تتعلق هذه المقالة بإعراب الأفعال المبنية للمجهول. يُعرف أن الفعل الماضي دائمًا ما يكون مبنيًا، بخلاف الفعل المضارع وفعل الأمر. ومع ذلك، هناك تغيير بسيط يحدث في إعراب الأفعال الماضية عند استخدامها في صيغة المبني للمجهول، وهو ما سنستعرضه لاحقًا.
إعراب الفعل الماضي المبني للمجهول
تتطلب صيغة المبني للمجهول تغييرات واضحة في صورة الفعل، وعندما يتعلق الأمر بالفعل الماضي، فإن بنائه يكون مختلفًا تمامًا عن بناء الفعل المضارع. إليك التغييرات التي قد تطرأ على الأفعال الماضية في صيغة المبني للمجهول:
- الأصل في بناء الفعل الماضي للمجهول هو أن يُضمَّ أوله ويكسر ما قبل آخره. على سبيل المثال: (قتل، قُتِل، صَنَعَ: صُنِعَ، أكرَمَ: أُكرِمَ).
- إذا كان الفعل الماضي يبدأ بحرف “تاء”، فإنه يتعين ضم حرف “التاء” مع التاء نفسها. كمثال (تَسَلَّمَتْ، تُسُلِّمَتْ، تَعلَّمَ: تُعُلَّمَ).
- في حالة وجود ألف قبل آخر الفعل، يتم تحويل هذه الألف إلى ياء ويُكسر ما قبلها، مثل (قال، قِيلَ، باع: بِيعَ).
- عند بدء الفعل الماضي بهمزة وصل، يجب ضم الحرف الثالث بالإضافة إلى الحرف الأول. وإذا كان الفعل المعتل العين على أوزان مثل (افتعل، انفعل)، يتم كسر الحرف الثالث. كمثال: (ابتَدى، أُبتُدِئَ / أُنتصَرَ، انتُصِرَ)، (اختارَ، اختِيْرَ / انقاد، انقيْدَ).
أمثلة على الفعل الماضي في المبني للمجهول
سنستعرض الآن مجموعة من الأمثلة المختلفة للفعل الماضي المبني للمجهول، مما يسهل فهم قواعد الإعراب والتدريب عليها. إليك بعض هذه الأمثلة:
المثال الأول: أكلت التفاحة
- أكل: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
- التفاحة: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
المثال الثاني: خبر البخيل الحب واجباً
- خبر: فعل ماضٍ مبني للمجهول، ومبني على الفتحة الظاهرة.
- البخيل: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
- الحب: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة.
- واجباً: مفعول به ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
المثال الثالث: قول الشاعر: حِيكَتْ على نيرينِ إذ تحَاكُ… تختبط الشّوك ولا تشَاكُ
- حُكِيَت: فعل ماضٍ مبني للمجهول على الفتحة الظاهرة، والتاء هنا هي للتأنيث.
- نائب الفاعل لفعل حُكِيَت هو ضمير مستتر تقديره “هي”.
- تشاك: فعل مضارع مبني للمجهول، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- نائب الفاعل لفعل تشاك هو ضمير مستتر تقديره “هي”.
أمثلة من القرآن الكريم على الفعل المبني للمجهول
يعتبر القرآن الكريم أفضل كتاب للنحو، حيث يمكن الاستفادة منه من خلال استعراض بعض الأمثلة الإعرابية. فهو كتاب أُوحي به باللغة العربية، ويجب علينا التعلم منه. وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابية:
قال الله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقَضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بَعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}:
- في هذه الآية الكريمة، نجد أربعة أفعال مبنية للمجهول، وهي “قِيلَ، غِيضَ، قَضِيَ”.
- إعراب “قِيلَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
- “يا أرض”: في محل رفع نائب فاعل.
- غِيضَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
- الماء: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
- كذلك قَضِيَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
- الأمر: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
- إعراب “قِيلَ” الثانية: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتحة الظاهرة.
- بَعْدًا: في محل رفع نائب فاعل لقيل الثانية.
تكملة أمثلة إعراب أفعال مبنية للمجهول في زمن الماضي والمضارع
إليكم بعض الأمثلة المتنوعة على إعراب الفعل الماضي المبني للمجهول:
قال الله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}:
- إعراب فعل “نُفِخَ”: فعل ماضٍ مبني للمجهول على الفتحة الظاهرة في آخره.
- نفْخَة: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهنا نائب الفاعل هو مصدر.
قوله تعالى: {وَحَمَلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} (الحاقة 14):
- حُمِلَت: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الكسرة الظاهرة في آخره.
- الأرض: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- الجبال: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
قوله تعالى: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيّ} (هود 44):
- قُضِيَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتح.
- استَوَت: فعل ماضٍ مبني للمجهول.
قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
- يُرْزَقُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول وعلامة إعرابه هي الرفع بالضمة الظاهرة.
- نائب الفاعل: هو ضمير متصل بالواو.
قوله تعالى: {يَوْمَ يُكَشَفُ عَنْ سَاقٍ} (القلم 42):
- يُكَشَفُ: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع و علامته الضمة الظاهرة.
وقد ورد في قوله تعالى: {وَلَمَّا سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ} (الأعراف 149):
- سَقَطَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتح.
ورد أيضاً في قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (التوبة 87):
- طُبِعَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، وهو من الأفعال المبنية على الفتح.