أعراض نقص هرمون الإستروجين
يعتبر نقص هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Hypoestrogenism) حالة شائعة تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض والعلامات التي تشبه إلى حد كبير أعراض انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause). يمكن أن تعاني النساء من مختلف الأعمار من انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، ولكن هذه الحالة تكون أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي يقتربن من سن اليأس والفتيات قبل البلوغ. من الجدير بالذكر أن المستويات المنخفضة من هرمون الإستروجين تُعتبر طبيعية لدى النساء بعد سن اليأس، بينما يرتبط انخفاضه في الفئات العمرية الأصغر بوجود حالات صحية مختلفة. فيما يلي، سنستعرض أهم الأعراض والعلامات التي قد تظهر نتيجة نقص هرمون الإستروجين:
الهبات الساخنة
تُعد الهبات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flashes) من الأعراض الأكثر شيوعًا المرتبطة بنقص هرمون الإستروجين، بما في ذلك الهبات الليلية المعروفة باسم التعرق الليلي. يُطلق على الهبات الساخنة والتعرق الليلي الأعراض الحركية الوعائية (بالإنجليزية: Vasomotor symptoms). رغم تنوع شدة هذه الهبات وخصائصها من امرأة لأخرى، فإنها عادةً ما تبدأ بإحساس مفاجئ بالحرارة بسبب تدفق الدم إلى سطح الجلد، مما يسبب شعورًا بالدفء. وقد ترافق هذه الهبات أحيانًا بالتعرق أو احمرار الجلد، وكذلك ارتفاع في معدل ضربات القلب (بالإنجليزية: Palpitations).
تتراوح مدة الهبة الواحدة بين 30 ثانية إلى 60 دقيقة، ولكن قد تتراوح في المتوسط بين 3-4 دقائق. يُشير الباحثون إلى أن الهبات الساخنة المرتبطة بسن اليأس قد تستمر لما يزيد عن عام لدى معظم النساء، حيث إن متوسط فترة ظهور الأعراض يمتد لحوالي 4 سنوات. وقد تعاني بعض النساء من الهبات الساخنة لمدة تصل إلى 20 عامًا أو أكثر بعد آخر دورة شهرية.
تغيرات في الدورة الشهرية
يلعب هرمون الإستروجين دورًا رئيسيًا في تنظيم الدورة الشهرية، حيث قد يؤدي انخفاضه إلى حدوث عدم انتظام فيها، أو حتى توقفها بالكامل. يزيد الانخفاض في هرمون الإستروجين من احتمالية تعرّض النساء للعقم نتيجة لتعطيل عملية التبويض، مما يجعل فرصة الحمل صعبة.
زيادة الوزن
يمكن أن يتسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في زيادة الوزن، وخاصة لدى النساء قرب سن اليأس. تكمن خطورة زيادة الوزن في زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، وداء السكري. لذا يُنصح بالحصول على استشارة طبية عند ملاحظة تأثير انخفاض هرمون الإستروجين على الوزن، حيث يمكن للطبيب وضع خطة صحية تشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة. فيما يلي بعض التأثيرات السلبية لنقص هرمون الإستروجين على الوزن:
- تؤثر الهرمونات الجنسية بما فيها الإستروجين على توزيع الدهون في الجسم.
- يساعد الإستروجين في تنظيم عمليات الأيض المرتبطة بالجلوكوز والدهون، مما يجعل انخفاضه سلبيًا على هذه العمليات.
- يقلل هرمون الإستروجين من مستويات الليبتين الذي يعمل كمثبط للشهية.
- يزيد نقص هرمون الإستروجين من الرغبة في تناول الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والملح والسكر، مما يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة وزن الجسم.
- يؤثر انخفاض الإستروجين على توزيع الوزن في الجسم، وقد تكتسب النساء وزنًا في مناطق معينة مما يؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
المعاناة المتكررة من ضبابية الوعي
تعتبر ضبابية الوعي أو ضباب الدماغ (بالإنجليزية: Brain fog) من الأعراض الشائعة لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث، حيث يؤثر نقص هرمون الإستروجين على الإدراك. تعبر النساء عن معاناتهن بما يلي:
- صعوبة التركيز لأداء المهام بكفاءة.
- صعوبة في الذاكرة.
توجد أدلة بيولوجية مهمة تدعم تأثير هرمون الإستروجين على الوظائف الإدراكية، حيث توجد العديد من المستقبلات لهذا الهرمون في الدماغ والتي تؤدي وظائف متعددة، بما في ذلك مكافحة الأكسدة وحماية الخلايا العصبية.
تدهور صحة العظام
يهتم هرمون الإستروجين بالحفاظ على قوة وصحة العظام عبر preventing فقدان الكالسيوم. وعند انخفاض مستوياته، تزداد فرصة الإصابة بضعف العظام مما يؤدي إلى زيادة خطر الكسور والالتواءات. يعتبر نقص الكالسيوم نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين عاملاً يزيد من احتمالية الكسور في عظام الوركين وأطراف الساق والذراع والعمود الفقري. وإذا تركت هذه الحالة دون علاج، يمكن أن تتطور إلى هشاشة العظام. إليكم بعض عوامل الخطر التي قد ترفع فرص الإصابة بالكسور:
- النحافة أو هيكل جسدي صغير.
- التدخين.
- شرب الكحول.
- تاريخ عائلي بالإصابة بهشاشة العظام.
- قلة النشاط البدني والخمول.
تكرار التهابات المسالك البولية
ينعكس تأثير انخفاض هرمون الإستروجين على الجهاز البولي، حيث يسبب ترقق أنسجة مجرى البول (بالإنجليزية: urethra)، مما يؤدي إلى زيادة تكرار التهابات المسالك البولية. للإستروجين آليتان تعززان دفاع الجسم ضد التهابات المسالك البولية: الأولى تزيد من القدرة المضادة للميكروبات في القناة البولية عن طريق تحفيز إنتاج الببتيدات المضادة للميكروبات، بينما الثانية تمنع الفقد المفرط للخلايا السطحية أثناء العدوى.
الصداع
يُعتبر انخفاض مستويات هرمون الإستروجين من الأسباب الرئيسية وراء تعرض النساء للصداع. ومع تعدد أسباب الصداع، يمكن التعرف على الصداع المرتبط بانخفاض مستويات الإستروجين من خلال تكراره في نفس الوقت من كل شهر. تُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، وعلى الرغم من عدم وضوح الأسباب الهرمونية المرتبطة بالصداع، إلا أن التقلبات في مستويات الإستروجين قد تكون أحد العوامل المحتملة لذلك. يجدر بالذكر أن مستوى هرمون الإستروجين يكون في أدنى مستوياته خلال المرحلة الأصفرية، مما يفسر زيادة احتمالية حدوث الصداع قبل بدء الدورة وخلالها، مما يستدعي مراجعة الطبيب لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون أكثر خطورة.
أعراض مهبلية
يمكن أن تبدأ النساء بمعاناة من علامات نقص هرمون الإستروجين في وقت مبكر من انقطاع الطمث، مثل انخفاض الترطيب المهبلي أثناء النشاط الجنسي. مع مرور الوقت واستمرار انخفاض مستويات الهرمون، قد يحدث جفاف المهبل حتى أثناء الأنشطة اليومية، حيث تعاني نسبة كبيرة من النساء من أعراض ضمور المهبل بعد سن اليأس. نظرًا لأهمية الإستروجين في الحفاظ على صحة الغشاء المخاطي المهبلي، يؤدي انخفاضه أو التداوي للعلاج بمضادات الإستروجين إلى تأثيرات سلبية، ويمكن أن تتطور الأعراض المذكورة أدناه بمرور الوقت:
- تهيج وحكة.
- انزعاج أثناء الجماع.
- مشاكل في المسالك البولية.
أعراض أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، قد تواجه النساء أعراضًا أخرى لنقص هرمون الإستروجين، ومن أبرزها:
- انخفاض الرغبة الجنسية: حيث تتأثر مستويات الرغبة الجنسية بانخفاض هرمون الإستروجين.
- تغيرات في المزاج: توجد مواد كيميائية في الدماغ تعزز الحالة المزاجية، مثل السيروتونين والإندورفين، ويؤثران أيضًا بالإستروجين، مما قد يؤدي نقصه إلى انخفاض مستوى السيروتونين ويسهم في التقلبات المزاجية أو الاكتئاب.
- شيخوخة الجلد المتقدمة: مع التقدم في العمر، تفقد البشرة مرونتها ويؤدي انخفاض هرمون الإستروجين إلى تجاعيد وسماكة الجلد، مما يعتبر علامة على شيخوخة الجلد.
- تغيرات في الثدي: قد تؤدي التغيرات الهرمونية في الإستروجين إلى ظهور أعراض مثل الألم، عدم الراحة، ظهور كتل، وتحسس للثدي.
- اضطرابات النوم: من المحتمل أن يسهم انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في صعوبة النوم، أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
- ألم أثناء الجماع: يعزى ذلك غالبًا إلى تدني مستوى ترطيب المهبل نتيجة نقص الإستروجين.
- جفاف العينين: انخفاض الإستروجين قد يؤثر على إنتاج الدموع، مما يؤدي إلى جفاف العينين.
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض نقص هرمون الإستروجين، إذ أن الحصول على الرعاية الصحية اللازمة هو أمر هام وفعّال في المراحل المبكرة.