام أهمية التواصل مع الآخرين، كما جاء في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات آية 13].
يجب الالتزام بقواعد الحوار في الإسلام، كما ورد في قوله تعالى: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة المنافقون آية 8].
التحلي بالأخلاق الإسلامية
يجب الاقتداء بأسلوب رسول الله في مخاطبة الناس بأسلوب مناسب ولائق، حيث ورد في قوله: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ) [سورة النحل آية 125].
أهمية التسامح
يُعتبر التسامح من القيم الهامة، حيث يساهم في خلق مجتمع يسوده السلام، كما أنه يقلل من المشاحنات ويعزز الروابط بين الأفراد.
يعين التسامح الأفراد على التخلص من مشاعر الكراهية، حيث أن من لا يمتلك هذه الفضيلة غالباً ما يعاني من غياب السلام النفسي، ومع التسامح يشعر الإنسان بقيمته ومحبته من قبل الآخرين.
فوائد التسامح
يُعتبر التسامح من الصفات التي تحمل فوائد جمة تعود بالنفع على المجتمع. يعزز التسامح من الروح الإبداعية بين الأفراد ويدعم التعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
التسامح في الدين الإسلامي
يُعد الإسلام دين العدالة والتسامح، حيث يدعو إلى التسامح في حياة الإنسان. قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،لَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران آية 133].
خاتمة
في الختام، يجب أن ندرك أن التسامح هو أحد الأسباب الأساسية لارتقاء المجتمعات. فهو قيمة عظيمة ينبغي الحفاظ عليها، ولذلك يجب أن نتحلى بها ونعمل بها جميعًا لتحقيق مجتمعات متسامحة ورحيمة.
لقد تناولنا في مقالنا هذا موضوع التسامح في الإسلام وتعرفنا على فوائده للمجتمع، وهي صفة ينبغي أن يتحلى بها جميع الناس للحصول على مجتمع متنور وعادل.