تعد جرثومة المعدة من الأمراض الشائعة في الجهاز الهضمي، ورغم أنها كانت تُعتبر مرضًا يقتصر على البالغين، إلا أنها أصبحت تؤثر على الأطفال أيضًا. وهذا الأمر أصبح مصدر قلق للعديد من الأمهات والآباء نتيجة لتزايد حالات الإصابة.
تتشابه أعراض جرثومة المعدة مع أعراض أمراض أخرى، ولهذا نستعرض في هذا المقال مفهوم الجرثومة، أعراضها، وطرق العلاج المتاحة. تابعوا معنا.
جرثومة المعدة
- جرثومة المعدة هي عدوى بكتيرية تصيب نسبة كبيرة تتجاوز الخمسين بالمئة من سكان العالم.
- تحدث هذه العدوى نتيجة وجود بكتيريا حلزونية (Helicobacter pylori) داخل المعدة، وهي بكتيريا سالبة الجرام.
- تتميز هذه البكتيريا بشكلها الحلزوني الذي يمكنها من التكيف والدخول إلى طبقة المخاط التي تحمي جدران المعدة والأمعاء من تأثير الحمض والإنزيمات الهاضمة.
- يمكن أن يؤدي دخول جرثومة المعدة إلى حدوث التهابات شديدة في تلك الطبقة، مما يمكّن الحمض المعدي وإنزيم الببسين من التأثير على جدار المعدة.
- تساعد هذه العملية في هضم الطعام، ولكنها قد تسبب تقرحات شديدة قد تؤدي إلى ثقب في جدار المعدة.
- لا يزال السبب الدقيق لتحفيز البكتيريا الحلزونية لإنتاج المزيد من الحمض غير معروف، ولكن هناك العديد من النظريات التي تسعى لفهم هذا الأمر.
تعتبر جرثومة المعدة عند الأطفال الأكثر انتشارًا، حيث قد يصاب بها:
- الأطفال في الدول النامية والفقيرة.
- الأطفال المحيطون بأفراد مصابين بنفس العدوى.
- الأطفال الذين يعيشون في مناطق مزدحمة.
- الأطفال الذين يعيشون في ظروف صحية غير ملائمة، مثل قلة النظافة الشخصية.
كيف تنتقل عدوى جرثومة المعدة عند الأطفال
غالبًا ما يتم اكتساب العدوى خلال مرحلة الطفولة، وخاصة في السنوات الخمس الأولى. تُعتبر معدة الإنسان المكان الرئيسي لبقاء البكتيريا الحلزونية، ويمكن أن تنتقل العدوى بسهولة داخل الأسر. وتشمل طرق الانتقال:
- إفرازات القناة الهضمية للطفل.
- الانتقال عبر الفم.
- من خلال لعاب الطفل عند مشاركة أدوات الطعام.
- الانتقال من براز الطفل.
- أو عبر القيء.
أعراض جرثومة المعدة عند الأطفال
عند إصابة الطفل بجرثومة المعدة، قد تظهر أعراض متعددة تختلف من طفل لآخر، ومن بين هذه الأعراض:
- ألم شديد ومستمر في البطن.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- تكرار التجشؤ والشعور بالانتفاخ.
- فقدان الشهية.
- فقدان ملحوظ في الوزن.
- ألم في منطقة فم المعدة.
- زيادة في شدة الألم عند فراغ المعدة، والتي قد تتحسن بعد تناول الطعام أو الأدوية مضادة الحموضة.
- قد يواجه الطفل قيء دموي أو بلون بني.
- ظهور الدم في البراز بلون أسود كقطران.
من الضروري عند ظهور الأعراض السابقة عرض الطفل على طبيب مختص لتشخيص حالته ووصف العلاج المناسب، حيث إن تأخير العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- الارتجاع المعدي المريئي بسبب زيادة الحمض الناتج عن الجرثومة.
- تطور الأورام السرطانية إذا لم يتم علاج الطفل بسرعة.
- فقر الدم نتيجة النزيف.
- التأثير على نمو الطفل وتأخره.
- انسداد الأمعاء بسبب الأورام.
- حدوث ثقب في المعدة نتيجة تفاقم التقرحات.
- التهاب الغشاء البريتوني.
الاختبارات الضرورية لتأكيد الإصابة بجرثومة المعدة عند الأطفال
لكي نؤكد إصابة الطفل بجرثومة المعدة، هناك عدة فحوصات يجب إجراؤها:
- اختبار الدم: لتحليل عينة دم للكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بالبكتيريا الحلزونية.
- اختبار البراز: لفحص عينة براز للتأكد من وجود البكتيريا.
- اختبار التنفس: يحتاج الطفل لتناول محلول يحتوي على اليوريا.
- منظار المعدة: حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب يحتوي على كاميرا لفحص جدار المعدة وأخذ عينات.
علاج جرثومة المعدة عند الأطفال
توجد طرق متعددة لعلاج جرثومة المعدة لدى الأطفال، بما في ذلك العلاج الثلاثي الذي يتضمن مضادين حيويين للفيروس.
كما تشمل الأدوية مضادات الحموضة للحد من إفراز الحمض، والذي يتكون من:
العلاج الثلاثي
- كلاريثروميسين.
- أموكسيسيللين.
- مثبطات إفراز الحمض مثل:
- لانسوبرازول، إيسوميبرازول، بانتوبرازول، رابيبرازول، والميترونيدازول.
أظهرت الدراسات فاعلية إضافة الميترونيدازول للعلاج الثلاثي، وعادة ما يستمر العلاج لمدة أربعة عشر يومًا. بعد ذلك، يُعاد الفحص للتأكد من القضاء على البكتيريا. يجب أن يحرص الأهالي على تقديم وجبات غذائية منتظمة لدعم صحة الطفل وتخفيف الألم.